[B]
الشاب الجزائري فاروق ماحي (27 عامًا) سُلبت منه نعمة البصر، إلا أن الله عوضه صوتًا عذبًا في تلاوة القرآن، جذب إليه قلوب المصلين من كل فج عميق، ليأتموا به في التراويح منذ أن كان عمره 12 عامًا.
ويروي فاروق ماحي إمام مسجد أبو عبيدة ببلدية باش جراح في العاصمة؛ قصته مع القرآن قائلاً: "ختمت القرآن الكريم خمس ختمات؛ لأنني درست على الطريقة التقليدية العادية (باللوح والصلصال)؛ كان هذا في سنة 1994. وحفظت القرآن بإتقان في سن الـ12، وهي المرة الأولى التي أممت فيها الناس في صلاة التراويح بمسجد ابن خميس في مدينة تلمسان. ومنذ سنة 1997 وأنا أؤم الناس في صلاة التراويح".
ويشير الشيخ فاروق ماحي ابن مدينة تلمسان شمال غرب الجزائر، إلى أنه يمتلك حاليًّا تسجيلات بصوته تُبَث على قناة القرآن الكريم، وتسجيلات منذ 2004، لكنه محتفظ بها لنفسه، حسب صحيفة "الخبر" الجزائرية.
إمام متطوع
وعن أسباب اختياره إمامة مسجد أبو عبيدة رغم كثرة المساجد التي تطلب إمامته؛ يقول: "المساجد التي تطلبك على قسمين: منها من تريد قارئًا له باع طويل، وهذا للتباهي والقول إن فلانًا يصلي في المسجد الفلاني، وهناك مَن يهمها استقرار المسجد. وأنا في البداية لم أكن أريد الالتحاق، لكن وافقت بعد أن وقع لهم إشكال ولم يجدوا إمامًا يُصلي بهم التراويح. وأنا فضلتُ الاستقرار بأن أؤم الناس على مدار السنة".
وردًّا على سؤال عن كيفية قضائه أيامه برمضان يقول: "أقضيها بشكل عادي في المسجد؛ أؤم الناس في الصلاة العادية وصلاة التراويح".
وعما إذا كان يتلقى مقابلاً ماديًّا على إمامته، يقول: "أنا إمام متطوع. وللتفرغ لإمامة مسجد يجب أن تكون هناك أجرة ثابتة شهرية لا أكثر ولا أقل، بالإضافة إلى توفر المسكن في المسجد. والله هو الذي قدر أن أنتقل إلى مسجد أبو عبيدة".
[/B]