0 تعليق
946 المشاهدات

جائزة الشيخ ناصر لإبداعات ذوي الإعاقة دفعة لإبراز كفاءة المعاقين



[B]
العزيمة وقوة الإرادة كلمتان يحيا بهما ذوو الاحتياجات الخاصة، وانطلاقا من اهتمام جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى بذوي الإعاقات المختلفة، ومنحهم الحق في الانخراط بين أوساط المجتمع وممارسة دورهم في الحياة، تم الإعلان عن جائزة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة لإبداعات الأشخاص ذوي الإعاقة، تحت رعاية وزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية.
وتهدف هذه الجائزة إلى كسر الحواجز أمام ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنحهم كل فرص الرقي ومواكبة النمو الحضاري الذي تشهده البلاد والعالم في كل مجالات الحياة، وإيضاح مساهماتهم ودورهم في خدمة المجتمع، كما تسهم في إذكاء روح التنافس بينهم وتحفيزهم على تخطي الحواجز النفسية والاجتماعية وإثارة اهتمام المؤسسات بقضايا المعاقين وإبراز دورهم في العديد من المجالات منها المجال العلمي لفئات الإعاقة الجسدية والسمعية والبصرية والشلل الدماغي، وذلك في مجال الإبداعات والابتكارات والتقنيات المساندة لرعاية ذوي الإعاقة والمساهمات العلمية وفيما يتعلق بالمجال الثقافي لفئات الإعاقة الذهنية، والجسدية، والحركية، والسمعية، والبصرية، والشلل الدماغي، والتوحد والإعاقة المزدوجة في مجال الفنون.
وتبرز هذه الجائزة إبداعات المعاقين في «القصة، الرواية، المقال والشعر» والفنون التشكيلية «الرسم، الخزف، النحت» والموسيقى والفنون المسرحية والتصوير الضوئي، أما فيما يتعلق بالرياضة لفئات الإعاقة الجسدية، والحركية، والسمعية، والبصرية والشلل الدماغي في مجال لاعب، وحكم ومدرب، بالإضافة إلى المؤسسات العاملة في مجال رعاية وتأهيل ذوي الإعاقة والتي تسهم في دعم وإبراز الأعمال الإبداعية بشكل مباشر أو غير مباشر.

وحول الجائزة وأهميتها يقول رئيس مركز خدمات المعاقين خالد المرخي ان الجائزة تعد دعما كبيرا للمعاقين بمملكة البحرين، وتعطيهم الفرصة لتقديم ابدعاتهم العملية والثقافية والرياضية وهذه المبادرة من سمو الشيخ ناصر تعطي المعاق دفعة لإبراز كفاءاته وهواياته، وهذه الجائزة تستهدف ذوي الإعاقة السمعية والبصرية والذهنية الجسدية والشلل الدماغي والتوحد ومتعددي الإعاقة، على ان يكون بحريني الجنسية وان لا يقل عمرة عن 12 عاما، وسوف يمنح الفائز مبلغا وقدرة 1000 دينار بحريني لكل مجال من المجالات التي تم الإعلان عنها ومنها الفنون الأدبية "القصة والرواية والمقال والشعر" والموسيقى والفنون المسرحية، والفنون التشكيلية "الرسم والخزف والنحت" والتصوير الضوئي.
وفي ختام حديثه يؤكد ان هذه الجائزة تأتي استكمالا لاهتمام القيادة بفئة المعاقين بعد ان تم إنشاء مكتب مخصوص لتوظيفهم بالإضافة إلى إصدار صندوق للطفل والمعاق، ويكمل: إذا كان هناك اهتمام عام من القيادة بذوي الاحتياجات الخاصة فان وزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية تركز بشكل خاص على كل ما يصب في صالحهم، خاصة وان هذه الجائزة جاءت لتركز على ما تمتلكه هذه الفئة من البحرينيين من مهارات من شأنها إحداث فارق في حياتهم إذا تم تشجيعهم على إبرازها.
ويتحدث رئيس الجمعية البحرينية الشبابية لتحدي الإعاقة عصام كمال عن الجائزة وإبداعات بعض أعضاء الجمعية من المعاقين قائلا: جاءت هذه الجائزة بدعم كبير من وزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية وبمشاركة احدى فتيات الجمعية زينب بوحمود، حيث شاركت في لقاء الشباب العربي الذي عقد في سوريا كأول فتاه من ذوى الإعاقة تشارك الشباب غير المعاقين وحصلت على المركز الأول في الشعر والنثر على مستوى الوطن العربي، وكان لها تكريم من قبل وزيرة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية الدكتورة فاطمة البلوشي، واستقبال رسمي حيث استطاعت أن تحقق هذا المركز على المستوى العربي على المعاقين وغير المعاقين، كما حصلت على وسام جلالة الملك مما يدل على أن من بين المعاقين مبدعين في كافة المجالات، وهناك أيضا سعاد خليفة وقد حصلت أيضا على وسام جلالة الملك وسوف تشارك في المسابقة في مجال الإبداع للتمثيل والتقليد.

تعويض من الـله
وعن أهمية هذه الجائزة يقول رئيس مجلس إدارة جمعية الصم البحرينية مهدي النعيمي: هذه الفكرة رائعة وتحفز ذوى الإعاقة والمهتمين بهذا المجال في الإبداع والتطور، لان العلم دائم التطور ويساهم في إيجاد الأفكار الجيدة، ومما يشجع المعاقين على إخراج ابدعاتهم في كافة المجالات، وبالنسبة للجمعية لدينا مجموعة من ذوي المواهب لان الله سبحانه وتعالى يعوض المعاق في بعض حواسه، بالقدرة على استخدام حاسة أخرى بشكل أفضل من غير المعاقين، وبالنسبة للصم فان مهاراتهم تكمن في قوة الإبصار، فنجد أن لديهم قدرة إبداعية في التصميم والرسم والخزف والتمثيل المسرحي والإبداع في الفتوشوب، وسوف يشاركون في المسابقة من خلال تلك المجالات.
ويؤكد رئيس المعهد السعودي للمكفوفين عبدالواحد الخياط أن هذه الجائزة تعطي الفرصة لإظهار إبداعات المعاقين وهي ضمن عدة جوائز في منطقة الخليج ودول مجلس التعاون، وهذه المرة الأولى في مملكة البحرين التي تحمل جائزة للمعاقين اسم الشيخ ناصر ويكمل: سوف يشارك في المسابقة مجموعة من أعضاء المركز في بعض المجالات، خاصة الرياضية نظرا لان العديد منهم حققوا بطولات، كما ستكون هناك مشاركات في مجالات الشعر وكتابة الخواطر والأدب بشكل عام، ولا يسعنا أمام هذه المبادرة النبيلة من سمو الشيخ ناصر سوى أن نتقدم إليه باسم كل المكفوفين بوافر الشكر.

أبطال رغم الإعاقة
أما البطلة الرياضية في العاب القوى فاطمة عبدالرزاق فلم تقف إعاقتها أمام حبها للرياضة والفن، خاصة وان إعاقتها ليست ككل إعاقة لأنها مزدوجة، فقد ولدت بلا ساقين، وبلا كفين فقط في نهاية كل من ذراعيها إصبعان في كل يد، ومع ذلك تجدها مبتسمة دائما مما يشعرك ان أعاقتها لا تسبب لها أي مشكلة، فهي تمارس حياتها الطبيعية بنشاط أكثر من الأسوياء، بيتها عبارة عن تحفة في كل ركن منه تجد لمساتها الفنية، على الجدران، وفوق المناضد، وعلى الأرضيات، هذا بالإضافة إلى أنها مثلت مملكة البحرين في العديد من البطولات الرياضية وحصدت أكثر من ميدالية ذهبية.
وسوف تشارك فاطمة في مسابقة الشيخ ناصر ولكنها لم تقرر إلى الآن بأي نشاط سوف تكون مشاركتها نظرا لأنها بطلة رياضية وفنانة أيضا، حيث برعت في الرسم وشاركت في معرض الخريف وبيعت كل لوحاتها، كما تجيد الأشغال اليدوية حيث تصنع سلال الفواكه والبسكويت، وأكياس القرقاعون والأزهار والميداليات وأيضا تقوم بتصميم كيس للهاتف يحمل علم البحرين واعلام دول مجلس التعاون، وحاليا تعرض أعمالها الفنية في معرض التأهيل حيث تبيع منتجاتها ومنتجات زميلاتها أيضا، وسوف تشارك قريبا في مؤتمر رياضي بالإمارات، وفي شهر ديسمبر سوف تشارك في بطولة بدولة قطر.
وتشكر فاطمة وزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية وخاصة الدكتورة فاطمة البلوشى على رعايتها للمعاقين، وتعبر عن سعادتها بهذه الجائزة ولاهتمام الشيخ ناصر بتدشينها خاصة وإنها المرة الأولى التي تقام فيها مثل هذه المسابقة لإلقاء الضوء على إبداعات المعاقين.
وتعاني شيماء الحاكور من تشوه رباعي في الأطراف، مما استدعى بتر القدمين وتستخدم أطرافا صناعية، وتعمل مرشدة اجتماعية بمدرسة ابتدائية وقد حصلت على بكالوريوس خدمة اجتماعية، وهي زوجة وأم لطفلتين تبلغان خمس سنوات وعامين ونصف، ولديها هواية الرسم وتعمل بعض أشغال الكروشية، وفي هذا السياق تقول: وقد بدأت الرسم منذ ان كنت في المرحلة الإعدادية ومن ثم الثانوية، وأفضل رسم المناظر الطبيعية وأيضا نقل الصور، وسوف أشارك في المسابقة بلوحة عن البحرين، نظرا لان هذه الجائزة بمثابة نقطة نور أضاءها أمام أعيننا الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وارى ان الأعوام القادمة سوف تجد إقبالا اكبر من المشاركين.
وتشارك شقيقتها الصغرى هاجر الحاكور في المسابقة أيضا، حيث تبلغ الخامسة عشرة من عمرها وهي طالبة في الصف الأول الثانوي ولديها اعاقة في اليد وسوف تشارك بالرسم حيث تهوى رسم المناظر الطبيعية كما تتميز بالرسومات المظللة باللون الأسود وقد أهدت احد رسوماتها إلى تليفزيون البحرين.
أما محمد نامي فهو المسؤول عن استلام وتسليم الاستمارات الخاصة بالتقدم للجائزة بوزارة التنمية وهو معاق جسديا حيث يعاني صعوبة في السير، ويعمل بوزارة التنمية، وهو خريج تجاري والتحق بالجامعة وتخرج عام 2003 من الخدمة الاجتماعية وحصل على الماجستير من مصر ولديه طموح اكبر من ذلك، حيث يطمح لان يحصل على الدكتوراه، كما انه عمل بالكثير من المجالات في الاعمال التطوعية والوظيفية حيث عمل منسقا إداريا بمكتب وكيل وزارة شؤون مجلسي الشورى والنواب، وعمل باحثا اجتماعيا لدى وزارة التنمية الاجتماعية ولديه باع في الأعمال التطوعية فهو حاليا أمين السر العام للاتحاد البحريني لرياضة المعاقين وأمين السر العام بالجمعية البحرينية الشبابية لتحدي الإعاقة، وعضو فعال بالجمعية الخليجية للإعاقة، وله مشاركات كثيرة خارجية، وحصل على وسام الكفاءة 2 من مملكة البحرين تزامنا مع احتفالات العيد الوطني المجيد ويشير إلى ان جائزة الشيخ ناصر تعد بمثابة دافع وتقدير للمعاقين الذين يملكون إبداعات كامنة، وهذه الجائزة سوف تبرز إبداعاتهم وتضعهم في مطاف التميز.

شعار الجائزة
لقد تم تصميم شعار خاص بالجائزة يترجم المعاني البليغة لأهداف ومجالات الوزارة هذا العام، فشمس البحرين مشرقة، ولا يمكن لأيّ أحد أن يطمسها، فهي شمس متجددة، ونور الشمس يبعث على الحيوية والتفكير الايجابي.
ثم إن شمس الجائزة، وهي المجسدة لضياء البحرين، وهي بمثابة نور الأمل وشعلة التفاؤل من بعد انقشاع غمة الأحداث المؤسفة خلال الأشهر الماضية التي تعتبر بمثابة سحابة صيف عابرة تجاوزتها قيادة وشعب البحرين بصبر واقتدار لتعود الحياة لطبيعتها.[/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0