[B]أكدت رئيسة الجمعية اللبنانية لرعاية المعاقين رنده بري خلال لقاء صحافي على هامش مشاركتها في اللقاء العربي الثامن والدولي الأول للمسؤولين عن برامج ذوي الاحتياجات الخاصة الذي يعقد في الكويت، على أن «هذا اللقاء سيتمخض عنه الكثير من الإنجازات المثمرة لاسيما وأنه تم طرح العديد من العناوين العامة خلال اجتماعنا مع المشاركين ليتم تعميمها والعمل على تنفيذها»، مشيرة الى ان «هناك مشاريع لاقت استحسانا كبيرا ومنها مشروع إنضمام فرع الكشافة الخاصة بالمعاقين في المنظمة الكشفية الإسلامية وهذه الخطوة تشكل نقلة نوعية على مستوى العالم العربي، وهناك أيضا مشروع آخر نعمل على تنفيذه يتمثل باستحداث موقع مؤثر على مستوى القرار داخل المنطقة».
وإذ أشادت «بالجهود التي تبذلها الكويت في مجال خدمة ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، لفتت بري إلى «أن الكويت من الدول السباقة على مستوى الاهتمام بذوي الإعاقة فهي من أوائل الدول التي انشأت اتحادا رياضيا للمعاقين، بالإضافة لأول مركز للتوحد، إلى جانب الإهتمام الخاص بهذه الفئات على مختلف المستويات الرسمية والشعبية».
ومن جهة ثانية، بينت أن «التشريعات العربية تعاني من انتقاص في مجال حقوق المرأة بشكل عام، وهي تحتاج إلى تعديلات تراعي اوضاع المرأة المعاقة.
وكشفت بري ان «الجمعية اللبنانية لرعاية المعاقين توفر الرعاية لما بين 35 و37 الف شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، منهم 17 الفا ممن يحملون بطاقة معاق يشرف عليهم 160 موظفا اداريا متفرغا». مشيرة الى ان «الجمعية استطاعت تطوير خدماتها كافة المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية».وفي ما يأتي نص الحوار:
• بداية، هلا أعطيتنا لمحة عن نشأة الجمعية اللبنانية لرعاية المعاقين؟
– تأسست الجمعية عام 1983 بعد ان اكتشفنا وجود نقص كبير في المؤسسات الخاصة التي تعنى بالمعاقين فكان لابد وان تكون هذه القضية، وتم تأسيس الجمعية على اساس تخصصي إذ أردنا التوجه بشكل علمي لمواكبة العصر ولنحجز مكانا علميا يؤهلنا على مستوى العالم العربي، لاسيما وان العمل الاجتماعي انساني واخلاقي ونحن لا ينقصنا شيء في هذا المجال، وبفضل عملنا حصلنا على صفة الاستشاري في المجلس الاقتصادي الاجتماعي في الامم المتحدة، كما حصلنا على شهادة الايزو على مستوى العمل الاداري، وحرصنا على ان تقدم الجمعية- التي تقوم على العمل الخيري- للمعوقين خدمات متميزة وعلى مستوى عال من الجودة والنوعية، والا نميز بين غني وفقير، كما اننا لم نترك اي فرع او قسم او نوع تأهيلي إلا وتم اعتماده.
• هل وقع لبنان على الاتفاقية الدولية الخاصة بالمعاقين؟
– لبنان لم يوقع حتى الآن، لكن اللجان البرلمانية تقوم بدراستها ونأمل ان يتم التوقيع عليها قريبا. وللأسف اننا في العالم العربي لا نبتكر الاتفاقيات ولم نعمل على اعدادها، بل ننتظر الآخرين ليعدوها ونكتفي بالتوقيع عليها.
• الكويت انجزت العام الفائت قانونا جديدا للمعاقين من 76 مادة، هل في لبنان قانون خاص بالمعاقين؟
– لقد تم استصدار العديد من التشريعات الخاصة بالمعاقين وجرى انجاز قوانين مهمة، لكن العبرة في التطبيق. ومهما اختلفت القوانين بين الدول، إلا ان جميعها تخدم هذه الفئات ويبقى الأساس في تفعيلها.
• هل تم الالتزام بالعقد العربي الخاص بالمعاقين؟
– لقد جرى العمل بالعديد من بنود العقد لاسيما على مستوى تبادل الخبرات ووضع الاستراتيجيات ولكن ليس بمستوى الطموح، بالأخص اننا كمجتمعات عربية متأخرون وهذا يجب ان يشعرنا بالخجل.
• هذه هي السنة الثامنة على التوالي لعقد هذا اللقاء، فهل تم تنفيذ التوصيات التي اتخذت سابقا؟
– يكفي أننا عبر هذه اللقاءات نشارناك المؤسسات الاجتماعية مثل المؤسسة الكشفية العمل مع المعاقين، والعمل عبر المؤسسات يسرع الإنجاز. كما ان تجربة الحركة الكشفية واحتضانها السريع لقضية المعاقين بصدر رحب، إذ كانوا سعداء بما قدموه سنويا، هو موضع فخر للعمل المشترك.
• هل ستصدر توصيات عن هذا اللقاء؟
– اتمنى ان تكون هناك خلاصة مهمة لاسيما وانه قد تم طرح العديد من العناوين الهامة ليتم تعميمها والعمل على تنفيذها، وتم كذلك طرح اربع قضايا هامة. وهناك مشاريع لاقت استحسانا كبيرا من مثل انضمام فرع الكشافة الخاصة بالمعاقين الى المنظمة الكشفية الاسلامية وهذه الخطوة تشكل نقلة نوعية على مستوى العالم العربي، وهناك ايضا مشروع استحداث موقع مؤثر على مستوى القرار داخل المنطقة.
• أشرت في تصريح سابق إلى نيتكم إنشاء جامعة خاصة بالمعاقين؟
– لا ليس جامعة خاصة بالمعاقين وإنما جامعة عامة ولكن تضع في مخططاتها الإفساح في المجال أمام كل حالات الإعاقة، وهي فرصة كبيرة واساسية في عملية التأهيل وتوفير التعلم لذوي الاحتياجات الخاصة، وريعها يعود للجمعية لاسيما للمبدعين من الفئات الخاصة.
• كيف تقومين دمج المعاقين؟
– من خلال التجربة اللبنانية ارى ان هذا الأمر متوقف على بعض الافراد والمؤسسات، وقد اصبح لدينا مفهوم اجتماعي شامل لكننا ما زلنا بحاجة الى المزيد من التوعية حتى يستقيم دور المجتمع وتتغير النظرة لذوي الاعاقة. ويجب ان نقارب تغيير النظرة عبر العمل لأن الحضارات تقاس بمدى اهتمامها بهذه الفئات.
• كيف تنظرين الى التجربة الكويتية في هذا المجال؟
– ان دولة الكويت من اوائل الدول التي انشأت الاتحاد الكويتي لرياضة المعاقين، وأنشأت كذلك اول مركز للتوحد، وهي من الدول المتقدمة على مستوى المؤسسات الرعائية والسباقة في شتى المجالات. وارى ان الكويت تسير في المسار السليم والصحيح وعلينا جميعا ان نتعاون وندمج خبراتنا، كما ان وسائل الاعلام يجب ان تلعب دورا مهماً في نشر الوعي الاجتماعي ونقل التجارب وتطوير العمل. ويكفي الكويت فخرا انها انشأت اول قناة فضائية متخصصة بشؤون الاعاقة، ونتمنى ان تصل كل الدول العربية لهذا المستوى.
• هل التشريعات العربية تعطي المرأة المعاقة حقها؟
– ان التشريعات العربية تعاني من انتقاص في مجال حقوق المرأة بشكل عام وهي تحتاج الى تعديلات، كما انها يجب ان تراعي اوضاع المرأة المعاقة بشكل اساسي لأن معاناتها مضاعفة وحجم احتياجاتها مضاعف.
[/B]