[B]ستنطلق الالعاب الاولمبية للمعاقين في لندن بعد اقل من عام من الان، وانا واثق ان المملكة المتحدة ستقدم العرض الاكثر ادهاشا، ستكون لندن 2012 هي رابع مشاركتي في الالعاب الاولمبية للمعاقين ولكنها ستحمل طابعا خاصا جدا بالنسبة لي بما اني ولدت ونشأت في جنوب لبنان، وانا مقتنع انها سوف تكون افضل العاب اولمبية للمعاقين على الاطلاق.
ولقد اصابتني حمى السباقات في عمر مبكرة جدا عندما بدأت اتنافس في ماراثونات الكراسي المتحركة وعمري لم يتعد ثماني سنوات، وبدأت اولا بتمثيل مدرستي، ثم منطقتي في لندن ومن بعد ذلك اشتركت في سباق الماراثون المصغر في لندن، وكانت بدايتي الاولى دوليا وعمري اربعة عشر عاما، لكني لم اشارك في اولمبياد المعاقين في سيدني، اعتقد انني بدأت السباق في عمر صغير ما جعلني افقد تركيزي لفترة من الوقت، ولكني حقا تأثرت عندما شهدت البطلة «البارا اولمبية» تاني غراي طومسون التي احرزت العديد من الميدليات الذهبية على الشاشة في منزلي – واركت حينها اني اريد حقا ان اخوض مجال السباقات وبدأت التدريب مرة اخرى. في 2012 ستعود الالعاب الاولمبية للمعاقين الى وطنها الروحي في 2012، حيث منشأها الاول في المملكة المتحدة، ففي عام 1948 قام الدكتور لودويغ جاتمان بتنظيم مسابقة رياضية لمجموعة من قدامى المحاربين البريطانيين المصابين في الحرب في مستشفى ستوك مانديفيل، وبعد مضي اربع سنوات شارك الرياضيون الهولنديون ايضا في هذه الالعاب ما جعلها حدثا دوليا، وشهدت العاب 1960 مشاركة 400 رياضي من 21 دولة ومن ثم اصبحت هذه الالعاب معترفا بها رسميا كالالعاب الاولمبية للمعاقين «البارا اولمبية». اننا نود ان نستفيد من الالعاب الاولمبية للمعاقين 2012 ونجعل منها فرصة لتشجيع المزيد من ذوي الاحتياجات الخاصة على المشاركة في الرياضة، وانا من جهتي العب دورا في ذلك فمنذ العاب بكين وانا ادرب عدداً من المتسابقين الصغار املا في ان يخترق بعضهم الحاجز ويصبح بطلا «بارا اولمبيا» في المستقبل، وهذا يتطلب التزاما هائلا وقد يشمل جدول تدريب قاس في كثير من الاحيان، يجب ان تكون قوياً ذهنيا، ولكن النتيجة تستحق كل هذا العناء.
يمثل عام 2012 فرصة ضخمة لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة والحركة «البارا اولمبية» فالتغطية التلفزيونية وحدها ستساعد على تعزيز هذه الرياضة حول العالم وايضا في رفع مكانتها، واتمنى ان يرى الناس مدى متعة الالعاب «البارا اولمبية» وان نعمل ونتدرب بقوة الرياضيين القادرين جسديا، فيجب علينا حقا الاستفادة القصوى من الفرصة التي تقدمها 2012، بداية من الاستعدادات والالعاب ذاتها وانتهاء «بانطفاء شعلة» الالعاب الاولمبية معلنة نهاية الدورة.
يجب علينا تعزيز رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة حتى بعد الانتهاء من الالعاب وتسليط الضوء على ما تجلبه هذه الرياضة للمعاقين لاثراء حياتهم ودورها في المساعدة في بناء مجتمع اكثر شمولية، اني اشجع اي شخص يفكر في رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة ان يخوض التجربة بحماس. ستكون العاب 2012 منصة كبيرة لعرض ما الذي حققته وقدمته المملكة المتحدة لذوي الاحتياجات الخاصة، ولقد رأيت التغيرات الايجابية في المجتمع منذ بدأت المشاركة في السباقات، هناك العديد من الاطفال المعاقين في المدارس العادية اليوم، وهناك نظرة اكثر ايجابية الى الاشخاص المعاقين في المجتمع بصفة عامة فعلى سبيل المثال، لم يعد الناس يحدقون الان في الشارع مثلما كانوا يفعلون في الاجيال السابقة، فمعظم اماكن العمل الان لديها موظفون من ذوو الاحتياجات الخاصة، اتمنى ان يلهم نموذج المملكة المتحدة البلدان الاخرى لتحسين حياة مواطنيها المعاقين. ان ملعب الاولمبياد هو موقع رياضي رائع، لا يملك اي شخص زاره الا ان يبدي الاعجاب والاندهاش به، ولقد تم تصميم الملعب آخذين في الاعتبار الرياضيين وسهولة الوصول، فجميع الملاعب متقاربة من بعضها البعض والموقع يتمتع باللون الاخضر المبهج لجعل الالعاب الاولمبية صديقة للبيئة، ان الملاعب ستلهم الرياضيين لتقديم افضل ما لديهم. وقد ادرجت مداخل خاصة للمعاقين في تصميم وهيكل المبنى والمساحات المفتوحة، والمواصلات استعدادا لعام 2012 لضمان استمتاع اكبر عدد ممكن من الناس بمشاهدة الالعاب. لا استطيع وصف ما يعنيه التنافس في 2012 امام هذا الحشد من الجمهور، لقد تسابقت مع رياضي صيني في بكين وكان صوت الهتافات في الاستاد من مشجعين بلده تغمر المكان، لذا فإن احراز الميداليات الذهبية في لندن سيكون افضل لحظات حياتي المهنية. سترتقي المملكة المتحدة بالالعاب الاولمبية للمعاقين الى مستوى اعلى في 2012 وستكون اكبر الالعاب من حيث المتنافسين والجمهور والمكانة. اود ان انتهز هذه الفرصة العظيمة لتشجيع الناس حول العالم ليكونوا جزءا من تجربة «بارا اولمبياد» 2012 اتمنى ان تظهر العاب 2012 كيف يمكن للرياضة ان توحد بين المجتمعات وتسلط الضوء على كم الثقافات الممثلة في المملكة المتحدة، فسيحضر الجماهير من جميع انحاء العالم لتشجيع لاعبي بلادهم، «سيبدأ بيع تذاكر «البارا اولمبية» اعتبارا من 9 سبتمبر شاركونا الالهام.
السيرة الذاتية
دافيد وير متسابق بريطاني مخضرم على الكراسي المتحركة، فاز بالمركز الخامس في ماراثون فيرجن لندن للكراسي المتحركة عام 2011، حائز على ميداليتين ذهبيتين وفضية واخرى برونزية في الالعاب الاولمبية للمعاقين في بكين عام 2008 وحائز على ثلاث ميداليات ذهبية في بطولات العالم في اللجنة الاولمبية الدولية المعاقين مطلع هذا العام في كريستشيرش، نيوزيلاندا.
[/B]