[B]
فرشت المكان فرحة وأملا، بسطت يدها لتستقبل عيونا صغيرة، تطلعاتها تمتد في المستقبل، تحركها أحلامها لتكون على ساحة الحياة، بشغف انطلقوا يحررون أنفسهم من القيود الجسدية والنفسية، على بساط أخضر نثرت عليه تلاوين من الألعاب والمأكولات والحلويات، والمشروبات، وغيرها كثير على أرض “نادي الغزال للجولف” بأبوظبي، حيث نظمت شركة أبوظبي للمطارات (أداك) حفلا بمناسبة “حق الليلة”، التزاماً منها بتعزيز المسؤولية الاجتماعية للشركات، لفائدة الأيتام من مركز دار زايد للرعاية الأسرية، وللأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من “مركز العين للرعاية والتأهيل”.
اتسع “نادي الغزال للجولف” ليشمل هذه الشريحة من المجتمع، وضيوفا آخرين، وبسط لهم كل أنواع الترفيه، حيث شمل الحدث مجموعة واسعة من الأنشطة الترفيهية مع الهدايا والألعاب والوجبات الخفيفة للأطفال. وانطلق الحفل على صوت الشاعر والممثل علي التميمي منشط الأمسية، الذي أسعد الأطفال بحديثه عن حق الليلة وقرّب هذه المناسبة للصغار الذين انخرطوا في روحانية هذه المناسبة، واستطاع انتزاع الابتسامة من أفواههم.
في هذا الصدد، يقول علي التميمي “احتفالية “حق الليلة” تقام سنويا في العديد من البلدان العربية في 15 شعبان، وهو الشهر الثامن في التقويم الهجري الإسلامي، وذلك احتفالاً بقرب حلول شهر رمضان المبارك مع العائلة والأطفال، وفيها تزين المنازل، ويقوم الأطفال بارتداء الأزياء التقليدية الجميلة، ويحملون حقائب مملوءة بالحلوى والمكسرات، ويتجولون داخل حيهم، مرددين أغان تحض أصحاب البيوت على تقديم الحلوى لهم”. ويضيف “حاولت تقريب الأطفال والحضور بشكل عام من هذه المناسبة الروحانية، وبانسيابية كبيرة أسهم الصغار وتفاعلوا مع الأغاني التي أرددها، من قبيل “اعطونا حق الليلة البنت تلبس الشيلة”؛ فالسعادة كانت بادية على وجوههم، وتفاءلوا كثيرا مع ما أقدمه”. ويشير التميمي إلى أن مثل هذه الاحتفالات تعزز القيم الإسلامية في نفوس الصغار، وتقربهم من الموروث الثقافي لبلدهم ولحضارته، موضحا أن عادات وتقاليد الإمارات وعمان متشابهة جدا إلى درجة التطابق فيما يخص الاحتفال بهذه الليلة، بينما يختلف في كل من الكويت وقطر والسعودية والبحرين، بحيث يحتفلون في نصف رمضان، بما يسمى بـ”القيرقعان”. ويؤكد أن حق الليلة من احتفالات الحضر وليس من طقوس أهل البادية، كما يوضح أنه احتفال للترحيب بالشهر الكريم، فحواه الحث على الخير والإيثار.
مسؤولية اجتماعية
من جهتها، تقول ساندرا عناني، مدير أول المسؤولية المؤسسية والعلاقات الدولية بشركة أبوظبي للمطارات، إن هذا النشاط يندرج ضمن أنشطة كثيرة تقوم بها شركة أبوظبي للمطارات لفائدة الكثير من الجهات مبرمجة حسب أجندة المناسبات الدينية والوطنية، ناهيك عن برامج خيرية تشكل دعما لبعض المؤسسات في المجتمع. وتتابع “بالإضافة إلى الدور الأساسي لشركة أبوظبي للمطارات، وما تقدمه من خدمات، فإنها ترغب في أن يكون مطار أبوظبي من أحسن المطارات في العالم، وهو يرغب في الانفتاح على المجتمع، من خلال الإسهام في الأنشطة الثقافية والتراثية، وانطلاقا من مسؤوليتنا الاجتماعية، ومن حرصنا على المحافظة على التراث فإننا قررنا القيام باحتفال خاص بمناسبة النصف من شعبان “حق الليلة” لفائدة الأيتام من مركز دار زايد للرعاية الأسرية، ومركز العين للرعاية والتأهيل”.
وتضيف عناني “وفرت شركة أبوظبي للمطارات للحدث كل ما يلزم، بحيث بسطنا العديد من الألعاب الترفيهية على أرض نادي الغزال للجولف، ونصبنا بيت الشعر حيث تقدم فنون الحناء للفتيات والنساء، بالإضافة إلى “بوفيه” مفتوح لتقديم الأكلات الشعبية، من هريس وبرياني ولقيمات، إلى جانب المشروبات والعصائر. بالإضافة إلى توفير ممرضات في المكان تحسبا لأي طارئ”. وتوضح “لإضفاء البهجة على الحفل اعتمدنا على شخصيات “ماجد”، ووزعت أقلام التلوين، والرسومات على الأطفال لتلوينها، بالإضافة إلى باقة كبيرة من الأنشطة الترفيهية كفقرة الساحر والبهلوان، وركوب الجمال والخيول الصغيرة”.
رعاية إنسانية
تقول حنان راشد، أم بديلة لسبعة أطفال أكبرهم في الحادية عشرة من عمره، وأصغرهم يبلغ عامين ونصف يعيشون في دار زايد للرعاية الأسرية، إنه توجهت لهم الدعوة للمشاركة في هذه المناسبة، ولبوها، بكل سعادة لمنح الأطفال فرصة لتلاقي أقرانهم وللترفيه عنهم في جو عائلي. وتضيف “دار زايد للرعاية الأسرية مؤسسة حكومية مستقلة تحرص دائماً على بذل أقصى جهودها لتقديم الخدمات الاجتماعية والإنسانية بطريقة فعالة، وتعتبر الدار إحدى المؤسسات التابعة لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، وتهدف الدار إلى توفير الرعاية للأطفال الفاقدي الرعاية الأسرية، والذين حالت ظروفهم دون أن يعيشوا في ظل حياة أسرية طبيعية”.
وتوضح “حضرت برفقة أبنائي للاحتفال لمنحهم السعادة، ولتقريبهم من تراث بلدهم”، مشيرة إلى أنها مسؤولة عن أبنائها مسؤولية كاملة، وتشعر أنها أمهم فعلا، فهي تخاف عليهم، وتدرسهم وترعاهم وتطبخ لهم. وتضيف “رفضت الزواج من أجل أبنائي، وأنا سعيدة جدا بالتواجد بينهم، إذ أشملهم برعايتي، وأحاول أن أكون بجانبهم قدر المستطاع”. وتتابع راشد “نعيش في جو أسري، أطبخ لهم ما يحبون، بحيث أعرف ما يرضيهم، وما يزعجهم، ورغم الفروق في تربية الأولاد والبنات، فإنني أحاول كسب الجميع وتقريبهم مني”. وتؤكد أن “أقرب طفل لقلبها هو من عانى كثيرا في صغره، بحيث كان يعاني من مضاعفات صحية وصعوبة في النطق، وكانت تسهر معه كثيرا من الليالي، وتأخذه إلى المستشفيات للعلاج”.
وعن مشاركة مركز العين للرعاية والتأهيل، تقول ميرفت عطوة، مشرفة في المركز، “نشارك اليوم في هذا الاحتفال كضيوف حيث لبينا الدعوة لتقريب الأطفال من هذه المناسبة وطقوسها، وربطهم بالتراث”. ويبلغ عدد الأطفال المشاركين في احتفالية “حق الليلة” من المركز 25 طفلا، والمركز يضم مجموعة من الطلاب من جميع دول مجلس التعاون الخليجي. وتشير عطوة إلى أن الأطفال بدت عليهم السعادة وهم يتلقون الهدايا، وينخرطون في فعاليات البرنامج الترفيهي الذي تنظمه شركة أبوظبي للمطارات. [/B]