0 تعليق
542 المشاهدات

عبد الرحمن يتحدى إعاقته ويحصل على 77 بالمائة في الثاني عشر



[B]

تمكن الطالب عبد الرحمن سيف البارش، الذي يعاني إعاقة سمعية، من قهر ظروفه ومواصلة مشواره الدراسي، حيث حصل على مجموع 77% في امتحان الصف الثاني عشر لهذا العام من مدرسة الرمس برأس الخيمة، ما يفتح باب الأمل أمام الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة لدمجهم في مدارس وزارة التربية والتعليم ليواصلوا مشوارهم الدراسي الجامعي.

وقالت والدة عبد الرحمن، إن بوادر الإعاقة السمعية ظهرت على ابنها الذي ولد طبيعياً، عندما كان في الرابعة من عمره، حيث تم اكتشاف إعاقته بعد عامين من التردد على الأطباء، الذين اكتشفوا المرض بعد عمليات سحب المياه من داخل الأذن وزرع أنابيب فيها، لتبدأ بعدها رحلة البحث عن الأمل في مركز المعاقين برأس الخيمة الذي قضى فيه عامين في مدرسة تربية خاصة، قبل أن ينتقل إلى مدارس التربية وحتى حصوله على الثانوية العامة.

وأضافت أنها لازمت ابنها منذ التحاقه بالصف الأول الابتدائي وحتى حصوله على الثانوية، حيث تولت تدريبه على المذاكرة ومراجعة الدروس والتواصل مع معلميه والأخصائيين الذين تولوا تدريبه على التواصل السمعي.

وقالت: “على مدى 12 عاماً لازمت ابني الذي لم يكن بإمكانه مواصلة دروسه دون مساعدة مني، وكنت أتواصل مع معلميه يومياً، وأشرح له كل الدروس، فضلاً عن الاستعانة بمدرسين خصوصيين لشرح ما يصعب علي توضيحه له”.

وأشارت أم عبد الرحمن، إلى أن ابنتها الأخرى التي تبلغ من العمر 8 سنوات تعاني نفس المرض الذي نتج عن زواج الأقارب، حيث إنها متزوجة من ابن عمها، لافتة إلى أن هناك أقارب في العائلة يعانون أمراضاً وراثية شبيهة، الأمر الذي يعني أن المرض وراثي.

وأضافت: “كانت هناك لحظات إحباط كثيرة نتيجة لثقل المهمة الملقاة على عاتقي، حيث تمنع ظروف العمل والد عبد الرحمن من متابعته لأنه يعمل خارج الإمارة ولا يعود إليها إلا بين فترة وأخرى”.

وأشارت إلى أن مشوارها مع ابنها كان يستوجب البقاء معه على مدى ساعات النهار، سواء للتحصيل الدراسي أو لتعليمه مهارات حياتية أخرى، ثم بعد ذلك لدمجه في المجتمع وتمكينه من تكوين صداقات في محيطه.

وأكدت أن عبد الرحمن اندمج بشكل كامل في المجتمع بسهولة، وكون صداقات متعددة من خارج محيط الأسرة، وبات قادراً على الخروج مع أصدقائه إلى أماكن خارج الإمارة، مشيرة إلى أنها بدأت إجراءات استخراج رخصة قيادة له تمهيداً لشراء سيارة خاصة به.

بدوره قال عبد الرحمن، إنه كان ينوي استكمال دراسته الجامعية، لكنه لا يستطيع العيش بعيداً عن أسرته، الأمر الذي دفعه إلى تأجيل حلم مواصلة المشوار الدراسي لوقت لاحق، واللجوء لمركز تأهيل المعاقين التابع لوزارة الداخلية، ليتمكن من المساهمة في نفقات أسرته.

وقال سعيد شقيق عبدالرحمن، إن الأسرة رفضت إلحاق شقيقته التي تعاني الحالة نفسها وتبلغ من العمر 8 سنوات، بمدرسة خاصة أو مركز للمعاقين، وهو ما ساهم بشكل كبير في تقدم حالتها.

ونصح سعيد أولياء أمور الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة بدمجهم في مراحل سنية معينة في المدارس العادية، وتأهيل المدرسين للتعامل مع هذه الحالات، حيث أثبتت الدراسات أن وجود الطفل الذي يعاني إعاقة معينة في مجتمع الأصحاء يؤثر عليه إيجاباً.

من جانبه، قال ياسر سعيد مدير مركز “أبنائنا” لعلاج عيوب النطق والكلام الذي تابع حالة عبد الرحمن منذ اكتشاف إعاقته وحتى الآن، إن ما حققته أسرة عبد الرحمن يعتبر إنجازاً كبيراً، لأنها تفهمت إعاقة ابنها، وساهمت بدور كبير في وصوله إلى المستوى الذي مكنه من مواصلة دراسته والنجاح بمعدل يؤهله لاستكمال الدراسة الجامعية في حال أتيحت له الظروف المناسبة.[/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0