[B]
" الموت أهون علي من بتر ساقي"، هذه الجملة قالها (كمال أبو عرب) بطل المملكة الأردنية الهاشمية في لعبة كمال الأجسام سابقا مدرب مركز شباب بلاطة حاليا.
أبو عرب يمارس الرياضة منذ أكثر من نصف قرن. بدأ حياته لاعبا ثم أصبح نجما يشار إليه بالبنان، حاز على إعجاب غالبية الرياضيين في الخمسينيات والستينات، وبرز اسمه في عالم لعبة رفع الأثقال وكمال الأجسام كرقم صعب، يتمتع بإرادة فولاذية خولته ليكون نجم فلسطين في مجال هذه اللعبة، و ذاع صيته بعد أن حاز على بطولة المملكة الأردنية الهاشمية.
الغرور كان يقتل أبطال هذه اللعبة، لكن أبو عرب كان متواضعا و خلوقا ، شهما وفارسا لا يعرف في قاموسه شيء اسمه "مستحيل"، بعد اللعب مارس التدريب وتخرج من مدرسته مئات اللاعبين أمثال خميس عبد الله، محمد العدوي، حسين شوقي، جمال عراييش، نضال أبو غزالة، محمود الأسمر، محمود أبو عرب، مثقال عباس، سمير الغول، وغيرهم من نجوم هذه اللعبة.
التدريب له أبجديات وعناوين خاصة أهمها: قوة الشخصية، والثقافة الرياضية. أبو عرب كان نموذجا للجندي المجهول درب غالبية اللاعبين مجانا، لم يلتفت إلى راتب أو مناصب.
الرياضة كانت هي قبلته والروح الرياضية العالية هي هدفه، واصل مسيرته كمدرب أكثر من نصف قرن من الزمان في قاعات مركز شباب بلاطة، لكنه انقطع عن التدريب لفترة قصيرة إثر تدهور حالته الصحية وبتر ساقه اليمنى نتيجة لمرض السكري الذي فتك بجسده، لكنه لم يفتك بإرادته، لم يتقوقع حول ذاته رغم مصيبته، بل حطم قيود العزلة، وواصل رحلته مع الرياضة و أقلع من جديد، لكن هذه المرة بساق صناعية وعربة معاق.
من هو كمال أبو عرب وما هي قصته مع لعبة كمال الأجسام ورفع الأثقال؟!
وما هي الأسباب التي دفعته لكسر حواجز الصمت والخروج من سجن الإعاقة إلى عالم الرياضة الواسع؟؟
كمال محمود محمد خليل أبو عرب عاش معاناة اللجوء في مخيم بلاطه بعد أن تشرد الشعب الفلسطيني اثر النكبة , ومن نعومة إظفاره عشق الرياضة وخاصة لعبة رفع الأثقال, وكمال الأجسام وبعد عدة سنوات من التدريب الشاق صقل جسمه في أروع صورة , حتى أصبح بطلا مميزا نال إعجاب الجماهير وحصل على العديد من البطولات أهمها بطولة محافظة نابلس في رفع الأثقال , وبطولة المملكة الأردنية الهاشمية في كمال الأجسام , وبعد 15 عاما من التحدي والإصرار على ركوب الصعاب .
تخرج من مدرسته العديد من الأبطال المميزين أمثال الشهيد حسن بخيت الذي استشهد في بيروت عام 1982, ويوسف شوقي , وجمال عرايشي , ومحمود العدوي , ومحمد الأسمر , ومحمود أبو عرب وجهاد المسيمي ومحمد داعوس ومثقال عباس الذي حصل على بطولة العرب في كمال الأجسام , الرياضة عند كمال أبو عرب هي هواية صقلتها التجربة .
لعب كما قال : من اجل الرياضة لأهدافها السامية , فالرياضة عنده هي الأخلاق والانتماء ………. وفي منتصف الثمانينيات سافر أبو عرب إلى الكويت بحثا عن لقمة العيش في ظل حالة الفقر المدقع التي كان يعاني منها اللاجئ الفلسطيني في مخيمات الوطن وبعد 3 سنوات من الغربة عاد إلى ارض الوطن ليمارس عمله في المقاولات ……… في تلك الفترة عاد إلى مركز بلاطه ليس لاعبا بل مدربا , لكن القدر وقف في وجهه عندما تعرض إلى وعكه صحية حادة بسبب مضاعفات مرض السكري , ما دفع الأطباء إلى بتر ساقه حول هذا المنعطف الخطير من حياته قال :
بتر ساقي كان الخيار الوحيد أمامي بعد أن فشل الأطباء بمعالجة ألالتهابات الحادة التي أصابت قدمي , اسودت الحياة في وجهي, لكنني رفضت الانزواء والغرق في بحر الوحدة ….. لم استسلم لقدري , فحطمت قيود الإعاقة وخرجت مرة أخرى إلى نور الحياة وعدت إلى ممارسة التدريب عبر كرسي الإعاقة هذه المرة مثقال عباس بطل العرب في كمال الأجسام واحد تلاميذ أبو عرب قال :
كمال إنسان خلوق إلى ابعد الحدود , يعشق الرياضة, ويمارسها عن قناعة , إنسان ملتزم بتمتع شخصية فولاذية , وسواعد جبارة , قهر المرض وانتصر عليه , واصل مسيرته الرياضية رغم تجاوزه الستين عاما من عمره( أطال الله في عمره) وأبقاه ذخرا لرياضة كمال الأجسام ورفع الأثقال وهو احد أعمدتها في فلسطين .
[/B]