[B]البعض ينظر إليهم بعين الشفقة والبعض يراهم عالة على المجتمع وحلهم الوحيد هو العزلة بعيداً عن الأسوياء، ولكن الواقع والحقيقة يؤكدان أن المعاق إنسان كامل له كل الحقوق الاجتماعية والانسانية قد يكون محروما من بعض النعم ولكنه متميز في مهارات حياتية مختلفة.
بسمة فريد ابنة الـ 18 ربيعاً ، صماء استطاعت قهر إعاقتها وعزلتها عندما اشتركت بفرقة الصامتين للأداء الحركي ( فرقة راقصة للصم والبكم ) ، وتحكي تجربتها – لمجلة "لها" – قائلة : كنت أعاني من العزلة الدائمة قبل اشتراكي في فرقة الصامتين للأداء الحركي فأنا الوحيدة في إخوتي صماء وبكماء، هذه العزلة لم تكن في المنزل فقط بل كنت أعانيها من المجتمع كله، فمشكلتنا جميعاً كصم وبكم تكمن في عدم تفهم المجتمع لنا، حيث إن الكثير من الناس والمسئولين يتعاملون معنا بتجاهل كبير حتى أنهم يتجنبون الاقتراب منا والتعرف على مشاكلنا، وكأننا لسنا بشر مثلهم فى حين أن الله خلقنا جميعا بشرا وكلنا إنسان ، ولكن اشتراكي في هذه الفرقة غيّر حياتي وحياة جميع أعضائها فقد أصبحنا نخاطب العالم أجمع بالموسيقى التي لا نسمعها والجميع منبهر بنا، ولم أعد أشعر بأنني مهمشة أو معزولة .
وتقول صوليست "بطلة" فرقة الصامتين، عن بداية اشتراكها في الفرقة : لقد اشتركت فى الفرقة منذ 3 سنوات لأننى كنت أشعر بالوحدة الدائمة ولا أعرف كيف أقضى وقت فراغى فى شىء مفيد، فقررت الالتحاق بالفرقة لعلني أتعلم شيئاً جديداً، ولم أتوقع النجاح إطلاقاً خاصة وأن الفكرة جديدة ، صم يرقصون ويتفاعلون مع الموسيقى ، والحقيقة أن الفضل في هذا النجاح يرجع إلى الأستاذ رضا عبدالعزيز مؤسس ومخرج الفرقة، فهو يحول لنا نبض الموسيقى والذبذبات إلى نقر عن طريق كفي ويدربني تدريبا منفصلاً ، ويقوم بالأمر نفسه مع كل فرد في الفرقة ، ثم يجمعنا جميعاً ويدربنا سوياً .
وتؤكد بطلة فرقة الصامتين أن بداية اشتراكها بالفرقة كانت صعبة ، وأكبر الصعوبات التي واجهتها هو عدم تخيلها أنها ستتخلى عن لغة الإشارة لتتواصل مع العالم بدونها داخل العروض الفنية، وتضيف : لذا تخوفت جداً من الفشل في البداية ولكن مع التدريب المستمر وتوجيهات الأستاذ رضا استطعت التغلب على خوفي وأجدت الاداء الحركى مثل الأشخاص العاديين تماما كأنني أسمع وأتحدث بطلاقة. والآن اختفى شعوري بالحزن وحلّ محله سعادتي بالنجاح وأشعر بأنني محل اهتمام الكثيرين فالفتيات والشباب يقبلون على التقاط الصور معي خاصة بعد اهتمام كثير من القنوات الفضائية بعروض الفرقة مما جعلنى معروفة .
وتعرب بسمة عن أمنياتها قائلة : أرى دائما الصم والبكم فى الشوارع يبيعون المناديل الورقية ومنهم المتسولون، وأنا كفتاة صماء أخشى هذا المصير إن لم تؤمن لى الدولة فرصة عمل محترمة، فهذا واجبها علينا وهذا ما أتمناه لى ولكل الصم فى مصر، وأتمنى أيضاً المزيد من النجاح والاستمرار لفرقة الصامتين والانتشار فى كل العالم، لأنها النافذة الوحيدة التى نطل منها على عالم الأسوياء ونتحدث معهم بعروضنا الفنية.[/B]