[B]
يعتبر" دمج ذوى الاعاقة" فى المجتمع احدى الخطوات المتقدمة التى أصبحت برامج التأهيل المختلفة تنظر اليها كهدف أساسى لتأهيل ذوى الاعاقة حديثا، حيث أصبح "الدمج" سمة بارزة ومقياسا مهما يستخدم لقياس مدى تقدم الدول والمجتمعات لما له من أثر واضح فى برامج التأهيل التربوية أو الطبية أو الرياضية أو الترفيهية التى تنعكس على ذوى الاعاقة، كما أصبحت "قضية الدمج" من أهم قضايا التربية الخاصة فى العالم، لأن الدمج بشتى مجالاته حق من حقوق ذوى الاعاقة الذى يشعرهم بأدميتهم بين البشر..
وتحقيقا لاهداف ورسالة "دمج ذوى الاعاقة" أعدت الدكتورة هلا السعيد — مديرة معهد الدوحة العالمى لذوى الاحتياجات الخاصة — استراتجية كاملة لطريقة الدمج وللمناهج الدراسية التى تناسب كل فئة محاولة جاهدة لكى تصل للطريقة المثلى لعملية الدمج، وذلك فى كتابها "الدمج بين جدية التطبيق والواقع" التى ركزت من خلاله على قضية الدمج بأنواعها المختلفة لاسيما الدمج التعليمى الأكاديمى والدمج الاجتماعى من القضايا الجدلية فى أوساط التربية الخاصة، مستعرضة اشكال وأساليب الاهتمام والرعاية بذوى الاعاقة ومن بين هذه الأساليب "أسلوب الدمج" ويقصد به تقديم مختلف الخدمات التعليمية والتدريبية والتأهلية لهذه الفئة.
أهمية الدمج
وشددت د. هلا على "موضوع الدمج" ومدى اهميته على كل من المجتمع بصفة خاصة الذين يشملون (الطالب من ذوى الاعاقة واسرهم ومن الطالب العادى واسرهم والمعلمين واخصائى التربية الخاصة) والمسؤلين بالدولة بصفة عامة، وفى بداية الكتاب ألقت نظرة سريعة عن الاعاقة وانواعها واهمية التربية الخاصة والتدخل المبكر والتهيئة والنظرة السلبية السابقة لذوى الاعاقة وما سيجنيه المدموج من جوانب نفسية واجتماعية ومعرفية واكاديمية، لافتة الى أنّ النظرة لذوى الاعاقة خلال العصور القديمة كانت نظرة سطحية وهى مزيج من الخوف والسخرية والاشفاق ومع ظهور الاسلام حظى ذوو الاعاقة بالرعاية والاهتمام فى وسط المجتمعات الاسلامية، ذلك لأن الاسلام أعطى لكل انسان انسانيته بغض النظر عن اعاقته، وكرم الانسان وساوى بين أفراد البشر.
وأضافت " مع مرور الأيام تغيرت الصورة نحو الأحسن، وربما كان تغيرها بطيئاً فى الوقت الذى يتزايد فيه أصحاب هذه الاحتياجات بشكل كبير، فتتزايد أهمية العمل على رعايتهم أولاً، ثم على بحث كيفية جعلهم جزءا لا يتجزأ من المجتمع، وكانت الطريقة هى دمجهم على مقاعد الدراسة وتعليمهم وهم بسن صغيرة مما يساعدهم على سرعة الاكتساب والتعلم ومن ثم دمجهم اجتماعياً فى الكبر فى محافل العمل، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة دمج الأشخاص ذوى الاعاقة مع الأشخاص العاديين فى مجالات الحياة المختلفة ممن تسمح لهم اعاقتهم بذلك ولكن ما الذى يتوقعه ذوو الاعاقة من المجتمع المحيط حوله الذى سيدمج فيه، هل هو القبول؟ أم الرفض والابعاد؟…. سؤال يراود كل من يتعامل مع فئة ذوى الاعاقة"، محاولة الوصول لأمور دقيقة جداً وهامة فى موضوع دمج ذوى الاعاقة لربما كانت دليلاً لكل من أراد تطبيق برنامج الدمج.
هذا واستعرضت د. هلا فى بداية كتابها "الدمج بين جدية التطبيق والواقع" أشكال وأساليب الاهتمام والرعاية لذوى الاعاقة الموضوع الذى شغلها التى تعمل جاهدة دائماً للوصول لكل ما هو مفيد لهم، لما لهذه الفئة من أهمية كبيرة فى حياة المؤلفة بصفة خاصة وفى العالم بصفة عامة، ومن بين هذه الأساليب التى اهتمت بها وتركز عليها التى حظيت بانتشار واسع فى الكثير من دول العالم "أسلوب الدمج" ويقصد به تقديم مختلف الخدمات، مؤكدة على كلمة مختلف الخدمات التى تشمل خدمات تعليمية وتدريبية وتأهلية ويجب أن تكون فى ظروف البيئة العادية التى يحصل فيها أقرانهم العاديون على نفس الخدمات والعمل بقدر الامكان على عدم عزلهم فى أماكن منفصلة عن المجتمع المحيط بهم.
الخطوات المتقدمة
كما وأوضحت د. هلا السعيد أن موضوع الدمج يعتبر من الموضوعات التى ما زالت مثارة للجدل والنقاش فيما يتعلق بايجابياته وسلبياته، فان ايجابياته متعددة ويصعب حصرها وسلبياته متعددة أيضاً اذا لم يطبق بطريقة صحيحة، لأنه موضوع جديد على الساحة، لهذا فان المسؤولين عن المؤسسات التعليمية التى ترعى هذه الفئات تسعى جاهدة كى يتم تطبيق هذا النظام فى جميع المدارس التابعة لهم وضمن الأفراد العاديين فى كل البرامج المجتمعية المقدمة لكل الفئات دون تفرقة أو عزلة، معتبرة "دمج ذوى الاعاقة" فى المجتمع احدى الخطوات المتقدمة التى أصبحت برامج التأهيل المختلفة تنظر اليها كهدف أساسى لتأهيل ذوى الاعاقة حديثا، وأصبح ينظر الى عزل ذوى الاعاقة عن المجتمع نظرة سلبية لما تحمله من تأخر فى العديد من الجوانب التى تقف حاجزاً أمام ذوى الاعاقة من أى تقدم وتطور، وبذلك أصبح الدمج سمة بارزة ومقياسا مهما يستخدم لقياس مدى تقدم الدول والمجتمعات لما له من أثر واضح فى برامج التأهيل التربوية أو الطبية أو الرياضية أو الترفيهية التى تنعكس على ذوى الاعاقة.
قواعد علمية وتربوية
وأضافت" أصبح الحديث عن الدمج لذوى الاعاقة من الأمور المطروحة فى الساحة التربوية وذلك ليس لدراسة وانما لتطبيقه وعلى مجال واسع وبمختلف الأشكال والأساليب وذلك لما يحققه الدمج من فوائد جمة لذوى الاعاقة، حيث انه يشجع المجتمع على تبنى نظرة ايجابية نحو هؤلاء ويقلل من فرص عزلهم الاجتماعى والنفسى عن أقرانهم من الطلاب، وتعد قضية الدمج بأنواعها المختلفة لاسيما الدمج التعليمى الأكاديمى والدمج الاجتماعى من القضايا الجدلية فى أوساط التربية الخاصة حيث ظهرت العديد من الدراسات والآراء التى تؤيد وأخرى تعارض مبدأ الدمج، فى حين قامت العديد من الدول بتبنى فكرة الدمج والعمل على تطبيقها بشتى الطرق عن طريق خطة مرسومة وأهداف مدروسة، ويجب ألا يغيب عن بالنا أن موضوع الدمج له قواعد وشروط علمية وتربوية يجب الالتزام والعمل بها من أجل تحقيق مبدأ النجاح والاستفادة لفئة ذوى الاعاقة"، مبينة ان قضية الدمج من أهم قضايا التربية الخاصة فى العالم، لأن الدمج بشتى مجالاته سواء الدمج الأكاديمى أو الاجتماعى أو المهنى حق من حقوق ذوى الاعاقة الذى يشعرهم بادميتهم بين البشر..
دعم ذوى الاعاقة
وختاماً أوضحت الدكتورة هلا السعيد — مديرة معهد الدوحة العالمى لذوى الاحتياجات — أن الدمج هو هدف انسانى كبير ومرحلة مهمة من مراحل حياة ذوى الاعاقة، لكى يتم تحقيق أمل وحلم كل طالب من ذوى الاعاقة وأسرهم والوصول الى الهدف المرجوة لابد من توعية المجتمع بجميع شرائحه، وباعطائه الفكرة الكافية عن الاعاقة بمفهومها العام، فضلاً عن التعرف على عملية الدمج بمفهومها وأهدافها وخصائصها وطرق تطبيقها، لأن افراد المجتمع سواء للطلاب من ذوى الاعاقة وأولياء أمورهم والطلاب العادين وأولياء أمورهم، وجميع العاملين فى المدرسة العادية باعتبارهم أهم الأطراف الذين سوف يحددون مدى نجاح أو فشل عملية الدمج، مشددة على ضرورة مساعدة ذوى الاعاقة والأخذ بايديهم للانضمام لمدارس التعليم العام مع تقديم كامل للخدمات التى يحتاجونها لتسهيل العملية التعليمية والعملية التكيفية.[/B]