[B]
يعيش المختار ولد محمد مصطفى حالا من الذهول، بعدما انقلبت حاله، كما يقول، ليجد نفسه نزيلا داخل المنشآت الإصلاحية والعقابية، التي قضى نصف عمره يعمل سجانا فيها.
وصدر حكم السجن على المختار، على خلفية قضية مالية دين فيها بعد عجزه عن سداد أقساط بنكية، بسبب إنهاء خدماته من عمله العام الماضي لأسباب غير تأديبية، فقد حال ذلك دونه وتسديد ما تبقى من قرضه البنكي الذي حصل عليه لعلاج طفلته عائشة، البالغة سبع سنوات.
وتؤكد شهادة إنهاء خدمات المختار (موريتاني، 52 عاما) أنه عمل 25 عاما في المنشآت الإصلاحية والعقابية. وكان سلوكه خلالها على درجة امتياز، واجتاز دورة مهارات التعامل مع النزلاء، إضافة إلى نيله ميدالية ذكرى «الاتحاد».
ويقول المختار إنه اقترض من أحد البنوك 214 ألف درهم لتدبير نفقات علاج ابنته المعاقة، التي تعاني من مرض التوحد. وإنه واظب على تسديد الأقساط الشهرية في مواعيدها من دون تأخير، حتى سدد 88 ألف درهم. لكن قرار إنهاء خدماته منعه من سداد ما تبقى من القرض المستحق (120 ألف درهم).
ويضيف أنه حاول إجراء تسوية وصلح مع البنك بأن يمهله شهرا حتى يجد عملا آخر، إلا أن الأخير رفض، وكان ذلك سببا في ضياع فرصة عمل وجدها فعلا، إذ لم يستطع تصحيح وضعه بشكل قانوني، نظرا لصدور تعميم بحقه.
ويتابع أنه عانى ظروفا مالية ومعنوية صعبة، بسبب تعنت البنك، وعدم تعاونه معه، إذ أصرّ على مقاضاته دون مراعاة لظروفه، وقدم للمحكمة شيك الضمان الذي وقعه أثناء إجراءات الحصول على القرض، فصدر بحقه حكم بالحبس سنة، وحجز على كامل مستحقات نهاية الخدمة، في حين أنه لا يستطيع تدبر ما تبقى من القرض.
وبحسب تقرير طبي صادر من مستشفى المفرق «تعاني عائشة، ابنة المختار، من مرض متلازمة داون «المنغولي» وهو مرض خلقي أثر في نموها العقلي. كما أنها تعاني من مرض الصرع.
وهي تخضع لعلاجات تأهيلية، ولا تستطيع أداء أيّ من نشاطاتها اليومية بمفردها، لأن حالتها تتطلب رعاية خاصة لمدة طويلة».
ويناشد المختار أهل الخير وأصحاب الأيادي البيضاء مساعدته، وفك كربه، بسداد ما عليه من دين، حتى يتمن من العودة إلى وطنه وإكمال ما تبقى له من عمر في كنف أطفاله الأربعة الذين عادوا إلى دولته بصحبه زوجته أخيرا على كفالة الهلال الأحمر.[/B]