[B]
لا شك في أن جمعيات النفع العام المعنية بذوي الإعاقة تلعب دورا محوريا في تنمية قدرات المعاقين وتحسين مهاراتهم التعليمية والإنتاجية، واحدة من هذه الجمعيات التي برزت، وكان اسمها عنوانا للتطوير والرقي بمستوى هذه الفئة، هي الجمعية الكويتية لمتلازمة الداون، حيث دأبت الجمعية على تطوير المنهج الأكاديمي التأهيلي والتدريبي لمتلازمة الداون للمنتسبين للجمعية والبالغ عددهم 400 حالة ما بين كويتيين وغير كويتيين، بما يتناسب وقدراتهم العقلية مع مراعاة الفروق الفردية بينهم، ويساهم في تعديل سلوكهم ودمجهم في الحياة العامة، حيث من المعروف أن هذه الفئة لا يوجد لها علاج طبي لتقويمهم، ولكن يمكن أن يكون علاجهم في برنامج تعليمي مخصص منذ صغرهم، الأمر الذي قد يساهم بدرجة ملحوظة في تعديل سلوكهم.
تقول نائب رئيس الجمعية الكويتية لمتلازمة الداون حصة البالول إن هذا البرنامج تشرف عليه الجمعية، وهو اجتهاد شخصي من نائب الرئيس والمدرسين والعاملين في الجمعية لتطوير العملية التربوية داخل الجمعية، لافتة إلى أن هناك بعض المدارس يوجد بها نقص في تطوير هذا البرنامج، والجمعية بدورها تحاول سد هذا النقص من خلال البرنامج الذي تقدمه في الفترة المسائية، لتكتمل بذلك العملية التربوية المتكاملة مع محاولة تطبيق برنامج الدمج الشامل بين المتعلمين داخل الجمعية والبيئة والمجتمع الذي يعيشون فيه، عن طريق الإرشاد الأسري لأولياء أمور الداون وأصدقائهم، ليتفهموا طبيعة العملية التربوية والمساهمة بتقبل تعليمهم والثقة بتعديل سلوكهم، وتنمية المهارات الحركية والحسية والاجتماعية لأبنائهم، لافتة إلى أن البرنامج يمكن أن يستقبل حالات ذهنية أخرى، وذلك بعد موافقة مجلس الإدارة، مشددة في الوقت ذاته على أهمية الإرشاد الأسري لهذه الفئة.
الأمانة العامة ودورها
وأشادت البالول بدور الأمانة العامة للأوقاف التي وفرت فصولا متميزة لأداء العملية التربوية في بداية تعليمهم المهارات الحسية والحركية، أما بالنسبة لكبار السن فقد وفرت لهم الجمعية بالتعاون مع الصناديق الوقفية للأمانة العامة للأوقاف ورش عمل تأهيلية متنوعة للبنين، منها أعمال النجارة والنحت للاستفادة من مهاراتهم، وكذلك للفتيات مثل التدبير المنزلي لتنمية المهارات الحياتية، وكذلك ورش الخياطة لتنمية الحس الفني والتذوق إلى جانب الأشغال اليدوية والفنية والرسم، لتنمية الحس الفني والمهارات الحركية الدقيقة.
قصور
وشرحت البالول أهم الأسباب التي دفعتها إلى اتخاذ هذه الخطوة وتبني هذا الاستحداث، ومنها القصور في مناهج التربية، وعدم تجديدها بما يناسب مع قدرات هذه الفئة، فضلا عن عدم تدريب المدرسين عليها، معتبرة أن معظم مدارس التربية «تجارية»، تسعى لتحقيق الربح، فهي تستقبل المعاق على علته من دون النظر إلى تطوير وتنمية قدراته، إلى جانب هذا، فهم يفتقدون إلى الإبداعات بخلاف المدارس الخاصة، ولاسيما مدرسة النبراس التي وصفتها بــ «النموذجية» في مسايرة العملية التعليمية المطورة لهذه الفئة، حيث إنها تحرص على استقبال الحالات التي تتماشى قدراتهم العقلية ومنهجها الأكاديمي.
المتدربون
وتطرقت في حديثها إلى عدد المتعلمين والمتدربين في الفصول الأكاديمية والورش التأهيلية والعلاجية، قائلة: نظرا لعدم قدرة الجمعية إلا على استيعاب 6 فصول لفترة زمنية مسائية، ولمدة 3 ساعات ونصف الساعة، من 5 إلى 8.30 مساء، بمعدل خمس حصص، فلا يمكن استقبال أكثر من 30 إلى 35 في الخطة الفردية اليومية، أما بالنسبة للورش فالخطة جماعية، ويزيد العدد على ذلك، وتشمل الورش «الأشغال اليدوية، الخياطة، الرسم، التأهيل المهني، الموسيقى، والتأهيل المنزلي»، مشيرة إلى أن كل ورشة في البرنامج، الذي يكون لمدة ساعتين يوميا، تستقبل من 5 إلى 6 لكل فريق تدريبي، فيكون ما بين 30 إلى 35، أما بالنسبة للبرنامج العلاجي (العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي) فيكون عبارة عن جلستين أسبوعيا لكل متدرب، حيث نستقبل 14 حالة يوميا. وأضافت: إن معدل الجلسات التعليمية شهريا بالنسبة للأكاديمي 8 جلسات، بمعدل جلستين في الأسبوع (كلها فردية)، أما الورش التدريبية الإنتاجية فبمعدل ساعتين يوميا.
نجاح
وفي ما يتعلق بالأعمار التي يطبق عليها البرنامج الأكاديمي والتأهيلي والعلاجي، لفتت البالول إلى أن البرنامج العلاجي (العلاج الطبيعي) يستقبل من عمر سنة، وجميع الأعمار التي تحتاج إلى تقوية العضلات، أما البرنامج التعليمي يستقبل من عمر 4 سنوات إلى 16 سنة، وأخيرا الورش حيث نستقبل كبار السن من 17 فما فوق، مشيرةً إلى أن نجاح البرنامج التعليمي المطور للعام الثاني على التوالي أسهم في جعل أولياء الأمور يتسابقون على كيفية تعليم أبنائهم وتنمية قدراتهم ومهاراتهم.
أنشطة تعليمية
وسردت البالول أهم الأنشطة التعليمية التي تعتمد عليها الجمعية، وهما العلاجان الوظيفي والطبيعي، وهما عاملان مكملان لبعضهما في بلورة العملية التعليمة، فالعلاج الطبيعي يتمثل في علاج هذه الفئة ممن يولدون ويعانون من ضعف في التكوين الجسماني نتيجة لعدم قدرتهم على امتصاص الحليب من ثدي الأم، كذلك بعض الكبار ممن يعانون من السمنة وعدم القدرة على الحركة، أما الوظيفي فيهدف إلى تحسين تطوّر الشخص، وزيادة استعداداته للاستقلالية، ومنع العجز الناتج عن الإعاقة، كما يركز على الكيفية التي يقضي بها الأفراد أوقاتهم لينجزوا الأدوار المنوطة بهم في الحياة ضمن بيئات متعددة.
العلاج الوظيفي
وشددت البالول على أهمية النوع الثاني من العلاج (الوظيفي)، لافتة إلى أنها تعتبره من العناصر الرئيسة التي تستند إليها برامج التربية الخاصة، سواء في مدارس التربية الخاصة وفصولها، أو في مدارس الدمج في التعليم العام وفصوله، أو المراكز المهتمة بخدمات ذوي الاحتياجات الخاصة، ويقوم بالإشراف على هذا البرنامج اختصاصي العلاج.
الكتابة ومتلازمة الداون
وأوضحت البالول أن أطفال متلازمة الداون يواجهون صعوبة في تعلم الكتابة، وربما يكون السبب الأساسي هو تناقص التوتر العضلي والقوة في الأيدي والأصابع، مشيرة إلى أن إحدى الدراسات أثبتت أن نقاط الجانب الحركي المحرزة مع الأطفال من ذوي متلازمة الداون بين سن 12 شهرا إلى 36 شهرا هي أدنى من النقاط الذهنية المعرفية بمقدار 10 أشهر، ويؤثر تأخر المهارات الحركية في المهارات الأخرى (الذهنية)، ويظهر ذلك بصورة واضحة منذ الصغر، ويكون تأثير هذا العامل قويا مع تقدم العمر. وأضافت: إن هذا قد يظهر بوضوح عند تطبيق اختبارات الإدراك التي تتطلب قوة حركية، ويتضح في انخفاض عوامل الإدراك البصري، لافتة إلى أن للمشاكل البصرية دورا كبيرا في ذلك، ولذلك يجب تشخيص وتصحيح المشاكل البصرية على نحو صحيح، إلى جانب تفاوت قدرات متلازمة الداون على الكتابة، فبعضهم يتعلم الكتابة وبعضهم تقدمه بطيء، ولكن المهمة تحتاج إلى المزيد من المثابرة والتشجيع.
متى تبدأ في تعليم الكتابة؟
وقالت البالول إنه بسبب المشاكل التي يعاني منها أطفال متلازمة الداون، فإنه ليس هناك وقت محدد لبدء عملية الكتابة، وقد أيدت الدراسات ذلك، ومن هنا يجب تأهيلهم لخدمات اختصاصي علاج وظيفي، ويجب أن يقوم الاختصاصي بتقويم مدى ملاءمة المهارات الحركية لبدء برنامج الكتابة أم لا، ومن هنا يتم التعاون بين اختصاصي العلاج الوظيفي ومعلمة القراءة والكتابة، في اعتماد خطة تربوية وتعليمية للنهوض بالمهارات الحركية للطفل، التي تساهم في تعليم الطفل مهارات الكتابة، مع عدم إغفال دور أولياء الأمور في ذلك.
مرحلة التدريب
وتحدثت عن مرحلة التدريب والقراءة، موضحة أن الأطفال المصابين بمتلازمة داون غالباً ما يعانون مشاكل في حاسة السمع، وبالتالي في الذاكرة السمعية، مما يجعل اكتسابهم المعلومات والمفاهيم بصرياً أفضل بكثير وأكثر ثباتاً، وهذا هو المبدأ الأساسي المعتمد في هذا البرنامج لتعليمهم النطق السليم والقراءة في آن معاً، أو بمعنى آخر أن يتم تعليمهم النطق السليم عن طريق القراءة، حيث نبدأ البرنامج بمجموعة الكلمات المرئية (وهي التي يميزها القارئ من دون الحاجة إلى تهجئتها، وذلك لكثرة تكرارها بصريا وبالتالي تخزينها في الذاكرة البصرية)، حتى وإن لم يكن الطفل يميز كل الحروف الأبجدية بشكل جيد، ولكن يستحسن أن تكون الحروف مألوفة بالنسبة له بمعنى انه تعرض لها من قبل.
أسباب تأخر نمو اللغة
أجملت البالول أسباب تأخر نمو اللغة إلى الحرمان الحسي الذي يشمل الضعف السمعي، حيث تبلغ حالات الضعف السمعي لدى الأطفال حوالي %5 وهو من الأسباب المهمة في تأخر اللغة إلى جانب فقدان البصر، أما السبب الثاني فهو الإصابة الدماغية التي قد تحدث في فترة ما قبل الولادة نتيجة العوامل الوراثية أو تعاطي أدوية معينة في الفترة الأولى من الحمل، أو لأسباب أثناء الولادة مثل نقص الأوكسجين عن المولود وإصابات المخ وارتفاع نسبة الصفراء في الدم، بالإضافة إلى فترة ما بعد الولادة مثل الحميات المختلفة والجفاف، والسبب الثالث هو الحرمان البيئي إذا كانت العوامل الداخلية للطفل (الحسية والنفسية والعصبية) سليمة وطبيعية، ولكن غاب عنها التنبيه البيئي وتشيع هذه الحالة عند الأطفال الذين يعانون أمراضا مزمنة، علاوة على أسباب أخرى غير محددة، حيث يحقق الأطفال الذين يعانون تأخر نمو من دون أسباب محددة معدلات طبيعية في المقاييس المقننة للذكاء غير اللفظي ولا يعانون أي عيوب في السمع.
أنشطة
أشارت البالول إلى أنه على الرغم من ضعف الإمكانات في مبنى الجمعية بشأن إقامة الأنشطة، فان التعاون المستمر بين أعضاء مجلس إدارة الجمعية وأولياء الأمور مكن من التغلب على الكثير من المشاكل سواء المادية أو البيئية، وكان للتقارب بين الإدارة وأولياء الأمور الأثر الطيب في تطوير العملية التعليمية والتربوية في الجمعية.
أمراض اللغة
أشارت إلى أن أمراض اللغة تمثل %70 من أمراض التخاطب، موضحة أن اللغة هي الجهاز الرمزي الذي يقرن الصوت بالمعنى، وهي أس التخاطب ونقل وتبادل المفاهيم بين الأفراد والجماعات، ولاكتسابها لابد من سلامة القنوات الحسية، وصحة وظيفة الدماغ والصحة النفسية فضلاً عن البيئة المنبهة.
دورات
أكدت البالول حرص الجمعية على تزويد أولياء الأمور بدورات تربوية وتوعوية عن كيفية التعامل مع طفل متلازمة الداون، ففي كثير من الحالات التي تستقبلها الجمعية يكون الطفل أول مولود للأسرة، وطبعا يجهل الوالدان معنى أن يكون طفلهما الأول «داون» فتحدث لديهما صدمة وينتابهما شعور بخيبة الأمل وعدم التصرف السليم في الأيام الأولى من استقبالهما المولود أو عند سماعهما من الطبيب أو الطبيبة بأن مولودهما داون.
التطور اللغوي الطبيعي للطفل
1- من الولادة إلى شهرين بكاء غير هادف.
2- من شهرين إلى 4 أشهر بكاء هادف.
3- من 4 إلى 6 أشهر تنغيم صوتي.
4- عند 6 أشهر مناغاة متكررة.
5- عند 9 أشهر مناغاة غير متكررة.
6- عند سنة نطق أول كلمة.
7- سنة ونصف السنة جملة من كلمتين.
8- سنتان ونصف السنة جملة من ثلاث كلمات.
9- عند 4 سنوات يبدأ في سرد قصة وبدء حوار.
10-من 5 إلى 7 سنوات نمو كامل لكل وظائف اللغة.[/B]