[B]
تعاني أسرة (أم محمد)، العوز والمرض، اللذين يحاصرانها وأبناءها الصغار، إذ حرمت ابنتها نور (ست سنوات) من التعليم، لأنها لا تملك رسوم المدرسة البالغة 5000 درهم، أما الطفلان محمد (سبع سنوات) وجنات (أربع سنوات) فهما يعانيان ضموراً في العضلات، وشللاً دماغياً شديداً وضعفاً في الأطراف، فقد حرما من الانضمام إلى مركز متخصص في إعادة تأهيل الأطفال ذوي الإعاقة، على الرغم من توافر تلك المراكز في الدولة، إذ أن الوضع المالي لوالدهما حال دون ذلك. وتفصيلاً، روت (أم محمد ـ يمنية الجنسية)، معاناتها لـ«الإمارات اليوم»، قائلة «في العام 2003 رزقت بمحمد، وهو أكبر أبنائي، وأكد لي الأطباء بعد ولادته أن لديه تأخراً في النمو الحركي، وصاحبه تأخر في النطق، ومع أن الطفل تمكن في مرحلة لاحقة من الجلوس بمساعدة الآخرين، إلا أنه بقي عاحزا عن الوقوف أو المشي.
وأضافت : «تصدر عنه أيضاً حركات لا إرادية في الرأس، ولديه ضعف في جميع أطرافه، مع شلل ضعيف تشنجي، إضافة إلى أنه يعاني التهاباً في الشبكية والمشيمية الناتجة عن العوامل الوراثية. وتابعت «أما (جنات) فلم تكن أوفر حظاً من شقيقها، فقد ولدت في ،2007 وتبين أن لديها تأخراً في تطور النمو، وعدم السيطرة على حركة الرأس، كما أنها تعاني عدم القدرة على تحريك العين، وتأخراً في النطق، وعدم القدرة على الجلوس، إضافة إلى معاناتها شللاً دماغياً شديداً صاحبه شلل وارتخاء في الأطراف الأربعة، وتخلف عقلي، نتيجة إصابة المخ بنقص الأكسجين أثناء الولادة، كما تشكو (جنات) ضموراً شديداً في المخيخ والبقعة البصرية في العينين».
ولفتت (أم محمد) إلى أن الأطباء نصحوها بوضع (جنات ومحمد) في مركز متخصص في إعادة تأهيل الأطفال ذوي الإعاقات، كما شدد الطبيب المختص في حالة (محمد) بأن يخضع إلى علاج تأهيل خاص بالأطفال المصابين بشلل دماغي، إلا أن (أم محمد) لم تتمكن من توفير رسوم العلاج، كما أن الحصة العلاجية المقررة والمقدرة بساعة كاملة يومياً لكل طفل لم تكن متاحة في المراكز القريبة من سكنها في الشارقة.
وأكملت أن علاج الطفلين يكلفها أموالاً طائلة، إذا قررت إلحاقهما بمراكز في دبي، مطالبة القائمين على مركز دبي لتطوير نمو الطفل، ومركز راشد لتأهيل المعاقين، مساعدتها وانتشال أطفالها من الوضع الصعب الذي يعيشونه منذ ولادتهم، أو إلحاق أطفالها ببرامج التأهيل، من خلال الزيارات المنزلية من قبل مختصي التأهيل. وذكرت (أم محمد) أن قصتها لم تنتهِ بـ(محمد وجنات)، خصوصاً أن وضعها المالي متردٍ، كونها لا تعمل، بسبب اعتماد أطفالها المعاقين عليها، على الرغم من أنها تحمل شهادة جامعية بكالوريوس أدب إنجليزي)، والاعتماد الأكبر ينصب على راتب زوجها الذي لا يتجاوز 5400 درهم، لا يكفي إيجار الشقة البالغ 22 ألف درهم، و500 درهم كهرباء، ومصاريف علاج الأطفال والمستلزمات الخاصة بهم، كونهم يحتاجون إلى حفاضات للبالغين وأجهزة طبية. أما (نور) الابنة الوسطى، البالغة من العمر ست سنوات، فهي طفلة سويّة، لكن الفقر والوضع المتردي لأسرتها حرماها من حقها في التعليم، لذا تتمنى (أم محمد)، أن تتمكن من توفير قيمة رسوم الدراسة البالغة 5000 درهم، مؤكدة أنها تحلم بأن تلتحق ابنتها بمدارس جيدة، وأن تتلقى تعليماً تستفيد منه في مستقبلها». يشار إلى أن (أم محمد)، وهي حاصلة على مؤهل جامعي وتجيد الإنجليزية بطلاقة، تحلم بوظيفة تنتشل بها أسرتها من الفقر والمرض اللذين يحاصرانها، لاسيما أن التفكير في الوضع المأساوي أصابها بأزمة أثرت بدورها في وضعها الصحي، إذ أصيبت بصداع نصفي، وفتق بطني، وخلل في امتصاص الغلوكوز، وورم في العصب البصري للعين.
[/B]