بأناملها الرقيقة، ومشاعرها المرهفة، واحساسها الصادق، امسكت لولوة العلي من فئة متلازمة الداون بالالوان لتلون صفحاتها البيضاء برسومات ورموز، تعبر عن حبها الصادق لوالدتها الغالية بمناسبة عيد الام. فهذه الطفلة التي لا تعرف شيئا عن هذا العالم ومشاكله سوى صدر ام حنون، ترتمي بين احضانه، كلما شعرت بالخوف، قررت ان تعبر لوالدتها عن كل ما تشعر به اتجاهها، وان خانتها الكلمات والعبارات، ولكن رسوماتها التي سلمتها لامها مصحوبة بابتسامتها الصادقة، كانت اوفى واصدق من ألف كلمة. تكريم لولوة لم تكن الوحيدة من فئة ذوي الاعاقة التي احتفلت بعيد الام على طريقتها الخاصة، بل اجتمعت مجموعة كبيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة، ليكرموا امهاتهم. فبرعاية الشيخة شيخة العبدالله الصباح، نظمت مجموعة «شباب الخير» التطوعية بالتعاون مع مركز الخرافي لانشطة الاطفال المعاقين يوما ترفيهيا، لتكريم امهات المعاقين، واثبات دورهن الكبير في مساندة ابنائهن من فئة الاعاقة. انطلقت الفعالية في شاليهات الرمال – منتجع شيك، بدعوة من مركز الخرافي لانشطة المعاقين، حيث لبى الدعوة مجموعة شباب الخير التطوعية، وتعاونوا ليخرجوا الاحتفال بصورة اكثر من رائعة. مسابقات تنوعت انشطة الاحتفالية بين المسابقات الترفيهية، والفقرات الغنائية والشعرية المخصصة للام، وتلاها تكريم للامهات المميزات اللاتي اجتهدن في تطوير مستوى ابنائهن من فئة الاعاقة. وقالت رئيسة مجموعة «شباب الخير» التطوعية عنود العلي، ان هذه الاحتفالية ما هي الا تكريم لجهود امهات المعاقين الكبيرة، وتعبهن المتواصل في كل الامور المتعلقة بأبنائهن المعاقين، وسعيهن الكبير لمحاولة دمجهم في المجتمع. كما شكرت العلي مركز الخرافي على هذه الدعوة الجميلة التي جرى من خلالها تكريم أم المعاق ورد بعض من جميلها، موضحة أن الكثيرين يجهلون دور أم المعاق وان تعبها يضاعف تعب الأمهات الأخريات مرات ومرات لكونهن يجتهدن للوقوف بجانب أبنائهن من ذوي الاحتياجات الخاصة، وياولن التعايش مع عالمهم. دور الأم عبدالله البراك وهو أحد المتطوعين في مجموعة شباب الخير، أكد أن هذا التكريم جاء إثباتا لدور أم المعاق، وان هذه الفرصة كانت جميلة لتدخل السعادة على قلوب الأمهات وأبنائهن، فقد كانت السعادة تسكن نفوس ذوي الاحتياجات الخاصة وهم يرون أمهاتهم يكرَّمن. مقدم الحفل محمد الصايغ، عايد جميع أمهات المعاقين في عيدهن وشكر كل من حضر الاحتفالية. واجب ومن مركز الخرافي لأنشطة الأطفال المعاقين، قالت مديرة العلاقات العامة رزام كرم، إن تكريم أم المعاق أمر واجب علينا، فنحن عشنا أعواماً معهن ورأينا الجهود الجبارة التي يبذلنها من أجل أبنائهن بغض النظر عن مدى استيعاب الطفل. كما شكرت كرم كل من شارك في هذا الاحتفال وعلى رأسهم الشيخة شيخة العبدالله ومجموعة شباب الخير التطوعية على تعاونهم الكبير والملحوظ وسعيهم التام لرسم البسمة في نفوس المعاقين وأسرهم. كلمات شكر ومن الأمهات المكرَّمات قالت أم أماني «أنا سعيدة اليوم للغاية بهذا التكريم، فاليوم هو يوم كل أم، ولكن الاحتفال مع أمهات المعاقين اللواتي يعشن مثل تجربتي له طعم آخر». وشكرت كل من ساهم في نجاح هذا الحفل وعلى رأسهم والدة الجميع الشيخة شيخة العبدالله لوقوفها دائما إلى جانب ابنائها من المعاقين، ومركز الخرافي ومجموعة شباب الخير. أما مس دانية من مدرسة «دسمان 2» للاحتياجات الخاصة، فشكرت مركز الخرافي ومجموعة شباب الخير على تكريم المعلمات المختصات بتدريس المعاقين، مؤكدة أن جميع المعلمات يعتبرن المعاقين مثل ابنائهن ويتواصلن مع اسرهم بشكل مستمر من أجل الارتقاء بالطفل المعاق. وفي ختام الحفل، تم إحضار كعكة كبيرة ليجتمع عليها كل المتواجدين من اولياء الأمور وأبنائهم، مرددين كلمات من الأشعار والأغاني بمناسبة عيد الأم.