[B] « ما ذنبي إن كان في عائلتي طفل معاق»..
كانت هذه أول كلمات فتاة بعدما رفض أهل شاب خطبتها بسب وجود طفل ذوي احتياجات خاصة في أسرتها.
هذه الكلمات الموجعة والتي نطقتها بابتسامة صفراوية لم تخف الألم والظلم الذي تشعر به تقودنا للموروث الفكري ونظرة المجتمع للعائلة التي تضم ذوي احتياجات خاصة لتطرح تساؤلات كثيرة نفسها : إلى متى تبقى النظرة السائدة للطفل ذوي الاحتياجات الخاصة نظرة الخوف والحيطة والحذر الممزوجة بالشفقة والعطف في ظل تقدم وسائل العلم والتكنولوجيا؟ إلا تكفي هذه الوسائل لتمحي الفكر القديم بان الاعاقة متوارثة؟.
لماذا لا تقتصر المعاناة على الطفل المعاق وإنما تتعداها الى عائلته وتعامل المجتمع ورفض الأغلب الاقتران بأحد أفرادها او حتى ان تربطهم علاقة صداقة؟.
« الدستور» التقت عائلة عانت من مجتمعها والمحيطين بها لان احد أبنائها يعاني من متلازمة داون ويبلغ من العمر (10) سنوات إذا تقول والدة الطفل ان الجيران المحيطين بي يتعاملون معي بنوع من الشفقة ولا يمنعهم وجودي في المكان من الحديث عن ابني كأنه من عالم أخر ويبدأوون بهالة من الاسئله المزعجة.
وتضيف: لم يقتصر الأمر على ذلك بل تعداه الى شقيقه الشاب الذي لم يجد عائلة تقبل بتزويجه ابنتهم اذا يتم رفضه عندما يعلمون بحاله أخيه.
ويقول والد طفلة تبلغ من العمر (6) سنوات و تعاني من التوحد ان المجتمع المحيط سبب الكثير من الإزعاج لابنتي حتى إني فضلت البقاء في البيت ليس عيبا بها فانا أراها ذكية وذات قدرات كبيرة فإعاقتها ليست ذنبها وهذه أرادة رب العالمين التي لا اعتراض عليها بل أجد المذنب بذلك الناس ونظرتهم لها.
وأشار دكتور علم الاجتماع بجامعة اليرموك منير كرادشه إلى وجود مخاوف كبيرة جدا ملازمة للعائلات التي يولد بها طفل (معاق) من ان الزواج من احد أفرادها قد يعيد إنتاج الإعاقة مره أخرى مما يخلق العديد من المحاذير الاجتماعية،مشيرا الى ان الامر لا يتوقف على ذلك بل يتعداه الى الخوف والحذر من التعامل وحتى إنشاء الصداقات والعلاقات الاجتماعية مع هذه الأسر حتى تصل الى ما نسميه «الوصمة الاجتماعية».
واكد كرادشه انه يجب ان يعي المجتمع ان بنظرته السلبية قد يزيد من انعزال الطفل المعاق وممكن ان يصل هذا الانعزال الى جميع أفراد الأسرة فيلحق المجتمع اذية واثرا نفسيا كبيرا بهم ليصيب الأغلب منهم إشكالات نفسية تؤدي الى حالة من «الإقصاء الاجتماعي « ليصبح أفراد هذه الأسرة عالة على المجتمع غير قادرين على بناء الوطن.
وحسب كرادشة يكمن الحل بتوعية أفراد المجتمع بالآثار النفسية المدمرة التي تخلقها سلوكياتهم تجاه أسرة الطفل المعاق.
وقالت مديرة مركز الأوج للتوحد رولا بطاينة عندما تم إنشاء المركز واجهنا صعوبات جمة من أهل المنطقة واغلبهم للأسف من المتعلمين والمثقفين الذين رفضوا الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم فالنظرة السلبية المسلطة على هذه الفئة وأسرهم أوجدت كثيرا من الصعوبات والعراقيل التي أثرت على إنشاء المركز ليتأخر افتتاحه (7) أشهر.
وتمنت بطاينة من كل أسرة في مجتمعنا الأردني تفهم هؤلاء الأطفال وأسرهم وألا تزيد معاناتهم وطالبت بتغيير النظرة الحالية وان تشجع العائلات التي تخلو من هذه الإعاقات أبناءهم لإنشاء صداقات مع ذوي الاحتياجات الخاصة حتى تتحقق سياسة «الدمج» التي ننادي بها في مجتمعنا.
[/B]