[B]أبدى الخمسينيون من سكان مدينة جازان تحسرهم على ذكرى طلقات مدفع رمضان، وما يصاحبها من ارتباط حسي ومعنوي ورمزي لمناسبة عظيمة هي شهر رمضان المبارك؛ حيث غاب المدفع وهمد صوته منذ بضع سنوات؛ ما أفقد رمضان جزءاً ذا قيمة معنوية كبيرة لدى سكان المدينة.
وقبل ولادة جُلّ وسائل الإعلام المختلفة، المرئي منها والمسموع والمقروء، كان المدفع من أهم الوسائل الإعلامية في بعض الدول العربية والإسلامية لإعلان موعد الإمساك والإفطار.
وأصبح مدفع جازان الرمضاني يبكي شوقاً لطلقات قذائف المدافع الرمضانية قبيل الإذاعة والتلفاز والجرائد؛ ففي منطقة جازان، وفي شهر رمضان المبارك بعد غروب الشمس وقبل الإفطار، اعتاد أهالي المنطقة على سماع هذه الكلمات "اضرب المدفع.. اضرب"! قبيل إفطارهم وإمساكهم عن تناول السحور في كل يوم من أيام شهر رمضان.
وكانت المدافع تُضرب منذ إعلان ثبوت رؤية هلال شهر رمضان 21 طلقة تبشيراً وإجلالاً، وسبع طلقات إشعاراً بموعد الإفطار، وعند الإمساك بعد السحور تُسمع طلقة واحدة، كما أن للعيد كذلك سبع طلقات.
ولكن منذ أعوام قليلة فقدت منطقة جازان سماع صوت طلقاته؛ فهل سيسمعها أبناء منطقة جازان في هذا العام أم سيظل مدثوراً تحت الغبار كالأعوام السابقة؟
وأكد لـ"سبق" المؤذن جابر الحربي أن المدفع الرمضاني ميزة إضافية ارتبطت برمضان في أذهان الناس، تميزه عن غيره من الشهور، وأن له ذائقته الخاصة، ويعلم الناس من خلاله بوقت الإفطار والإمساك، ويُعتبر من التراث الذي "لا نريد أن يندثر تحت أي ذريعة كغيره من التراث في المنطقة".
[/B]