[B]وُلدت الشابة نور في العام 1985، وولدت معها إعاقة سمعية متوسطة. وتأتي نور من أسرة فقيرة، تتألف من والديها وتسعة أخوة وأخوات، تحمل إحداهن حالة الصمم الكلي. والوضع الاجتماعي للعائلة لا يسمح لها بتأمين العلاج الكافي، ما دفع بنور الى الالتحاق بمؤسسة «البيان للإعاقة السمعية» التابعة لمؤسسات الرعاية الاجتماعية. هناك، تلقّت دراستها، وحصلت على الشهادة المتوسطة، ثم أنهت دراستها المهنية في اختصاص «مراقب صحي»، ونالت رخصة مزاولة المهنة.
اليوم، تخرجت نور من الدار، وتمكّن مركز «المعين للدعم والتمكين»، الذي افتتح مؤخراً كمركز لتمكين الأشخاص المعوقين، من تأمين فرصة عمل لها. ومن خلال المركز، اكتسبت نور الكفاءة والخبرة، وهي تعمل حالياً مثلها مثل أي متخرّج من مؤسسات الدار، بهدف المشاركة في العملية التنموية للمجتمع.
وبعد افتتاحها المركز، تستعدّ الدار راهناً لافتتاح مجمّع في منطقة الضنية، ومركز بيئي اجتماعي في عكار، وآخر في بعلبك، ومجمع يقول القيمون عليها إنه الأكبر والأهم في منطقة خلدة، بالإضافة الى افتتاح مركز في بحمدون، وحضانة «المتقن» لأطفال الأمهات العاملات في منطقة عرمون.
وكانت الدار قد أطلقت حملتها الرمضانية منذ أسبوعين تحت شعار»الإحسان ارتقاء بمن يُحسن إليهم»، وأهدافها «تطبيق مفاهيم التغيير والتطوير للنهوض بأوضاع الفئات المحتاجة في المجتمع، واعتماد الاتقان كمفهوم تطويري». كما زيّنت ساحات العاصمة بالأهلّة الملونة، ضمن وحدة تشكيل يغلب عليها اللون الأبيض، تفاؤلاً. واستهلّت الحملة بمواكب «مرحباً يا رمضان» التي انطلقت في مختلف المناطق اللبنانية. ورفعت اللوحات أو «الميداليات الشارعية» التي تحمل رسائل أبناء مؤسساتها إلى الناس، بالإضافة الى الزينة المنيرة على الأعمدة، وهي عبارة عن أشرعة يمثل كل منها زهرة، ويتوسط الشراع مساحة بيضاء. كما وزعت الدار عددا من الإمساكيات.
وتمّ تزيين مراكز مؤسسات الرعاية، ورُفعت لافتات تحمل اسم «دار الأيتام الإسلامية»، وصور الأطفال مرفقة بعبارة «مركز إيتاء الزكاة وقبول الصدقات والتبرّعات»، وجميعها مفتوحة أمام المحسنين الذين يقصدونها، حيث يُصار إلى استلام التبرّعات وإصدار الإيصالات وتسليمها للمتبرِّع. وتُموّل الأنشطة كما الزينة الرمضانية، من مساهمات تقدّمها المصارف والشركات، ويظهر اسم وشعار كل جهة مساهمة.
والحديث عن دار الأيتام يعني الحديث عن 47 ألف مواطن وأسرة في لبنان، يستعينون بمراكزها ويستفيدون من خدماتها، منهم 12 ألف يتيم، وذي احتياجات خاصة، بالإضافة الى زيارة 35 ألف متبرع للدار في كل عام.
كذلك، تهتم الدار برعاية الأيتام من اللاجئين الفلسطينيين، وتستقبلهم منذ العام 1948، ولا تزال حتى الساعة تحتضن المئات منهم. كما ترسل المئات من أطفالها لتلقي العلم في مدارس خارج مراكزها.
يذكر أن فكرة «دار الأيتام» أبصرت النور خلال الحرب العالمية الأولى، حين حملتها مجموعة من السيدات وعرضنها على جمال باشا الذي كان يلقّب بـ»السفاح». وتعتبر المبادرة من بواكير حضور المرأة وممارسة دورها، عندما تجرّأت في الوقوف أمام الوالي، للمطالبة بإنشاء ميتم يضم الأرامل وأطفالهن. وهكذا، تأسست دار الأيتام، قبل إعلان دولة لبنان الكبير، وقبل تحقيق الاستقلال في العام 1943، وقبل تأسيس»مصلحة الإنعاش» في العام 1960، و»وزارة الشؤون الاجتماعية» في العام 1993. كما أنها لم تنشأ بقرار سياسي، ولم تٌرخص كجمعية من وزارة الداخلية، بل هي مؤسسة بموجب مرسوم جمهوري يعترف باستقلاليتها.
للتبرع يمكن الاتصال بمؤسسات الرعاية الاجتماعية – دار الأيتام الإسلامية على الرقمين 654654/01 – 371960/01 – وعبر البريد الالكتروني
[/B]