[B]دفع غياب الاختصاصيين في معالجة مرض التوحّد، وارتفاع كُلفة العلاج في المراكز الخاصة، ثلاث أمهات إلى إطلاق شبكة للتضامن، من أجل مساعدة أبنائهن المصابين. وتمكّن من الحصول على موافقة وزارة الشؤون
الاجتماعية لتأسيس أول جمعية للتوحّد في الدولة، بعد أن وصل عدد المشاركات من أمهات المتوحّدين والاختصاصيين، في الشبكة التي أطلقنها عبر جهاز «بلاك بيري» في وقت سابق، تحت اسم «طموح»، إلى 248 مشاركاً، وهي تعد أول شبكة خليجية من نوعها.
وأعلنت المواطنات الثلاث اعتزامهن تأسيس مركز متطوّر لعلاج التوحّد في الدولة، بإسهامات شركات وفعاليات وطنية، بهدف مساعدة الأطفال المتوحّدين وأمهاتهم على معاناتهم اليومية، لاسيما مع ضعف وقلة المراكز الموجودة للتعامل مع مثل هذه الحالات، مشيرين إلى أن «طموح» تهدف إلى تبادل الخبرات في مجال إعاقة التوحّد، ومساعدة الأمهات على تجاوز الارتباك الشديد الذي يصيب الأسرة، لدى علمها بأن لديها ابناً متوحّداً.
وقالت (أم راشد)، إحدى المؤسسات، إنها صُدمت بوجود قائمة طويلة من المتوحّدين في انتظار دورهم للعلاج في المراكز الحكومية، وحين علمت بأن كُلفة العلاج في المراكز الخاصة تصل في بعض الحالات إلى مليون درهم سنوياً، قالت إن هذه المبالغ مرتفعة للغاية، ولا تقوى الغالبية العظمى من الأسر التي لديها متوحدون على توفيرها.
وروت (أم موزة)، إحدى المواطنات المؤسسات معاناتها بسبب ضعف الخبرات الخاصة بالتوحّد في الدولة، إذ بدأت في إجراء فحوص لابنتها منذ كان عمرها سبعة أشهر، بسبب إصابتها بما يوصف طبياً بـ«اختلاجات»، وانعزالها عن محيطها، وعدم تفاعلها مع من حولها، إذ تم تشخيص الانعزال بضعف السمع، و«الاختلاجات» بألم في الأمعاء، في حين استخلص مركز الشارقة للخدمات الإنسانية بعد الفحص والتشخيص أنها تعاني صرعاً، أما مستشفى الوصل فتوصل إلى وجود «سمات توحّد».
وقالت إنها كانت ترتبك، ولا تعرف كيف تتصرف عند صراخ ابنتها بصوت مرتفع في المراكز التجارية، إضافة إلى تصرفات أخرى كانت تضطر إلى تبريرها أمام الآخـرين، بسبب قلة وعيهم ومعرفتهم بسمات الأطفال المتوحّدين.
وأشارت (أم موزة) إلى صدمتها، عند تشخيص حالة ابنتها البكر بـ«التوحّد»، خصوصاً أنها كانت حديثة العهد بالأمومة، وزادها ارتباكاً عدم وجود جهات اختصاصية فاعلة، إضافة إلى ضعف مراكز رعاية المتوحّدين وقلتها، ما دفعها وزميلتيها إلى إطلاق شبكة عن طريق جهاز «بلاك بيري»، ما لبثت أن استقطبت أمهات تجاوز عددهن الـ،200 يعانين المشكلة نفسها.
واعتبرت (أم موزة) انضمام أمهات كثيرات إلى المجموعة واللجوء إلى أعضائها للاستفسار عن طرق متابعة، أو علاج أبنائهن المصابين، يؤكد غياب الجهة الفاعلة في مجال التوحّد، والتي بإمكانها لعب هذا الدور، لافتة إلى أن مراكز التوحّد في الدولة لديها طابور طويل من قوائم الانتظار، إضافة إلى كلفتها المرتفعة. ودعت (أم موزة) أمهات المتوحّدين إلى المشاركة في الجمعية، التي من المنتظر إطلاقها رسمياً قريباً، بعد تحديد مقرها والأعضاء الأساسيين فيها. كما دعت الجهات الداعمة والخيرية إلى الإسهام في تبرعاتها لتأسيس المركز، مشيرة إلى أهميته البالغة في ظل عدم وجود بدائل.
إلى ذلك، أشارت (أم محمد)، وهي ثالثة الأمهات المؤسسات للشبكة، إلى صعوبات تواجه ذوي الإعاقة في دمجهم بالمجتمع، مشيرة إلى رفض النوادي الصيفية تسجيلهم، على الرغم من مشاركتهم في أنشطة هذه النوادي من خلال مراكز التأهيل، مستغربة استعداد القطاع الخاص لاستقبال معاقين، ورفضهم في المراكز الحكومية.
واعتبرت أن المشكلة تحل بتوعية المجتمع بفئة المتوحّدين للتعرف إلى طبيعة معاناتهم وطرق التعامل معهم، ومراعاة تصرفاتهم المختلفة عن تصرفات الأسوياء.[/B]