[B]وصف رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة الحكومة الحالية بأنها حكومة تكاد تشبه شخصيات متحف الشمع، نظيفة لماعة باردة، لكن من دون نبض حياة.وقال: ان هذه الحكومة الحاضرة في الصورة غائبة عن الفعل والتأثير، ومحكومة ومسيَّرةِ بفعل القوى التي أتت بها، وواقعة تحت سلطة ولاية السلاح وحزب القمصان السود. ورأى انه كما واجه شباب وأحرار لبنان مؤامرة اغتيال الرئيس الشهيد ورفاقه، فإنّ أحرار لبنان الآن، لن يتراجعوا عن مواجهة الانقلاب وسلطة الأمر الواقع المفروضة على اللبنانيين إن كان على الأرض أو عبر الحكومة الحالية.
كلام الرئيس السنيورة جاء خلال رعايته في صيدا حفل افطار جمعية جامع البحر الخيرية والذي اقيم في واحة السلام في مقر الجمعية في صيدا وحضره : مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان ومفتي صيدا الجعفري الشيخ محمد عسيران ، عضو المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى الحاج محيي الدين القطب ، ورئيس المركز الثقافي الاسلامي الخيري الشيخ الدكتور صالح معتوق، ومنسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود والمسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود والمسؤول التنظيمي للجماعة في الجنوب حسن ابو زيد ، ممثل رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي عضو المجلس البلدي محمد حسن البابا وعدد من اعضاء المجلس البلدي، المدير الاقليمي لأمن الدولة في الجنوب العميد يوسف حسين، رئيس فرع المعلومات في الجنوب العقيد عبد الله سليم ، ورئيس مكتب مكافحة المخدرات في الجنوب الرائد هنري منصور ، رئيس رابطة اطباء صيدا الدكتور نزيه البزري ، رئيس رابطة مخاتير صيدا ابراهيم عنتر ، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير وورؤساء ممثلي جمعيات وهيئات اهلية وتربوية .
ورأى السنيورة أن اخطر ما بدأت ملامحه بالتكون هو ظاهرة انتشار حالة صمّ الآذان واللامبالاة بما يتهدد الناس ويقلقهم إزاء حرياتهم وأمنهم وكرامتهم. وقال: تبدو الحكومة إزاء الكثير من القضايا وكأنها حكومة تم توضيبها بشكل متقن في برادات الوسطية المزيفة، لكن في ذات الوقت كأنها حكومة مقيمة في زمن آخر من هذا العالم.يُضرب المتظاهرون المدنيون العزل في الشوارع وتستباح حرمات المواطنين أمام أعين القوى الأمنية والأجهزة الرسمية، والحكومة والمسؤولون فيها لا يحركون ساكنا ولا يعتبرون أن الأمر يعنيها. تقع انفجارات هنا وهناك ويسقط ضحايا وتحدث خسائر وبالكاد نعرف ما الذي جرى ولا أحد يكلف نفسه عناء الشرح للمواطنين حول ما يجري من أمور. يتم الاعتداء على مواطنين في قرى لبنانية متعددة في الجنوب بالضرب والتنكيل ولا من يتحرك لنصرتهم أو يقف إلى جانبهم وما من قضاء أو تقارير رسمية. يعلن مخطوفون أنهم بعد أن جرى اختطافهم في لبنان نقلوا إلى بلد مجاور، ولا احد يهتز أو يتحرك أو يعتبر انه مسؤول، أو يفتح تحقيقا أو يستدعي سفيرا معنيا للسؤال والاستفسار.
وقائع الحفل
بعد كلمة ترحيب من عضو المجلس الاداري للجمعية سعيد جمعة ، القى رئيس الجمعية الحاج محمد طه القطب كلمة قال فيها : للمرة الثانية على التوالي حرصنا على ان يكون راعي هذا الافطار دولة الرئيس الأستاذ فؤاد السنيورة لما له من اياد بيضاء وحرص بالغ على جميع الجمعيات الخيرية والأهلية وعلى وجه الخصوص جمعية جامع البحر الخيرية في صديا لما تقوم به من خدمة للمجتمع على اكمل وجه وبمهنية عالية وشفافية في الأداء لتكون النموذج الجيد والمثال الذي يقتدى به لتشجيع اهل الخير والعطاءعلى الجود في عطاءاتهم . وان للجمعية تطلعات في المجتمع الصيداوي الذي يلزمه الكثير من الحلول لمشاكله الاجتماعية والتربوية والاقتصادية ، لذلك اعدت الجمعية انشاء مشروع مركز مجتمعي حيوي في مدينة صيدا بإسم " زهرة النارنج " يؤمن التفاعل بين الأجيال وتحديدا جيل المتقاعدين وجيل اليافعين من الشباب الذين يواجهون صعوبات وتحديات تربوية واجتماعية . ولقد كان لدعم ومساندة دولة الرئيس فؤاد السنيورة اكبر حافز لنا على انطلاقة العمل وبذل المزيد من الجهد لتحقيق هذا المشروع الذي من اهدافه الاهتمام بالمتقاعدين عن طريق توفير ناد لهم وافادة الأجيال الشابة من خبراتهم ومعلوماتهم والاهتمام بالحالات المعرضة للتسرب المدرسي والانحراف السلوكي وحالات عمالة الأطفال ، كل ذلك في سبيل الارتقاء بالمجتمع الصيداوي وتطوير القدرات على مختلف الصعد الاجتماعية والثقافية والتربوية والبيئية والاقتصادية والصحية .
السنيورة
ثم تحدث راعي الحفل الرئيس فؤاد السنيورة فقال:صحيح أن شهر رمضان المبارك، هو شهر الخير واليمن والبركة، ولا سيما حين ينصرف الإنسان إلى ذاته وخالقه، في تأمل وتفكر وتبصر، واستغفار وعبادة. لكن الصحيح أيضا، أن من ابرز ميزات هذا الشهر الفضيل انه يتيح للصائمين مناسبات للتلاقي، والتحاور وتبادل الآراء. فأنتم تدركون، وأنتم معشر أهل الخير والبركة والعطاء، كم أُكِنُّ لكم ولأهلي في مدينة صيدا من احترام وتقدير وكم أتطلع إلى اللقاء بكم وبهم والحديث معكم جميعاً بين الحين والأخر، لكنّ مشاغل الأيام والمسؤوليات السياسية والعامة لا تتيح لي دائماً ورغم كل ما ذكرت أن التقي بكم وأتواصل معكم بقدر ما أريد وارغب. ويكاد يكون شهر رمضان محطةً محبَّبةً تُتيحُ لي الاستزادة منكم والتشاور معكم، حيث نتباسطَ ونفكِّرَ ونُعيدَ قراءة واستعراض ما مضى من تجارب حفلت بها أيامنا بين صوم وآخر، حيث بات شهر رمضان بالنسبة لي محطة موعودة ومنتظرة للقاء بكم أيها الأحبة. أهمُّ ما في أمر اللقاء بكم، انه لقاء يدفعني إلى التفكير والمراجعة والتأكيد على العودة إلى الأسس والمنطلقات والقواعد الرئيسية للمبادئ والقيم التي نشأنا عليها والتي أرسيتم أنتم أُسُسَها ودعائمها في مدينة صيدا التي نحب ونريد لها أن تزدهر ونعمل جميعاً من أجل أن ينعم إخواننا في صيدا وفي كل لبنان بالأمن والأمان والحرية والكرامة والعدالة والاستقرار من جوانبه كافة.نعم لقد أرسيتم أنتم عبر التزامكم بقيم ومبادئ التسامح والتعاون والمساعدة وعبر الالتزام بالأخلاق الكريمة للمؤمنين والقائمة على احترام الآخرين كقيمة إنسانية والسعي لعمل الخير، والعمل على مساعدة من هو بحاجةٍ فعلاً وتثبيت مقولة التكافل الاجتماعي فيما بين أبناء المدينة كما والتآزر بين المؤمنين في الوقت المناسب والمكان المناسب.إن جمعيتكم التي انطلقت قبل ما يزيد عن نصف قرن من الزمن، والتي تضربُ جذورَها عميقةً في أرض هذه المدينة لتشكل هذه الواحة من العطاء، تقوم بالعمل النافع الذي يعود بالخير على الآخرين ولا سيما إلى أولئك الذين هم بحاجة له. وما تقومون به في رعاية المسنين هو نموذج لهذا العمل النافع، وهل هناك أفضل من رعاية المحتاج بعد تعب العمر وأفول الصبا والشباب والقوة، وما نفع المساعدة إن لم تكن تستهدف من يحتاجها عن حق وأن يجري وضعها في موضعها المناسب.لقد أبدعت جمعيةُ جامع البحر، في مجالُ رعاية كبار السنّ. وقد قال الله تعالى: "ووصينا الإنسان بالوالدين إحساناً"، كما قال: "وصاحبْهما في الدنيا معروفاً"، وهل هناك معروفٌ وإحسانٌ أكبر من رعايتهما في شيخوختهما، وهي رعايةٌ قد لا يقتصرُ سببُها على عجز البنين والبنات لسبب أو آخر عن القيام بذلك، وإنما هناك احتياجاتٌ لكبار السنّ لا تستطيع في كثير من الأحيان القيام بها غير المراكز المتخصّصة. وإذا كانت رعايةُ كبار السنّ واجباً دينياً وأخلاقياً، فإنها أيضاً عملٌ اجتماعيٌّ وإنسانيٌّ كبيرٌ وجليل، وهو ضروريٌّ للتوازن والانسجام والاستقرار في المجتمعات، وبالتالي إعطاء كلِّ ذي حقٍّ حقَّه.وقال ربُّ العالمين في كتابه العزيز: "والذين في أموالهم حقٌّ معلوم، للسائل والمحروم". وقول رسول الله (ص): ما آمَنَ مَنْ بات شبعان وجارُهُ جائع. وقول عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: لو كان الفقر رجلاً لقتلْتُه.هذا ما تقومون انتم به، وتعملون من أجله، ولهذا فان عملكم مبارك ومشكور، ومن الواجب دعمه ومساندته وتعزيز جهودكم لمأسسته وضمان استمراريته وتطوره وتقدمه. ولهذه الأسباب فقد سعيتُ انطلاقاً من ومستنداً إلى همتكم العالية واندفاعكم وطموحكم ومثابرتكم وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى إلى تأمين التمويل اللازم للمركز التربوي الاجتماعي الجديد الذي ارتأيتم تسميته "زهرة النارنج" والذي عزمتم على إقامته لكي يشكِّلَ مركزاً لخدمات المسنّين والشباب في آن معاً وبما يؤمن التواصل والتفاعل بينهما ولكي يشكل هذا المركز نقطة التقاء بين الجيلين حيث تنظم فيه الحلقات الدراسية وتتم الاستفادة من تجارب الأقدمين لنقلها إلى اليافعين. وقد وُفِقْنا والحمد لله في استجابة الإخوة رئيس وأعضاء مجلس إدارة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بتبنيه هذا المشروع وتوفير التمويل اللازم له فلهم منكم ومنا الشكر والتقدير.
[/B]