[B]
كشفت دراسة تربوية ان %48 من اطفال رياض الاطفال ما بين سن 5 الى 6 سنوات يعانون صعوبة في النطق وتأخر النمو اللغوي.
وقالت الدراسة التي اعدها الباحث التربوي عباس سبتي بعنوان «دراسة تأخر النمو اللغوي لدى اطفال الرياض» ان اهم اسباب المشكلة تتمثل في العنف والعقاب البدني والنفسي، والتأخر العقلي بالاضافة الى عدم رعاية الوالدين او احدهما للطفل.
وفي اجراءات الدراسة فإنه تشتكي معلمات الرياض من بعض الاطفال في عدم التواصل مع معلماتهم ومع زملائهم في الفصل الدراسي. وتحاول هذه الدراسة المساعدة للتعرف على اسباب تأخر النمو اللغوي لدى الاطفال، وما تسببه هذه المشكلة لهؤلاء الاطفال من معاناة نفسية وتأخر دراسي.
رياض الأطفال
اجريت عينة الدراسة من بعض معلمات رياض الاطفال (15 معلمة) وبعض امهات الاطفال (15 أما) اللاتي يعانين مشكلة تأخر النمو اللغوي لدى هؤلاء الاطفال. في روضتي الضياء وعبدالعزيز الشاهين بمنطقة مشرف من منطقة حولي التعليمية.
وأما اداة الدراسة فتتكون من «بطاقة مقابلة» لاستطلاع آراء عينة الدراسة وتحتوي الاسئلة على محاور: التعرف على مشكلة تأخر النمو اللغوي واسبابها واثرها في الاطفال وطرق علاجها في الدراسات السابقة.
وكشفت دراسة (اسماء باداود 2007) ان تأخر النمو اللغوي بين اطفال الروضة تصل نسبته الى 48 في المائة، ويظهر ذلك لدى الاطفال الخجولين اكثر منه لدى غير الخجولين خاصة الاطفال بين 5 و6 أعوام.
وأوضحت باداود ان الاطفال الخجولين لديهم مفردات لغوية اقل، لذلك فهم اقل كلاما، مشيرة الى ان الخجل هو المؤثر الوحيد في سلوك الاطفال اللغوي في جلسات اللعب مع اقرانهم. ولفتت الى ان ارتفاع المحصول اللفظي عند الطفل الخجول لا يساعده على الكلام في المواقف الاجتماعية بشكل جيد.
وأوصت بمزيد من الابحاث والدراسات المهتمة بمرحلة الطفولة، واجراء دراسات طويلة لمعرفة اثر الخجل في نمو اللغة على المدى البعيد. واكدت اهمية ايجاد طرق فعالة في التدريس واساليب التفاعل بين المعلمين والاطفال الخجولين لمساعدتهم في التغلب على الخجل.
وجاء في نتائج الدراسة ان اسباب المشكلة، من وجهة نظر المعلمات هي: العنف، العقاب البدني والنفسي، التأخر العقلي، عدم رعاية الوالدين او احدهما للطفل، وعدم متابعته في الروضة، سوء معاملة الخدم للطفل، عدم حوار الام مع طفلها، عدم اعطاء فرصة للطفل للتعبير عن رأيه، بقاء الطفل مع الخادمة فترة طويلة، عدم وجود اطفال يتحدثون مع الطفل في المنزل، عدم نضج اعضاء الكلام والنطق للطفل، الخجل، الخوف من التعبير عن رأيه وذاته، عدم الاصغاء للطفل وهو يتحدث، فضلا عن اهمال الوالدين بمشكلة الطفل في المنزل او الروضة واهمال المعلمة للطفل والغيرة وعيب خلقي باعضاء النطق، بالاضافة الى المشكلات بين الوالدين والوراثة.
اما اسباب المشكلة من وجهة نظر الامهات: تأثر الطفل بالخدم وعامل الوراثة ودلال الوالدين للطفل وانفصال الوالدين وخوف الطفل من احد الوالدين، بالاضافة الى الخلافات الحادة بين الوالدين وتعرض الطفل لصدمات نفسية ومرض الطفل ودخوله المستشفى والغيرة بين الاخوة، الخوف بعد موت احد الوالدين وضرب الطفل وتوبيخه من قبل احد الوالدين، وعيش الطفل وحدة في المنزل (وحيد الابوين).
«التأتأة»
اما سؤال: ما مظاهر مشكلة التأخر اللغوي؟ فقد كانت الاجابات حسب وجهة نظر المعلمات: التأتأة، الانطواء، عدم الكلام بصورة صحيحة ومفهومة، عدم النطق الصحيح، التعلثم، استخدام اشارات اليدين اكثر، استخدام مصطلحات دخيلة تعلمها من الخادمة، عدم استخدام بعض الحروف، كثرة البكاء، لجلجة، الغيرة، ضرب الاطفال بسبب انهم يسخرون منه.
بينما كانت اجابات الامهات هي: الخوف، التردد، عدم الثقة بالنفس، وعدم نطق الحروف بالشكل الصحيح والتأتأة وكثرة البكاء، وعدم لفظ الكلمات بالشكل الصحيح، وتضخيم بعض الكلمات عند النطق بها، وعدم فهم المستمع ما يقوله، والصمت، بالاضافة الى اضطراب الكلام والدلع عند خروج الحروف، ونسيان الكلمات، والتهتهة، والعناد في المنزل، وبلع الحروف، وتكسير الالعاب لجذب الانتباه اليه واللجلجة.
مشكلة التأخر
واوضحت ان سؤال: ما اثر مشكلة التأخر اللغوي لدى طفل الروضة من الناحية النفسية والعاطفية والاجتماعية؟ فقد كانت اجابات المعلمات هي: الناحية النفسية والعاطفية، خجل التحدث مع الآخرين، ويشعر بالظلم والدونية، عدم الشعور بالامان واحساسه بان الآخرين يضحكون او يسخرون منه، وقد تتولد فيه صفة العدوانية، كره الروضة والاطفال ولا يحب ان يعزل عن امه او ابيه.
والناحية الاجتماعية: انطوائي لا يختلط او يتفاعل مع غيره من الاطفال، عدم تقبل الاطفال له لوجود عيب فيه، عدم مشاركته مع اطفال صفه في الانشطة، ويحب العزلة والوحدة.
وأما إجابات الأمهات فهي: يكون انطوائيا، لا يستطيع التعبير عن رأيه، الاتكالية وتعلقه بالخادمة. الناحية الاجتماعية: لا يشارك الأطفال في اللعب، يحب العزلة عن المجتمع.
العلاج
كشفت الدراسة ان العلاج يكون عبر تشجيع الطفل على الاختلاط بالأطفال، وتدريبه على النطق السليم وتشجيعه بعدم الخجل والتردد عندما يتحدث، وإعطاؤه فرصة التعبير والحديث أمام الأطفال وتشجيعهم له، عرضه على الطبيب المختص، وجود اختصاصي النطق بالروضة، قراءة القصص له، تشجيع الأم على الحوار السليم مع طفلها، التعاون بين البيت والروضة لعلاج مشكلة الطفل، عقد دورات مكثفة للمعلمات والأمهات حول المشكلة، إلحاقه بدور الحضانة قبل الروضة، تعيين معلمة متخصصة للتعامل مع هؤلاء الأطفال.
أما استجابات الأمهات للعلاج كان في فتح الحوار مع الطفل، وإتاحة فرصة كافية ليعبر عن نفسه وتوعية الوالدين وعرض المشكلة على طبيب مختص، متابعة سلوك وكلام الطفل والتعرف أكثر مشكلته، الاستعانة بمعالج لغوي، التعرف على أسباب ومظاهر المشكلة، دور الأسرة في علاج المشكلة من الرعاية والحب والعاطفة، مشاركة الطفل باللعب مع الأطفال.
التوصيات
انتهت الدراسة بالتوصيات:
1 – اجراء دراسات ميدانية في رياض الأطفال بهدف رصد مشكلة تأخر النمو اللغوي.
2 – ابلاغ عن بعض مظاهر المشكلة من التأتأة واللجلجة في بداية كل عام دراسي.
3 – التشخيص الطبي من قبل اختصاصي القياس السمعي لفحص سمع الأطفال للتعرف على فاعلية الأذن.
4 – اشراك الأطفال في الأنشطة وفي الحفلات التي تقام في المناسبات في رياض الأطفال للتغلب على آثار ومظاهر المشكلات اللغوية لديهم.
5 – في حالة تفاقم مشكلة الطفل اللغوية (حالة البكم أو الصم) يجب تحويله الى مدارس التربية الخاصة، قبل فوات الأوان.[/B]