0 تعليق
1341 المشاهدات

كيف نتعامل مع أطفالنا بالشكل الصحيح لتحقيق التربية المتوازنة؟



[B]كيف نتعامل مع أطفالنا بالشكل الصحيح لتحقيق التربية المتوازنة؟

إن التربية عملية شاقة تحتاج إلى جهد متواصل. لأن بناء النفس من أشق وأعسر عمليات البناء. فالتعامل مع المادة أسهل من التعامل مع كائن حر. لأن المادة الجامدة تطوعها كما تشاء . أما النفس البشرية فلن يتيسر لك ذلك معها. لأنها تملك الحرية والإرادة. فلا بد أن نتعامل معها من هذا المنطلق. إن أبناءنا لا تنقصهم القدرات ولا يعوزهم الذكاء، ولكنهم يحتاجون إلى تربية متوازنة تلبي حاجات الروح إلى جانب حاجات الجسد. فالإنسان روح وجسد.

يجب أن يحتل الإهتمام بالتربية المتوازنة قمة سلم الضروريات حيث أن نتائج ذلك تصل إلى المجتمع كله سلباً أو إيجابياً. ولن يكون في صالح أحد أن تلبي الحاجات المادية وتهمل الجوانب الروحية.

وإن من يتوهم أن واجبه كأب ينحصر في تأمين حاجات أسرته المادية يكون قد غفل عن جوانب أهم بكثير من الغذاء واللباس.

أهم مشكلات الطلبة:

في الحقيقة هناك العديد من المشكلات التي يعاني منها أبناؤنا الطلبة منها ما يتعلق بالأهل ومنها ما يتعلق بالمدرسة وبالتالي لا بد لنا من إلقاء الضوء على ما يعانيه أولادنا من مشاكل تتعلق بالأسرة وأخرى تتعلق بالمدرسة وفي النتيجة فهما مرتبطان ويتأثران:
المشاكل التي يعانيها الأبناء مع الأهل أو الأسرة وهذه تقسم إلى:

أ- مشاكل الأب مع الأبناء ويؤديان إلى عملية تراجع وقلة تحصيل عند الطالب:

1- لا يلقى الطالب في المنزل نصيباً كافياً من الاهتمام من قبل الوالدين والأسرة وذلك لانشغالهم بأعباء الحياة ومسؤولياتها وهذا ما قد يعزز من السلوكيات السلبية عند الطالب وهذه تحل إذا حققنا لأبناءنا ما يدعى بالتربية المتوازنة وهي تعتمد على:

· ثقة أبناءنا بنا.

· تطبيق قاعدة الثناء والعقاب.

· ضرورة الوفاء بالوعود

· مدّه بالحنان

· الإيجابية بالحوار.

· عدم التشهير بالأخطاء.

· التناقض في التوجيهات الدراسية والأسروية

2- عدم وجود رقابة أو متابعة من الأهل للأبناء من حيث:

· كتابة الوظائف ودراسة الدروس بشكل يومي.

· عدم وجود نظام محدد للطعام واللعب والنوم والدراسة ( دراسة عشوائية )

· عدم خضوع الأبناء لمراقبة خاصة للنظام الغذائي.

· السماح للأبناء بالغياب المتكرر عن المدرسة بدون عذر وهذا ما يؤثر سلباً على وضعهم الدراسي وبالتالي على انقطاع المعلومات وصعوبة الربط فيما بعد.

· توفير الأهل للأبناء الوسائل الترفيهية والمسلّية من تلفزيون، أقراص مضغوطة، موبايل، وكمبيوتر دون رقابة وهذا يؤدي إلى ضياع الوقت والجهد.

· السماح للأبناء بالسهر لأوقات متأخرة وهذا ما يجعل الطفل خاملاً وينعكس ذلك على قدرته الاستيعابية وتجعله غير قادر على التركيز .

3-عدم تبيان الأهل للأبناء أهمية الدراسة وعلاقتها بالنجاح في الحياة.

4- سفر الأهل وغيابهم عن البيت وعدم وجود رقيب على الطالب مما قد يجعله يضيع وقته في اللعب والتسلية.

5- الصراعات الأسرية والتفكك العائلي وماله من تأثير سلبي على تحصيل الطالب.

6- ظاهرة جلب آنسات وأساتذة للبيت وكثرة الدورات التي يتعرض لها الطالب وهذا يخلق نوعاً من الازدواجية والصراع عند الطالب. وهنا من الضروري الاعتماد على المدرسة.

7- عدم زرع الأهل الهدوء والطمأنينة والثقة بالنفس و هذا يترجم بعدم الانتباه وبالسرعة الزائدة في الإجابة على أسئلة الامتحانات.

ب- مشاكل الأبناء مع ذاتهم:

· الدراسة البصم والتي تفتقد للفهم العميق للمادة والمحتوى.

· إتباع عادات الدراسة الخاطئة مثل:

· الدراسة بوجود الأهل والإخوة ومع أجهزة التسلية مما يؤدي إلى ضعف في التركيز.

· عدم تنظيم الوقت وتوزيعه بشكل متناسب وذلك بكتابة الوظائف والواجبات لفترات طويلة مما قد لا يبقي وقت للدراسة والحفظ.

· عدم أخذ فترات من الراحة والاسترخاء بعد دوام المدرسة لأن الدماغ بحاجة للاسترخاء ليعاود نشاطه.

· الخوف الشديد من الامتحان يؤدي إلى نسيان المعلومات وعدم التركيز.

· مشكلات النمو عند البعض.

ولابد من توضيح و شرح لبعض الأسس التي يجب علينا أن نراعيها لنحقق لأبنائنا التربية المتوازنة:

1) ثقة أبناءنا بنا: أن ننهج منهجاً واقعياً في تعاملنا مع أبناءنا. فكثيراً ما نصور لهم الصعب سهلاً و الألم لذة. وسرعان ما يكتشف الطفل زيف ما ادعيناه. و عندها يبدأ تصدع الثقة بيننا و بين الطفل. و يتعلم أن عليه أن يتردد كثيراًً قبل أن يقبل ما نعرضه عليه. و ليس هناك فرق كبيراً بين أن يكون الإبتعاد عن الواقع طفيفاً أو كبيراً. فالتصدع حاصل و مستمر. حتى يقضي على الثقة وعندها تصبح دنيا الأطفال كلها في إضطراب. و إذا كان ما نقوله نحن ليس صدقاً فمن يقول الصدق إذاً؟.و الخطر يأتي عندما نمنع أمراً في الصباح و نباركه في المساء. و نعاقب على سلوك اليوم و نسمح به غداً. هذا النمط من التربية يجعل الطفل في خوف دائم من كل تصرف جديد. حيث إنه لا يستطيع أن يتوقع ردة فعل أبويه و مربيه نحوهما ما دام الأمر خاضعاً للمزاج. فمن الخير لنا أن نلتزم بقواعد سلوكية ثابتة حتى يسهل على الصغار سلوكهم.

2) الثناء والعقاب: علينا أن نحسن استخدام الثناء والعقاب. ولعل آثار المبالغة في الثناء والمديح لا تقل سلبية عن آثار الإهمال التام. والأمر إذا ألقي يجب أن ينفذ . لذا من الأفضل لنا أن نتريث قبل أن نصدر أوامرنا فننتظر هل يمكن تنفيذها. فإذا تحقق الطفل أن أوامرنا درست بدقة وأنها تستهدف مصلحته حُق لنا أن نتوقع منه الاستجابة لكل ما نطلب.

3) الوفاء بالوعود: علينا أن نحرص و في كل الظروف على الوفاء بالوعود. فإذا وعدت فعليك أن تفي فإن إستعمال عليك الوفاء هنا يجب أن توضح سبب ذلك. و إلا فإن الثقة التي من المفروض أن تقوى بيننا و بين أبناءنا تصبح مهددة.

4) الحنان: فاقد الحنان يجب أن يعوض بشيء مما فقد. إذا فقد الطفل حنان أمه أو حنان أبيه. فعلى المجتمع أن يعوضه ببعض ما فقد حتى لا يصبح فريسة لأهواء لا ضابط لها.و قد يتوهم أن في ذلك تحقيقاً لذاته.

5) الإيجابية في الحوار: من المفيد لنا ألا نوجه أوامرنا كلها بلفظ سلبي. لا تفعل- لا تلعب – لا تتكلم…. فإن ذلك يولد عند الطفل رد فعل قوي و يدفعه إلى العناد دفعاً. و قد تفيدنا عبارات إيجابية مثل: من الخير لك…. من الأفضل لك.سيكون ذلك جميلاً..فإن ذلك يشعر الطفل بالرضا و الراحة النفسية.

6) التشهير بالأخطاء: علينا أن لا نشّهر بالطفل عند الخطأ. كأن نناديه كسلان إذا تأخر في دراسته أو كذاباً إذا كذب. أو محتالاً إذا أخذ من حصة أخته الصغيرة أو شريراً إذا لطم أخاه الصغير. وخير من ذلك أن ننتبه برفق إلى أن ذلك ينفر الآخرين منه. وأن عليه أن يكون أكثر لطفاً و رفقاٌ، و أن نتجنب القسوة في كل ذلك لأن أسلوب التأنيب القاسي و المتكرر يدفع الطفل إلى الاستهتار و التمادي.

7) التناقض في التوجيه الدراسي و الأسري:علينا أن نحرص على وحدة التوجيه داخل الأسرة و المدرسة وخارجهما فإن حصل تناقض في التوجيه أو حتى إختلاف فيه فسوف تكون التربية مخلخلة و متناقضة.

يقول علماء الأخلاق: إن الفرد كثيراً ما يفعل الشر توهماً منه أنه خيرٌ له و هذا يعني أن الفرد في هذه الحالة لا يملك المقياس الحقيقي الذي يستطيع بواسطته أن يميز بين الخير و الشر وما ذلك إلا بسبب التوجيه المتناقض الذي سلطه المجتمع عليه.

8) تقويم سلوك الطفل بالقصص الإيجابية: فالقصص الإيجابية تصور السلوك المطلوب القيام به و ترغب فيه و تجعله جذاباً أما القصة السلبية فهي تصور عكس السلوك المطلوب و تنفر منه و تجعله ممقوقتاً.فالفكر لا يتغير إلا بالفكر فلا بد من أن ننمي القناعة عند الطفل نحو كل ما نرغب أن يصبح سلوكاً لديه و علينا ألا نضجر إذا كانت الإستجابة بطيئة حيال ذلك فخيرٌ لنا ألف مرة أن نبني القناعات و لو سارت ببطءٍ شديد من أن نكره الإبن على سلوكٍ قد إتضح له جدواه و علينا أن لا نظهر أمام أبناءنا إلا ما نرغب أن يصبح سلوكاً لديهم لأن إمكانية تقليد السلوك الخاطئ أكبر من إمكانية تقليد السلوك الصحيح لأن الخير يحتاج إلى ضبط النفس و إلى إلتزام داخلي و يأتي هذا التقليد من خلال المحاكاة.

9) التردد في التعامل مع أبناءنا: و أخيراً فمن الخير لنا ألا نتردد في تعاملنا مع أبناءنا لأن التردد يوحي بعدم وضوح الهدف و غموض الغاية كأن نقول للطفل افعل كذا فإذا انصرف إلى ما طلبناه منه ناديناه ثانيةً لنخبره بألا يفعل ذلك لأنه ليس ضرورياً و لا داعي له هذا السلوك المتردد ينم عن عدم وضوح الرؤية و بالتالي يفرض على كل من تعامله أن يكون متوقعاً بشكل دائم أننا قد نعدل عن قرارنا دفعةً واحدة.و لعل من المفيد أن يذكر كل مرب أمرين

أولهما: أن الإبن الأكبر في الأسرة هو القدوة لجميع أفراد الأسرة فعلينا أن نحسن تربيته و تأديبه و تعليمه.

ثانيهما : أن يوجه أبناءه حسب قدراتهم فمن يصلح لمهنة الطب وجهه لها و من يصلح للهندسة أو التجارة وجهه لها و من الظلم أن نجبرهم على تحقيق ما عجزنا نحن عن تحقيقه أما إذا كان ذلك من رغبة منه فلا بأس.[/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3777 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4153 0
خالد العرافة
2017/07/05 4693 0