[B]قرار دمج الطلبة المعاقين الذي اتخذته وزارة التربية والتعليم وبدأت بتطبيقه في عدد من المدارس على مستوى المناطق التعليمية، جاء بعد دراسة مستفيضة من ذوي الاختصاص واقتناع تام بضرورة دمج هذه الفئة، ففي مدرسة أم خلاد للتعليم الأساسي في عجمان تؤمن علياء حمد مديرة المدرسة بفكرة الدمج لأنها تحقق مبدأ تربويا مهما يتفق ومبادئ الرعاية المتكاملة لهذه الفئة.
حيث ان للدمج آثارا ايجابية على شخصية الطالب من ذوي الاحتياجات الخاصة نفسه وأقرانه من الطلبة الأسوياء، فهو يشعر بأنه عضو فاعل في المجتمع له حقوق وعليه واجبات، كما يشعر بالألفة وينمي مهارات التواصل التي قد تكون قاصرة لديه، كما أن للدمج آثارا ايجابية على الطلبة الأسوياء؛ حيث ينمي فيهم المشاركة ويحثهم على تفهم احتياجات الآخرين والتواصل معهم وتفهم احتياجاتهم كل حسب حالته.
التأهيل الشامل
وقالت علياء حمد: «إن التأهيل لا يعني تهيئة المبنى المدرسي فقط، وإنما الأهم في هذه المعادلة الصعبة هو تأهيل العاملين الذين سيتعاملون بشكل مباشر مع هذه الفئة من الطلبة» ، مؤكدة أهمية خلق حالة من الانسجام بين ذوي الاحتياجات الخاصة مع أقرانهم في المدارس العادية عبر التمهيد وتوضيح طبيعة الحالات لهم، وان يتخذ ذلك شكل قرارات رسمية.
موضحة: «وبالنظر إلى واقع التجربة في المدرسة التي احتضنت هذا العام 5 طالبات صنفت إعاقتهن بالمتوسطة لأنها تندرج بين الإعاقة الحركية والبصرية وبطء التعلم فإنه من الممكن القول ان الطالبات حققن تقدما ملحوظا في مستوى التحصيل، اضافة الى التغيرات على الصعيد الشخصي والقدرة على التواصل والانخراط مع المجتمع بصورة طبيعية للغاية».
مؤكدة أنها على قناعة بأنه من الممكن دمج أصحاب الإعاقات البسيطة ضمن المدارس العادية في فصول التربية الخاصة وتقديم الخدمات من غرف المصادر، والأهم من ذلك هو الرغبة الحقيقية لدى المدرسة والإيمان بقدرات هذه الفئة وحقها بالتواجد كأفراد فاعلة في مجتمعاتهم وليس إقصاؤهم والتعامل معهم على أنهم معيقون للتقدم والتنمية.
مزايا التجربة
ولمتابعة نتائج التجربة والوقوف على مزاياها التي تحققت، ترى مديرة المدرسة أن مؤسسات المجتمع المحيط تلعب دورا محوريا في انجاح مشروع التربية الرامي إلى دمج ذوي الاحتياجات الخاصة، مدللة في قولها على الدعم الذي تحظى به المدرسة من مؤسسة زايد للأعمال الإنسانية التي لم تتوان عن توفير الكتب الدراسية للطالبة سلامة المطروشي التي تعاني ضعفا شديدا في الرؤية، فقاموا بتكبير المناهج لها وكذلك الأوراق الامتحانية، وكانوا قد وفروا لها قبيل تجهيز الكتب الدراسية مكبرا يمكنها من الرؤية.
وذكرت أن سياسة وزارة التربية وقرارها في الدمج وتعليماتها بالتعاطي مع هذه الفئة بمرونة وتوفير كافة الاحتياجات لها يعتبر خطوة تنم عن وعي، مشيرة إلى ضرورة تقبل المعاق وعدم عزله، خاصة في المرحلة الدراسية، لأن المدرسة أهم مجتمع في حياة الفرد. وذكرت أن المدرسة تبذل جهودا مضاعفة مع الطالبات الخمس، كما وفرت لهن دورة مياه بمواصفات خاصة، إلى جانب توفير الوسائل التعليمية والأجهزة حتى يتمكنّ من مجاراة زميلاتهن.
واكدت مع نهاية العام أن المدرسة استطاعت بكوادرها التي عملت بشكل متواصل وبجهد مضاعف الخروج بهذه الفئة من العزلة والانفراد إلى عالم أرحب، مشيرة إلى أن الطالبات نشطات اجتماعيا ومشاركات في مختلف الأنشطة والفعاليات ويتم التعامل معهن كزميلاتهن دون أية تفرقة، لافتة إلى أن لدى ادارة المدرسة النية في تطوير الأداء أكثر وأكثر استنادا إلى خبرتهن، ومن خلال زيادة كفاءة الهيئة التدريسية بالورش والدورات التدريبية المتخصصة في رعاية هذه الفئة.
وقالت: ارتبطنا وجدانياً مع الطالبات، فسلامة المطروشي مثلاً والتي تعاني ضعفا حادا في الرؤية طالبة ذكية مرحة ترفض أن يتم التعامل معها على أنها من ذوي الاحتياجات الخاصة معتدة بنفسها، وتحرص على المشاركة في جميع الأنشطة التي تنفذها المدرسة من موسيقى وحاسوب، وهي على درجة عالية من الأدب إذ أنها من ترعرعت في كنف أسرة ربتها على القيم والأخلاق، مشيدة في هذا السياق بدور أهالي الطالبات وتفهمهن وتعاملهن الراقي والواعي مع الطالبات.
اما عن الطالبات الأخريات وعددهن أربع فمشكلتهن إعاقات عقلية بسيطة وواحدة لديها ضعف في النطق، وقد نجحن جميعهن في تكوين علاقات مع زميلاتهن والانخراط بصورة سلسة، لافتة إلى انه رغم الجهد الكبير والرعاية الصحية الخاصة فإن الإقبال على مساعدة هذه الفئة يشكل لدينا هاجسا كبيرا وشغفا نحو تحقيق الفائدة لهن.
الدمج المجتمعي
وذكرت أن الدمج في المدرسة يتعدى البعد التعليمي؛ إذ نحرص على دمجهن مجتمعيا من خلال فعاليات تنفذ خارج أسوار المدرسة. وأضافت أن الطالبات وهن آمنة يوسف الشعالي وشيخة حميد المهيري وعلياء راشد وعفراء عادل نماذج مضيئة في المدرسة، تستحق كل واحدة منهن جائزة على تميزها وانتصارها على الإعاقة بإرادة وإيمان قوي يدعمه وعي اسري وتعاون من المدرسة ووزارة التربية.
واختتمت حديثها بالقول: «مع نهاية عام دراسي أرى أن أكثر العقبات التي تواجه الدمج في المدارس رغم القرار الوزاري الملزم هي قلة الوعي المجتمعي بالإعاقات و بأهمية الرسالة التربوية التي تقدم للمعاقين، وشددت على حق ذوي الاحتياجات الخاصة بالتعليم وإيجاد تشريع خاص بالد[/B]