[B]لم يصدق بعض المدونين في موقع تويتر، لأول وهلة، أن عبد الله السنافي هو بالفعل كفيف البصر، يستخدم هاتفه بنفسه بالاعتماد على برنامج صوتي مُعرّب. حتى أن أحد المغردين قال له بصفاقة «يا كذاب… تريد أن تصبح مشهورا على حسابنا»، ولكن السنافي التمس له عذرا بقوله «لا ألومه، لأنه لم ينشأ في بيئة تحترم أو تتوقع أن يكون هناك ذوو احتياجات خاصة من حولها».
حين دخل السنافي إلى تويتر كان عدد متابعيه أقل من عشرين، لكن العدد قفز في غضون ثلاثة أيام، على نحو مذهل، الى نحو 3200 متابع.
سألناه ماذا يهدف من وجوده في تويتر، فقال إنه يريد أن يدرك الناس بأن معشر المكفوفين «هم أصحاء مثلكم يمارسون حياتهم بصورة طبيعية» على حد تعبيره.
تحدث عن طموحه بأن يصبح دبلوماسيا يمثل وطنه، فتحطم هذا الطموح على صخرة الواقع، إذ لم يجد أي وظيفة تقبله سوى مأمور بدالة، أو مدرس في المعاهد الخاصة!
وكان يتحدث بألم حينما قال «أنا استخدم الحاسوب يوميا، وأقرأ كل المواقع الإلكترونية، وبريدي الإلكتروني، وأتصفح موقع البنك لإجراء معاملاتي المصرفية، كل هذا باستخدام برامج صوتية، فلماذا أُحرَم من حقي في العمل بوظيفة لائقة»؟ ودعا الحكومة إلى الالتفات لفئة المكفوفين، لأنهم وفق قوله «لديهم من القدرات ما يتفوقون بها على الأصحاء». وقد شكلت مسألة قبوله في مدرسة ثانوية للمعاقين حركيا صدمة نفسية كبيرة، إذ قيل له إنه «ليس هناك ثانوية في الكويت للمكفوفين» وفق قوله، ثم نجح في إقناع المسؤولين بأنه يستطيع الدراسة في المدارس العادية، وبالفعل أثبت تفوقه على طلبة أصحاء.
إنه خريج علوم سياسية، لكنه لا يحب الخوض في النقاشات السياسية الجادة «لانحدار مستوى الحوار في تويتر» على حد تعبيره.
السنافي ذو حس دعابة عال، وهو ينصح الشركات العربية الكبرى بتخصيص جزء من أموال مشاريع خدمة المجتمع، في تقديم برامج تيسر حياة المكفوفين وغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة «لينخرطوا في الحياة العامة وينتجوا» مثل غيرهم.
السنافي، المتزوج من مبصرة، أنجب منها طفلة مبصرة، هو واحد من نحو «39 مليون كفيف في العالم»، وفق منظمة الصحة العالمية، الذين تكمن فيهم طاقات جبارة لا تحتاج سوى لمن يلتفت إليها، ويدعمها لتعم المنفعة المجتمع.
[/B]