[B]يشتمل التشخيص والفحص الطبي للمتخلفين عقلياً على جميع البيانات الطبية الوظيفية اللازمة للاستخدام في تقييم الحالة سواء ما يتعلق منها بالطفل ذاته أم بأسرته، ومن بينها التاريخ التطوري للحالة ( تاريخ الحمل وظروف فترة الحمل وأثناء عملية الولادة وما ترتب عليها من عيوب أو تشوهات أو مضاعفات، والأمراض و الحوادث والإصابات التي تعرض لها بعد الولادة وفي الطفولة المبكرة وآثارها على وظائف أعضاء الجسم ووظائف الحواس.. ) والحالة الصحية العامة الراهنة للطفل ومعدلات نموه الجسمي والعصبي والحسي ، ومدى كفاءة أجهزته العصبية والحركية والغددية، بالإضافة إلى اضطرابات الطفل النفسية والسلوكية وأساسها العضوي والبيئي ان وجد. كما تشمل الجوانب الطبية التاريخ الصحي لأسرة الطفل ومدى انتشار الأمراض الوراثية في العائلة ، و الحالة الصحية و الغذائية للأم أثناء فترة الحمل.
ومن المعروف في مجال التخلف العقلي إن الطبيب هو أول متخصص يتعامل مع الطفل ووالديه، وتشخيصه معترف به قانونا ويفيدنا في معرفة أسباب التخلف العقلي، لكنه لا يفيدنا في تحديد مستوى النمو العقلي، ولا في تحديد الاحتمالات المتوقعة للطفل في الحاضر و المستقبل، لعدة أسباب من أهمها:
(1) أنه لا يوجد معامل ارتباط جوهري بين المظاهر الجسمية و المظاهر السلوكية، فسلوك الإنسان لا يحدده عامل واحد، بل مجموعة عوامل جسمية و نفسية و اجتماعية.
(2) أن كل المعوقين جسمياً ليسوا متخلفين عقلياً ، وليس كل المتخلفين عقلياً معوقون جسمياً ؛ فالأعراض الجسمية قد تخدعنا في تشخيص التخلف العقلي، خاصة في المستويات البسيطة، التي يرجع تخلفها إلى عوامل ثقافية واجتماعية. فقد تبين أن معظم هذه الحالات لا تختلف كثيرا في نموها الجسمي عن أقرانها العاديين. ( كمال مرسي ، 1999 : 47) .
ويفيد الفحص الإشعاعي للجمجمة في كشف حالات الالتحام المبكر لعظام الجمجمة أو ما يطلق عليه تضيق القحف Croniostenosis ، وحالات الاستسقاء ، والتكلس داخل الجمجمة، كما يحدث في حالات داء المقوسات Toxoplasmosis والتصلب الحدبي Tuberous Sclerosis و الأورام الوعائية المخية Cerebral angiomatosis وكذلك فحص البول و الدم لاكتشاف اضطرابات التمثيل الغذائي مثل قياس نسب الفينيل آلانين في الدم و البول وحمض الهستيدين والهيموسستيين بالدم، وقياس الجلاكتوز في الدم، وقياس إفراز الغدة الدرقية. . . كما يمكن الآن عمل مزرعة للجينات الوراثية لمعرفة نوع الشذوذ الجيني الموجود.
ويجب قياس السمع دماغياً في حالات الاشتباه في وجود قصور سمعي ، وعمل تخطيط الدماغ الكهربائي في حالة وجود صرع.
وإذا لم يكن هناك تاريخ يشير إلى عيوب مخية ، ولم تكن هناك ملاحظات إكلينيكية تشير إلى مرض معين ، تجري الاختبارات الآتية على الترتيب:
(1) الفحص الإشعاعي للجمجمة.
(2) تحليل البول للكشف عن بقايا أيضية.
(3) حمض اليوريك في الدم.
(4) تحليل الجينات الوراثية.
وفي حالة المرضى الذين لديهم تخلف واضطراب انفعالي وسلوكي أولهم تفاعل ذاتوي دون نوبات صرعية ظاهرة كلينيكيا، يعمل لهم تخطيط الدماغ الكهربائي، أما التحليل الخلوي للصبغيات الوراثية فيجب إجراؤه في الحالات التي لها سمات إكلينيكية مميزة مثل زملة (متلازمة) داون.
وهناك اختبارات أخرى عندما يشك الطبيب في حدوث اضطرابات الأيض أو وجود مرض عصبي اشتدادي أو حالات عامة . وهذه الاختبارات هي:
(أ) الفحص الإشعاعي للعمود الفقري و العظام الطولية للطفل.
(ب) تحاليل أيضية محددة.
(ت) الفحص المقطعي باستخدام الكومبيوتر (C.A. T.).
(ث) تحاليل للكشف على بعض الإنزيمات المعنية بالاضطراب.
من كتاب – التقييم والتشخيص في التربية الخاصة
الأستاذ الدكتور عبد الرحمن سيد سليمان
الدكتور أشرف عبد الحميد
الدكتور إيهاب الببلاوي
[/B]