[B]كشف بحث طبّي تونسي، أعدّه المتخصص في طب الشيخوخة والخبير في المعهد الوطني للصحة العمومية الدكتور سعيد الحجام، عن أنّ ثلث المسنين في تونس يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وعُشرهم مصابون بالسكري، 2.6% منهم، داهمهم الخرف و21% يتألمون في صمت ومكتئبون. وقال الحجّام "إنّ الأمراض والعلل التي تنغّص حياة المسنين في تونس تتطلّب، لكثرتها، اتخاذ جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.
وبيّن البحث، الذي أجري على عدد من المسنّين، "وجود ارتفاعًا في معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة غير السارية كأمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم والسكري، إلى جانب معاناة كبار السن من الكثير من الأمراض في مستوى الجهاز العصبي والجهازين العظمي والمفصلي، ولاسيما تخلخل العظام وهشاشتها، ومن أنواع عدّة من السرطانات، وبخاصة سرطان القولون والمستقيم والمعدة الملوثة والثدي والرئة إلى جانب مرض الساد أي التكثف في عدسة العين الذي يمثل أولى أسباب فقدان البصر، وعدة إعاقات جسدية وذهنية وحسية تحدّ من قدراتهم الحسيّة وتفقّدهم الاستقلالية الذاتية.
ويرى سعيد الحجام، في خلاصة بحثه أن المستوى الوقائي يتطلب تكثيف التقصي المبكر للأمراض المزمنة التي تمثل السبب الرئيسي الذي يعوق كبار السن ومعالجتها بصفة مباشرة ومنتظمة ومستمرة، وإتباع نظام غذائي صحي متوازن مستوحى من التقاليد الغذائية والالتزام بنمط عيش صحي يضمن للمسن التوازن النفسي، إلى جانب مكافحة الخمول البدني والمحافظة على أكبر قدر ممكن من النشاط الذي يسهم بنسبة كبيرة في الحد من الأمراض المزمنة ومضاعفاتها السلبية والتمسك بالقيام بالأنشطة الفكرية التي تسهم في تنمية الملكات الإدراكية لديه، وتجنيبه الزهايمر ومقاومة ظاهرتي العزلة والانزواء.
كما يؤكد المختصّ، في أمراض الشيخوخة، ضرورة تركيز مزيد من العيادات والوحدات المختصة في طب الشيخوخة بأقسام الطب الباطني والطب الفيزيائي التقويمي والتأهيلي قصد تمكين المسنين من التمتع بعلاج مطابق لحاجياتهم الصحية الخصوصية، إلى جانب العمل على النهوض بالاستشفاء النهاري الذي يلعب دورًا فعالًا في تقريب الخدمات من المرضى عبر إحداث مراكز وسيطة بين المستشفى والمنزل تعهد لها مهمة تأمين النقاهة للمريض المسن وتأهيله للعودة للعيش في منزله بعد الإقامة في المستشفى.
وقد أثبتت هذه التجربة نجاحها في البلدان المتقدمة حيث تساعد على التقليص في مدة الإقامة بالمستشفيات وعلى الضغط على مصاريف العلاج، وهو ما يعني مردوديتها الجيّدة على أنظمة التأمين على المرض.[/B]