[B]فرحة غامرة تملكت الدكتورة فاطمة الثلاث عندما نطق مذيع حفل اعلان نتائج الاختراعات الفائزة في المؤتمر العالمي للاختراعات في ديسمبر عام اسم الكويت، وانهمرت عيناها بالدموع عندما نال اختراعها عن رضاعة الاطفال ذوي الشفة الارنبية بالميدالية الذهبية.
وعندما عادت الى الكويت تشرفت بلقاء سمو الامير الشيخ صباح الاحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد اللذين أكدا دعمهما لها ولاختراعاتها وكل المخترعين الكويتيين.
وفي لقائها مع «الراي» تتذكر الثلاب رحلة عمل شاقة ومجهدة على مدار 20 عاما انتقلت خلالها الى أكثر من بلد وعملت في أكثر من موقع وحققت فيها جميعا انجازات أسعدتها، ومازالت تواصل رحلة عطائها وكفاحها وتأمل ان تتبنى احدى الشركات أو الجهات اختراعها الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة ليصبح رصيدا علميا وحضاريا جديدا يضاف الى رصيد الكويت الحافل بالانجازات.
والكويت كانت الدولة العربية الوحيدة التي شاركت في معرض المؤتمر العالمي للاختراعات عام 2006 بدعم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وخلال المعرض وأمام أنظار العالم أعلن فوز الكويت بأكبر وأعظم جائزة بالإضافة إلى الميدالية الذهبية وشهادتين من منظمة عالمية للحماية الفكرية، وهذه المرة الأولى التي تحصل فيها الكويت على مثل هذا الانجاز، ويعود الفضل لهذا بما قدمته الدكتورة والمخترعة الكويتية فاطمة سالم الثلاب الحاصلة على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة الكويت، ودبلوم طب الأطفال من جامعة دبلن، ولها العديد من الأبحاث والإصدارات، وهي أول طبيبة كويتية تخترع جهازاً طبياً وتحصل بموجبه على براءة الاختراع، وأيضا يفوز بأهم جائزة في المؤتمر العالمي والتي فتحت آفاقا عالية لمشاركات مقبلة تساهم في رفع اسم الكويت بين الدول الكبرى المشاركة.
الدكتورة الثلاب شخصية كويتية استطاعت أن تكسر حاجز الرهبة والخوف من مواجهة الدول الأجنبية السباقة في مجال الاختراعات الطبية والعلمية وفتحت بوابة الانطلاق للمزيد من المشاركات الكويتية خصوصا في المجالات المهمة كالاختراعات العلمية و الطبية وغيرها.
الإنجاز الذي تقوم به الثلاب لا يقتصر على الاختراعات بل أيضا أبدعت في مجال عملها فتمكنت من تقديم الكثير من الإنجازات المهمة التي تطور العمل و لها إصداران عن كيفية التعامل مع الاطفال وغيرها من الأعمال المتنوعة من حضور مؤتمرات وندوات ومؤتمرات تساهم في توعية المجتمع، حيث تضع أمام عينيها اسم الكويت التي تتمنى أن تصل لأعلى المستويات مستقبلا في جميع الميادين… وهنا نص اللقاء معها:
• دكتورة فاطمة هل لنا معرفة الخبرات التي اكتسبتيها من خلال العمل؟
– الخبرات كثيرة ومنها التكليف بالقيام بوظيفة رئيس مركز العيون الصحي في الرعاية الصحية الأولية في منطقة الجهراء الصحية بتاريخ 2010/1/18، والعودة للعمل في وزارة الصحة في الكويت من تاريخ 2009/9/16 في الرعاية الصحية الأولية بمسمى ممارس عام، والعمل في القطاع الخاص بمسمى اختصاصي في عيادتي الخاصة في عام 2009 وعملت في قسم الخدج وحديثي الولادة في مستشفى الجهراء من 1995 ولغاية شهر أكتوبر 1999، وانضممت إلى البورد الكويتي في الفروانية ومستشفى مبارك الكبير والعمل في مستشفى الجهراء كطبيب مساعد عام 1991 في قسم الأطفال، ومن خلال عملي في الأجنحة العامة في قسم الأطفال في مستشفى الجهراء عينت للعمل في عيادة الطفل السليم وكانت أول عيادة من هذا النوع في الكويت في ذلك الوقت، كما حصلت على الامتياز التدريبي في مستشفى الملك خالد الجامعي في المملكة العربية السعودية وحصلت على درجة امتياز في جميع التخصصات 1990-1991 فاجمالي سنوات العمل من 1991/11/14 ولغاية تاريخ 2010/10/4 مع احتساب سنة العمل في المملكة العربية السعودية من إدارة الفتوى يكون تقريبا 20 سنة.
• ما الاختراعات العلمية الطبية التي حصلت على براءة الاختراع بها والجوائز التي حصلت عليها؟
– تسجيل براءة اختراع للرضاعة المبتكرة لمساعدة الأطفال ذوي الشفة الارنبية بالكويت في 2005/4/24 وتسجيل براءة الاختراع للرضاعة المبتكرة لمساعدة الأطفال ذوي الشفة الارنبية في أميركا يونيو 2005 والفوز بالجائزة العظمى والميدالية الذهبية لاختراع الرضاعة للأطفال ذوي الشفة الارنبية وهي أكبر جائزة على مستوى العالم للاختراعات بسيؤول في مؤتمراقيم في الفترة من 7 الى 11 ديسمبر عام 2006 وتم تكريمي وتشرفت بعدها بمقابلة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، كما تشرفت بتلقي برقية تهنئة بتاريخ 2006/12/13 بمناسبة حصولي على الجائزة العظمى وكذلك الميدالية الذهبية على اختراع الرضاعة للأطفال ذوي الشفة الارنبية في المعرض المقام في سيؤول بكوريا، كما تم تكريمي من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وتشرفت بمقابلة سموه وتلقيت برقية تهنئة على الفوز في سيؤول بتاريخ 2006/12/16 وحصلت على كتاب من منظمة الغذاء والدواء الاميركية عن اختراع الرضاعة للأطفال ذوي الشفة الارنبية المقدم إليهم من الكويت، وبعد فحصه ثبت أن الاختراع فاق أجهزتهم المتطورة للبحث وكرمت في المؤتمر العالمي للقيادات النسائية في العلوم والهندسة 8-10 يناير على اختراع الرضاعة لذوي الشفة الارنبية وتم تسجيلي في قائمة مبدعي الكويت لسنة 2007 وتسجيل براءة الاختراع «طرق تشخيص وعلاج الربو» وتسجيل براءة اختراع لــ «جهاز بيئة صحية آمنة» بتاريخ 2008/3/27 والمشاركة في المعرض الدولي للاختراعات في الشرق الأوسط في الكويت 23-26 أكتوبر 2007 وفوز سرير البيئة الصحية الآمنة للأطفال بالميدالية الفضية وفوز اختراع الرضاعة للأطفال ذوي الشفة الارنبية بالميدالية الفضية.
• سمعنا بموقف ما حدث لكم خلال مشاركتكم في المؤتمر والذي نلت فيه على أهم جائزة؟
– ذهابنا للمشاركة في المؤتمر العالمي كان لمجرد المشاركة و رؤية الأوضاع والتعلم و أخذ الدروس فلم يأت في بالنا أننا سنفوز في هذا المؤتمر خاصة وأننا تأخرنا بالحضور لأننا لم نلحق بالطائرة فاضطررنا أن نأخذ طائرة أخرى وقد وصلنا للمؤتمر في نهاية أيامه وفي يوم ليس مخصصا لنوعية الاختراعات العلمية والطبية نفسها التي لدينا فشرحنا لهم ظروفنا التي كانت السبب في تأخرنا فوافقوا على عرض الاختراعات الطبية وأعطي لكل شخص 3 دقائق لشرح اختراعه وعند إعلان النتائج تدريجيا البرونز و الفضة وآخر ميدالية تكون الذهبية لأهم اختراع فوجئنا بهم يذكرون اسم الكويت و لم نعلم لأي اختراع لكن مجرد ذكر اسم الكويت جعلنا نشعر بفرحة كبيرة جدا لأنها أول مشاركة لنا وننال هذه الجائزة المهمة و هذا بفضل الله تعالى، و لا أنسى وقوف عمر البناي معنا في هذه اللحظة و كلماته المعنوية التي يرددها لنا في كل حين ويذكرنا أننا حضرنا للمشاركة وليس الفوز وهو أمر متوقع فلابد أن نتقبل كل النتائج، وكما أنني أرى أن الدول الكبرى سبقتنا مثل روسيا وأميركا وكوريا وغيرها بمراحل كثيرة في جميع المجالات و لها مشاركات متعددة ونحن مازلنا في البداية وهذه أول مشاركة لنا فلابد أن نتوقع فوز هذه الدول الأجنبية المشاركة في المؤتمر بالإضافة لتأخرنا في الحضور للمؤتمر لكننا فزنا بأهم جائزة فانتابتنا الفرحة و الصدمة في آن واحد.
• هل تحدثينا عن فكرة اختراعك لجهاز ذوي الاحتياجات الخاصة؟
– الجهاز يخدم شريحة كبيرة ومهمة من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ونقص الاكسجين وعمليات الفم الجراحية وكبار السن كما انه يقلل من بقاء المريض بالمستشفى ويقلل التكلفة المادية على الدولة وهو جهاز عملي وبسيط وسهل التطبيق وعلى الرغم من ذلك لم أجد حتى الآن من يتبناه من أجل هؤلاء الأطفال ويصنع باسم الكويت، علما ان حصوله على براءة الاختراع وجائزة كبرى وميدالية ذهبية دليل على مصداقيته وفعاليته. وكان هدفي أن يصنع الجهاز في بلدي ويخرج منها إلى الدول الأخرى، و الدافع الأساسي من اختراعي هو خدمة الأطفال ويخرج الاختراع بإمكانية تطبيقه في أرض الواقع وهذا أمر ليس تعجيزيا و ليس به تفاصيل تعقيدية كي نقول انها صعبة التنفيذ، لذلك أتمنى لو أنها بالفعل تجد التسويق الجيد لها وإن جاءتني عروض من أي جهة كانت وحسب ما يقدمونه فلا مانع من الموافقة و الاتفاق معهم، مع العلم أن أعرق الجامعات تُقيّم بعدد الاختراعات التي تخرج عنها.. فلابد أن ننظر في الكويت للاختراعات و اختراعي حالة استثنائية.. فكم عدد المخترعين الكويتيين من الأطباء وكم عدد المخترعين الذين حالفهم الحظ في الحصول على براءة الاختراع ومن منهم حصل على أعلى الجوائز العالمية؟!
• هل من اختراعات أخرى قمت بتنفيذها؟
– نعم هناك اختراع خاص لمرضى الربو باسم ( بيئة صحية آمنة ) وقد شاركني في تنفيذه المخترع أحمد الحشاش وهو يساعد أن يجعل محيط الطفل منذ الولادة لغاية عمر مراحل المدرسة الأولى أن يستخدمه، فيتوافر له مكانا صحيا خاليا من الشوائب التي تساهم في زيادة مرض الربو من مثل الغبار و تدخين الآباء، وقد شارك في المعرض الكويتي للاختراعات و فاز بجائزة بها.
• ما الإصدارات والكتب من المطبوعات التي نزلت الأسواق لك؟
– لدي إصدار بعنوان ( دليلك إلى رعاية طفلك ) و هو كتاب يهتم بنصح و إرشاد الأم نحو السلوك الصحيح و الطرق التي يجب أن تتبعها الأم كي تتفادى الأخطاء التي تقع بها و تتجنبها، كما تساهم في توعيتها بجوانب كثيرة وقد تم توزيع نسخ على مكتبات التربية ووزارة الصحة بالإضافة للأسواق لكن الطبعة الأولى نفذت وسأقوم بعمل طبعة ثانية مستقبلا عندما يتسنى لي الوقت، بالإضافة إلا أنني أعمل الآن على كتاب أو إصدار خاص يعنى بتغذية الطفل وسيقدم بطريقة مغايرة مما هو معتاد في السرد الكتابي حتى ابعد حالة الملل لدى الأم عندما تقرأ الكتاب وتجذب انتباهها لما به من معلومات تفيدها، وسوف انتهي منه خلال أشهر إن شاء الله. بالإضافة لعملي للبروشورات الخاصة التي تحتوي على الإرشادات التوعوية للأم نقوم بتوزيعها للأم أثناء زيارتها للعيادة.
• أين تعمل الآن الدكتورة فاطمة؟ و ما أبرز إنجازاتك في مركز عملك الحالي؟
– أعمل حاليا رئيس مركز منطقة العيون في الجهراء و هو يعتبر في المرتبة الثانية حيث توجد به جميع العيادات المختلفة، وعملي يأخذ على عاتقه المهام الإدارية إلى جانب عملي الطبي قد قمت بتطوير العمل به من خلال تحديث عيادات الطفل ووضع بروتوكول خاص بها و من أهم العيادات المستحدثة بها هي عيادة الطفل السليم للفحص المبكر للطفل الذي لا تستطيع الأم اكتشاف بعض الأمراض أو الحالات التي تصيب الطفل الصغير من مثل الخلع وغيرها، و عيادة الأمراض المزمنة كالربو و فقر الدم ومن العيادات أيضا هي عيادة التبول اللا إرادي وقد راعينا توقيتها حيث تفتح في الفترة المسائية لوجود الطفل في المدرسة خلال الفترة الصباحية، كما قمنا بعمل يوم توعوي مفتوح في مركز العيون الصحي بعنوان «نحو غد أفضل لأطفالنا» يهتم بتوضيح بعض الأمور الصحية المتعلقة بالأطفال سواء من الناحية الجسدية والنفسية وكذلك العناية بالتغذية والأسنان للأهالي بتاريخ 2010/5/7 وقمنا عمل الدراسات الخاصة بالتغذية وقد قمنا بمسح على الطلبة وفحص معدلات النمو لدى الأطفال وهي دراسات تساعدنا بتقديم التوعية للمرضى خصوصا الأمهات حتى تتجنب المشاكل الصحية و تعرف مدى الأخطار التي تصيب الأبناء جراء بعض الأغذية.
• ماذا عن الأطباء والكادر الطبي في المركز؟ فهل لهم نصيب من تطوير عملهم؟
– بلا شك فكما نخطط للمجتمع أيضا نخطط لتطوير عمل الأطباء بعمل المحاضرات والندوات الأسبوعية التي تساعدهم على معرفة كافة المعلومات بجوانب كثيرة تساهم في توعيتهم ومواكبتهم لكل تطور يحدث في مجال عملهم أو يتعلق بتخصصات زملائهم لأنهم في النهاية يعملون كفريق عمل، كل يكمل الآخر، وهناك الجوانب المعنوية من خلال التشجيع والكلمة الطيبة التي تدفع بهم للشعور بمزيد من الترابط والمحبة في ما بينهم التي تخفف من أعباء العمل التي يمرون بها.
• هل تحدثينا أيضا عن أول ناد للأطفال المرضى الذي تم تطبيقه في مستشفى الجهراء؟
– نادي الأطفال الذي قمنا بإنشائه في الجهراء عام 94 وكان بمساعدة رئيس قسم الأطفال بالمستشفى محمد الغانم الذي ساعدنا كثيرا في العمل على تجهيزه رغم بساطة الوسائل التي قمنا بتنفيذها وشرائها للنادي لكن في النهاية خرج بصورة مشرفة وقد عمم وطبق في جميع مستشفيات الكويت لنجاح الفكرة لأول ناد للأطفال المرضى الذي قمنا بإنشائه.
• ما الأبحاث العلمية التي تمت مناقشتها خارج وداخل الكويت وتعتبر ذات أهمية؟
– لدينا العديد من الأبحاث وهي جميعها تأتي نتيجة رؤيتنا لحالات نادرة نصادفها خلال العمل فتفتح لنا آفاق المناقشة والبحث عن أسبابها الرئيسية للمساهمة في تفاديها مستقبلا ونشر التوعية من خلال تلك الأبحاث ومنها بحث يتعلق بـ «الحنة» وعلاقتها بتكسر الدم حيث اكتشفنا أن بعض الأمهات تقوم بوضع الحنة للأطفال حديثي الولادة دون وعي ما يؤثر على الطفل بشكل سلبي خصوصا ممن يعانون من تكسر في الدم، بالإضافة لبحث آخر يتعلق بنقص المناعة الوراثية الذي يصيب الأطفال من الذكور أكثر و مرض تكسر الهيموغلوبين في العضلات الذي يجعل المريض في حالة خمول وغير قادر على الحركة و قد يصل للموت أحيانا و هي أمراض ذات علاقة بزواج الأقارب ومن الأمراض النادرة التي نادرا ما نجد أبحاثا تكتب عنها وجميع ما سبق من الأبحاث نوقشت في كندا وأميركا. وهناك بحث تمت مناقشته ونشره داخل الكويت وهو عن التسمم المنزلي الذي لاحظنا انتشاره في بداية التسعينات بسبب استخدام بعض المواد مثل الكحل أو وضعها على «سرة» الطفل وهناك سلوكيات خاطئة لبعض المواد التي تكون السبب وراء بعض حالات التسمم التي تصيب الأطفال.
[/B]