[B]
ثمن الأمين العام لليونيسكو عبداللطيف البعيجان، الجهود التي تبذلها وزارة التربية في الكويت، واصفا اياها بـ «المكثفة والمتنوعة»، موضحا ان غايتها تحقيق التنمية البشرية، والاتفاق مع أهداف منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، والمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة، وتحقيق مبدأ التكامل في مجالات التعليم بكل مجالاته.
وقال البعيجان في كلمة ألقاها نيابة عن وزير التربية وزير التعليم العالي أحمد المليفي أمس خلال الحلقة النقاشية حول سياسات التربية الخاصة لفائدة المعاقين: ان «هذه الحلقة لدراسة تعزيز ودعم سياسات التربية الخاصة التي ستعود حتما على ابنائنا الطلبة من ذوي الاعاقة، وإعطائهم فرصة أكبر لممارسة حقوقهم وواجباتهم، والمساهمة في بناء وتنمية شخصيات قادرة على التفاعل الايجابي في المجتمع».
وأضاف : ان « هذا الملتقى يقتضي الشراكة بين المؤسسات التعليمية والمراكز المختصة بذوي الإعاقة وبين الاسر، ومؤسسات المجتمع الأهلي والمدني والقطاع الخاص والوسائل الإعلامية».
من جانبه قال ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة غسان صالح : انه على الرغم من ان رعاية المعاقين وتعليمهم وتدريبهم تمثل حالة إنسانيه وأخلاقية إلا انها تعبر وبشكل أعمق عن مطلب حقوقي قانوني، وعن حاجة اجتماعية وضرورة اقتصادية وتنموية تحفز المعنيين، وتجعلهم أكثر اهتماما باتخاذ الإجراءات العلمية والتطبيقية الفاعلة البناءة، واتباع منهجية علمية خلاقة في وسائل الكشف والتشخيص لتوفير مقومات الوقاية والعلاج وسبل نشر الوعي، واستخدام وسائل التدريب والتعليم الملائمة وذلك تحقيقا للمضامين الانسانية والحقوقية والاقتصادية والتنموية في تربية المعاقين من خلال التفاعل البناء بين طرفيها المتلازمين الفردي والاجتماعي.
وأوضح ان المشكلة لا تكمن في حال العجز بحد ذاتها بقدر ما تمكن في محيطها الاجتماعي بمفاهيمه السلبية وأحكامه الرافضة لها، ما يحول دون تنميتها وتطويرها، وبذلك تكون شدة الاعاقة هي نتاج طبيعة للتفاعل بين الفرد المعاق وبيئته التي يعيش فيها في معظم الاحيان، خصوصا عندما تتسم علاقة المجتمع بسلبية مفرطة من حيث الاهمال أو الرفض أو مشاعر العطف المرافقة بعبارات الاحسان والتحسر، مضيفا : ان « الاعاقة تحول دون قدرة الفرد على القيام بإنجاز الأعمال التي ينجح فيها الأقران بيسر وسهولة ما يعرضه لمعايشة خبرات متكررة من الفشل والاحباط المرافقة بمشاعر العجز والنقص والدونية التي تعزز».
وشدد على أهمية ان تركز البرامج التربوية على الفرد المعوق كشخصية متكاملة بأبعادها المختلفة وفي سياقها التفاعلي الايجابي البناء مع المحيط وليس فقط على الاعاقة التي يظهر الفرد من خلالها عجزا في أحد مكوناتها الشخصية، مبينا ان التوعية المجتمعية الشاملة من العوامل الايجابية المؤثرة جدا في تعزيز جهود الوصول إلى أكبر عدد منهم، فيما تعذر الوصول إلى كل أفراد هذه الفئة التي يفترض ان تشملهم جهود الرعاية والتدريب والتعليم، مشددا على ان تقوم سياسات التربية الخاصة على القيام بالدور الفاعل في ايصال خدماتها إلى كافة أفراد هذه الفئة وادماجهم، ومن ثم اشراكهم في مختلف الفعاليات الاجتماعية والانتاجية وفقا لمستوى تأهيلهم وتدريبهم، وذلك من خلال التركيز على البعد الذاتي للشخصية من الناحية النفسية والوجدانية والمعرفية إلى جانب تعزيز وسائل التواصل وآلياته لأفراد المجتمع مع ذوي الاحتياجات الخاصة، مع وضع برامج للاعداد والتأهيل المستمرين للعاملين في مؤسسات التدريب والتعليم لرفع كفاياتهم وتجويد وسائل وطرائق تعليمهم وتدريبهم ليكونوا أكثر فاعلية في تقديم المساعده لأفراد هذه الفئة وتشبيك العلاقة بين مؤسسات الرعاية ومنظمات وهيئات المجتمع الاهلي وفعالياته مع الاستفادة القصوى من تكنولوجيا المعلومات في تحسين عمليات التدريب والتعليم.
بدوره، أكد مدير إدارة التربية الخاصة دخيل العنزي أن الحلقة ركزت على تحقيق عدد من الأهداف، منها دعم وتشجيع السياسات التي تهدف إلى توفير شروط الممارسة الكاملة لذوي الاعاقة في الحصول على حقوقهم الانسانية في بناء وتنمية شخصيات متكاملة قادرة على التفاعل الايجابي والبناء في محيطها، وتعزيز الجهود لإتاحة أوسع مساحة ممكنة من فرص التعليم والتدريب والعمل لأكبر نسبة من ذوي الاعاقة، واتاحة كل الفرص لممارسات الحقوق والواجبات والمشاركة في تحمل المسؤوليات لمن يرتقي إليها، وتعزيز مهارات الاتصال والتواصل لدى الأطر العاملة في مراكز ومؤسسات ذوي الاعاقة والمكونات المجتمعية الأخرى ذات الصلة بذوي الاعاقة لتمكينهم من الانخراط الفاعل في مجتمعاتهم، وتشجيع صانعي السياسات التربوية على تعزيز وتفعيل الشراكات بين المؤسسات والمراكز الرسمية والخاصة المعنية برعاية وتعليم وتدريب ذوي الاعاقة.
[/B]