[B]حمض الفوليك .. والصلب المشقوق
الدكتور بدر بن فارس الحمد النصيري
تعد الوقاية من الإعاقة من أولويات التربية الخاصة , وهي جزء من التدخل المبكر, والوقاية من الإعاقة لها مستويات ثلاث, والهدف من الوقاية في المستوى الأول هو الحيلولة دون حدوث الاعتلال أو الضعف, وخفض نسبة الإصابة في المجتمع من خلال إزالة المخاطر البيئية والتطعيم ضد الأمراض وتوعية الجماهير والتخطيط لمرحلة ما قبل الزواج وما قبل الحمل.
وتعد الحملات الوطنية السنوية في المملكة العربية السعودية للتوعية هي من المستوى الأول, والتي تهدف إلى التعريف بأهمية حمض الفوليك (Folic Acid) تحت شعار (حبة وقاية خير من دهر علاج) والتي تبنتها المجموعة السعودية لدعم مرض الصلب المشقوق, بعد أن أثبتت التجارب العلمية أنه ذو جدوى وفاعلية للحد من الإصابة بالصلب المشقوق.
والصلب المشقوق هو شق يحدث في أسفل الظهر نتيجة لعدم التحام جانبي العمود الفقري وغالبا ما يؤدي إلى شلل أو ضعف شديد في الأطراف السفلية, كما أنه قد يؤدي إلى صعوبة في التحكم في خروج البول والغائط أجلكم الله, وهذه إحدى المشكلات التي تؤدي بدورها إلى إحدى فئات التربية الخاصة وهي الإعاقة الحركية.
وينقسم الصلب المشقوق إلى ثلاثة أقسام:
– العمود الفقري المفتوح غير الظاهر: وهذا النوع لا ينجم عنه أي مضاعفات.
– الكيس السحائي: ويتشكل فيه كيس خارج الظهر ويكون الحبل الشوكي طبيعيا.
– الكيس السحائي الشوكي: وفيه يبرز جزء من الحبل الشوكي والأعصاب خارج الفتحة وهو الأكثر خطورة.
ويعتبر حمض الفوليك أحد أنواع فيتامين B9 ويعد من الفيتامينات المهمة لجسم الإنسان ونقصانه من شأنه أن يحدث مشكلة لا تقتصر فقط على الصلب المشقوق وإنما يمكن أن تمتد لأبعد من ذلك لتطال ما يعرف بالشفة الارنبية (شق الشفاه) وهي التي بدورها تؤثر على عملية النطق, وشق الحنك, ومتلازمة داون (المنغولية) وهي أحد أنواع العجز الذهني (الإعاقة العقلية) بالإضافة إلى مشاكل أخرى متنوعة مثل مشاكل القلب (ثقب القلب) والكلى الخلقية وفقر الدم.
وتعد نسبة الإصابة بهذا المرض (الصلب المشقوق) من 1-2 لكل ألف حالة ولادة تقريبا, وهذا يعني أن ما يقارب (500) حالة ولادة سنوياً لدينا في المملكة العربية السعودية تولد بالصلب المشقوق, وثلاث حالات مختلفة لكل 100 حالة ولادة.
وقد أثبتت التجارب العلمية أهمية حمض الفوليك في تخفيض نسبة الإعاقة من خلال تقليل حدوث حالات الصلب المشقوق إلى 70%
ولهذا السبب قامت العديد من الدول المتقدمة مثل أمريكا وكندا وبريطانيا وغيرها من الدول باستنفار عام لتوعية شعوبها في كيفية تفادي حدوث هذه الحالات من خلال تناول حمض الفوليك.
لذلك لابد أن تهتم الزوجات المقبلات على الإنجاب بتناول الأطعمة التي تحتوي على حمض الفوليك مثل الفاصوليا والطماطم والسبانخ والبروكلي وبعض أنواع الفواكه مثل البرتقال والتوت وجوز الهند واللحوم وخاصة الكبد وسمك الساردين, بالإضافة إلى العدس والفول والبندق.
إلا أن كمية حمض الفوليك الموجودة في الأطعمة لا تكفي بسبب سرعة تلف حمض الفوليك أثناء عملية الطهي, والسبب الآخر سوء العادات الغذائية لدينا, وبناء على ذلك ننصح الزوجات المقبلات على الإنجاب بضرورة تناول أقراص حمض الفوليك منذ شروعهن بالتفكير بعملية الإنجاب أي قبل الحمل على الأقل بشهر والاستمرار على تناوله خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل, لأن أغلب النساء لا يعلمن بحملهن إلا بعد شهر تقريبا أو أكثر من ذلك, والتشوهات تحدث في الأربع الأسابيع الأولى من الحمل وهذا يعني حدوث التشوه ربما قبل أن تكتشف الأم حملها.
خصوصاً وأن الطب أكد عدم وجود أضرار من تناول حمض الفوليك, ومع كل ذلك نقول أنه على الزوجات المقبلات على الإنجاب استشارة الطبيب المختص والتواصل معه بشكل مستمر للعناية بها وبجنينها, حفاظا على سلامة أطفالنا.
مستشار تعليمي_ الادارة العامة للتربية والتعليم بالجوف[/B]