0 تعليق
611 المشاهدات

الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة فنانو الفطرة



[B]أحمد ناجي طفل ضعيف البصر. يرى القليل من الضوء فقط، كما أنه لا يميز من الألوان سوى الأحمر والأسود على سطح الورقة البيضاء. وعلى رغم ذلك لديه قناعة تامة أن إبداعه الأساسي هو في التعبير بالألوان، وليس العجائن أو التشكيل بالطين، كما هو معتاد في مثل حالته.

ناجي هو أحد المشاركين في ورشة العمل المقامة حالياً في «مركز سعد زغلول الثقافي» في القاهرة، والمخصصة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي ورشة عمل مستمرة على مدار العام في مجالات الرسم والتصوير والنحت والأعمال الخزفية. والورشة من نشاطات صالون الفن الخاص الذي يقام سنوياً في المكان نفسه، وتعنى بإبداعات الأطفال والشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة. وإيماناً بهذا الدور، يسعى القائمون على «مركز سعد زغلول الثقافي» في القاهرة إلى البحث عن المواهب الجادة بين الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال صالون الفن الخاص الذي احتفى هذا العام بدورته الثالثة على التوالي ويحتل جزءاً من جنبات المنزل الذي كان يعيش فيه الزعيم المصري سعد زغلول، والمواجه في الوقت نفسه لضريحه.

وتقام ورشة العمل بالتعاون مع جمعية «براح» للتدريبات الفنية، والتي تهدف في الأساس إلى إعادة الاعتبار للفن ودوره في تغيير المجتمع ورفع مستوى الوعي الاجتماعي للطفل من أجل الوصول إلى إنسان سوي متوائم مع محيطه ومجتمعه. وهي مهمة لا تأتي بنتيجة إلا من خلال عملية تراكمية، كما يقول القائمون على الجمعية.

تجربة العمل مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة تجربة مثمرة وبنّاءة بكل المقاييس، كما تقول العضو في جمعية «براح» الفنانة رشا سليمان، وتضيف: «بعد مقابلة بيني ومدير المركز، الفنان طارق مأمون، اتفقنا على تقديم ورش مختلفة من برامج «براح» الفنية، والتي تستهدف تحريك القدرات الإبداعية الكامنة لدى الأطفال، وتنميتها من خلال تنمية مهارات وقدرات ذهنية ومَلَكات خاصة». وتورد أمثلة على تلك الملكات من قبيل الملاحظة والتركيز والمقارنات والتفكير والنمو الانفعالي والتكيف والتوافق النفسي والابتكار والإبداع والعمل على زيادة الإحساس بعنصر الجمال في حياتهم ليصبح عنصراً أساسياً، واكتشاف خبرات جديدة، مع تصحيح الخبرات البالية أو الخاطئة. وتقول إن مفاجأة هذه المجموعة أتت من فئة الصم والبكم، «فخلال ساعات قليلة، اندمج المشاركون مع بعضهم البعض في شكل مثير للدهشة، وشعرت بأنني وسط عائلة واحدة. وقد استطاعوا جميعاً، وفي وقت قياسي، اكتساب القوة والثقة بالنفس، كما نما لديهم الخيال وطرق التعبير المختلفة، واستغنى الجميع عن فكرة التقليد».

ويرى رئيس لجنة التحكيم في صالون الفن الخاص، الدكتور أسامة حمزة زغلول، أنه على رغم أن الصالون يحمل طابعاً إنسانياً، إلا أنه في الوقت نفسه لا ينفصل عن طابعه الفني، «بل ويؤكد قدرة تلك الفئة على مخاطبة المجتمع بلغة أخرى، أكثر مرونة وبلاغة».

وشهدت الدورات الثلاث لصالون الفن الخاص، منذ انطلاقته في العام 2009، تنامياً ملحوظاً في عدد المشاركين، كما شهدت دورته الأخيرة وللمرة الأولى تخصيص جائزة خاصة للمعوقين ذهنياً.[/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0