[B]
تعد جمعية رعاية الاطفال المصابين بالشلل الدماغي بدير الزور التي تعمل على تأهيل الأطفال المصابين بالشلل الدماغي مثالاً حياًً على انتشار ثقافة التطوع وأهميتها في تنمية المجتمع حيث تشارك في إنجاح عمل الجمعية العديد من الكوادر الطبية والتمريضية المتطوعة إضافة إلى الجمعيات الخيرية في المحافظة.
وتحدث الدكتور مصطفى الرداوي رئيس الجمعية عن الجهود التي تبذلها الجمعية في مجال تنمية العمل التطوعي من أجل الارتقاء بالخدمات والبرامج العلاجية المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة وتحسين مهارات التواصل لدى الكادر التمريضي في هذا المجال من خلال الدورات التدريبية وورش العمل التي تتم بشكل دوري ومستمر وتقديم كل التسهيلات والدعم للأطفال المعاقين بغية دمجهم في المجتمع حيث ترعى الجمعية صحياً أكثر من ألف طفل.
وأوضح الرداوي ان الجمعية تعمل على إعادة تأهيل الأطفال من ذوي الإعاقة لإشراكهم مستقبلاً في الحياة الاجتماعية والاقتصادية عبر تفعيل الزيارات الميدانية والإسهام في الكشف المبكر عن مرضهم حيث يتم استقبال الأطفال من ذوي الإعاقة وعرضهم على لجنة التقييم المبدئي لتحديد وضع كل طفل والتعرف على حالته ودراسة الوسائل والاحتياجات اللازمة لمعالجته.
ويبين الرداوي أهمية عمل الجمعية من خلال الاهتمام بالكشف المبكر عن مرض الشلل الدماغي والعلامات المبكرة المنذرة بالإصابة به عند الرضع وأساليب مراقبة نمو الطفل المصاب به لسهولة حدوث تطور لدى الطفل المصاب أكثر من الكبار لافتاً إلى أن التأخر في المعالجة يؤدي إلى تفاقم الاعاقة وهذا ما تعمل الجمعية على تلافيه.
بدورها تؤكد هيفاء العلوني عضو الجمعية والأخصائية في التأهيل أهمية مرحلة التدريب والتأهيل التي تتم بعد مرحلة التشخيص والتي تركز على تعديل سلوك الطفل بهدف التخلص من السلوك غير المرغوب فيه إضافة إلى تدريبه على زيادة الانتباه والتركيز ومحاولة دمجه في المجتمع لافتة الى دور الجمعية في استقطاب الشباب المتطوعين ونشر روح العمل التطوعي في المجتمع من خلال تعزيز التعاون المشترك بين أعضاء الجمعية والجهات الرسمية والمجتمع الأهلي وجمعية آمال للمعوقين.
من جانبه بين المعالج الفيزيائي معاوية شباط عضو الجمعية أهمية المعالجة الفيزيائية والوظيفية للطفل المصاب حيث يتم تقييم الطفل تقييما شاملا لتحديد نوع الاصابة والتخطيط للبرنامج العلاجي ضمن تقرير كامل ومفصل عن الطفل لوضع خطة العلاج المباشرة بشكل جلسات ومواعيد منسقة كي يأخذ كل طفل الوقت الكافي للعلاج وتحديد احتياجاته من الاجهزة المساعدة حسب حالته للمساعدة في اداء الخطة العلاجية ويتم توزيع الاجهزة المساعدة مجانا الكراسي واجهزة وقوف وجبائر وتعليم عناصر الجمعية على صناعة بعض المستلزمات البسيطة محليا.
من جهتها لفتت رحاب شهاب أمينة سر الجمعية الى أهمية النشاطات والفعاليات الاجتماعية المشتركة التي تقوم بها الجمعية للأطفال الأصحاء وذوي الإعاقة لتعزيز التفاعل بينهم ومع المحيط الخارجي مبينة أن الجمعية نظمت العديد من المعارض اليدوية والفعاليات المسرحية والاعمال الخيرية والحفلات التطوعية بمشاركة الأهالي لتنفيذ البرنامج التربوي الخاص بكل طفل كما تقدم الجمعية للأهل تدريبات نظرية وعملية عن كيفية التعامل مع أطفالهم في المنزل وتعمل على إيجاد اختصاصيين تربويين مرافقين للأطفال في المدارس والرياض بعد تأهيلهم للانخراط في العملية التربوية.
يشار إلى أن جمعية الشلل الدماغي بدير الزور أحدثت عام 1984 والهدف من انشائها تقديم الخدمات الطبية للأطفال المصابين بالشلل الدماغي في الرقة والحسكة ودير الزور وتستضيف سنويا وفدا طبيا سويديا لإجراء الكشف الطبي على بعض الحالات المرضية وتبادل الخبرات وتدريب الكوادر الوطنية واطلاعهم على أحدث التقانات والتطورات العلمية في هذا المجال. [/B]