[B]يسجل لجمعية رعاية المكفوفين بحمص أنها أول جمعية أسست روضة نموذجية تعنى بالأطفال المكفوفين وضعاف البصر منذ عام 1999 ووضعت حجر الأساس لبرنامج ضعاف البصر في سورية بالتعاون مع المنظمة الألمانية سي بي ام كما أنها أول من طبق مشروع دمج الأطفال ذوي الإعاقة بالمدارس النظامية بالتعاون مع مديرية التربية بالمحافظة. ومنذ تأسيس الروضة ولغاية العام الدراسي الحالي قامت برعاية وتعليم نحو 150 طفلا وطفلة من المكفوفين وضعاف البصر بالمحافظة حيث تضم 25 طفلا وطفلة حاليا يتم تعليمهم وتدريبهم على طريقة بريل الحروف النافرة ومن ثم دمجهم في مدارس التعليم الأساسي في خطوة تهدف إلى كسر الحواجز النفسية للأطفال المعوقين وزرع الثقة في نفوسهم من خلال اشراكهم مع أقرانهم من غير المكفوفين ومتابعة تحصيلهم الدراسي والمعرفي حتى دخولهم الجامعة بالتعاون والتنسيق مع الأهل وإدارة الجمعية. وأوضحت هنادي الرفاعي مديرة الروضة النموذجية للمكفوفين بحمص أن جمعية رعاية المكفوفين بدأت بتطبيق الدمج عام 2001 بهدف تسهيل إمكانية الحصول على تعليم عالي النوعية من خلال دمج الأطفال المكفوفين وضعيفي البصر في المدارس العامة وذلك بالتعاون مع مديرية التربية بالمحافظة وتوفير كل الأجهزة الخاصة والكتب ووسائل الإيضاح المناسبة للأطفال وتنظيم دورات تدريبية وتأهيلية لمعلمي المصادر الموفدين من قبل التربية لمتابعة شؤون الطلاب ذوي الإعاقة البصرية في المدارس الدامجة. وأضافت الرفاعي أن جمعية رعاية المكفوفين في حمص وضعت حجر الأساس لبرنامج ضعاف البصر في سورية منذ عام 2007 عندما بدأت الشراكة مع المنظمة الألمانية سي بي ام الألمانية والتي قامت خلال السنوات الماضية بتنفيذ دورات تدريبية لاختصاصيي البصريات والمعلمات على كيفية فحص المرضى ضعاف البصر ووصف المساعدات البصرية اللازمة وتجهيز مركز متخصص لفحص ضعاف البصر يستقبل أسبوعيا ضعاف البصر الذين يتم تحويلهم من قبل أطباء العينية من داخل وخارج مدينة حمص . بدروه أشار رفيق سحلول رئيس مجلس إدارة الجمعية إلى أنها جمعية خيرية معنية بتحسين أوضاع المكفوفين بمختلف أعمارهم وتقديم الإعانات المادية والعينية في مختلف المجالات الاجتماعية والصحية والترفيهية حيث تخدم حاليا حوالي 450 أسرة وتعنى بتنظيم برامج وأنشطة متنوعة لتعريف المجتمع بإمكانات المكفوفين وقدرتهم على العمل والإنتاج من خلال الحملات الإعلانية المرئية والمقروءة كما تقوم بتنفيذ الدورات التأهيلية التعليمية لبعض المهن والحرف اليدوية وخاصة للمرأة الكفيفة. وأضاف رئيس مجلس إدارة الجمعية أنه تم تقسيم عمل الجمعية إلى مجموعة من اللجان المختصة وذلك بالاستفادة من دعم الجهات العامة والخاصة والمؤسسات الخيرية الداخلية والخارجية وسفارات بعض البلدان العربية والأجنبية موضحا أن لجان الجمعية تشتمل على لجنة للأطفال وهدفها التدخل المبكر لدى المكفوفين وضعاف البصر من خلال تنمية حواسهم وتدريبهم على اكتساب مهارات الحركة والتنقل والعناية الذاتية والأنشطة الحيايتة وتنمية المهارات الإدراكية والاجتماعية من خلال الإرشاد الأسري وتأهيل الطفل لمرحلة الدمج المجتمعي بدءا من دمجهم بالمدارس النظامية. وهناك أيضا لجنة الخدمات الصحية والاجتماعية وتعمل على تقديم مساعدات مالية وعينية للمعوزين في المجالين الصحي والاجتماعي كما تعمل اللجنة الثقافية للاستفادة من الحاسوب والتقنيات الحديثة في المطالعة ورفع المستوى الثقافي للمكفوفين وإجراء دورات تدريبية للمكفوفين وتهتم لجنة المرأة الكفيفة بتأهيل المكفوفات مهنيا وتربويا لتنمية مهارات الفتيات الكفيفات وتكريس ثقافة الاعتماد على الذات من خلال مشاركتهن بمعارض خيرية تضم نتاجهن من مختلف الأشغال اليدوية كالخيزران وشك الخرز وباقات الورد وتشرف لجنة الموارد المالية على تمويل كافة نشاطات وبرامج الجمعية التي تأتي من تبرعات الأفراد والمؤسسات ولدى الجمعية متطوعون من مختلف الأعمار يساهمون في دعم الجمعية بكافة المجالات. وأوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية أنها تتطلع في المستقبل إلى الاستفادة من قطعة الأرض الممنوحة من قبل المحافظة لبناء مقر جديد ومتكامل بحيث يضم الروضة النموذجية على أن يتم البدء بتنفيذ فكرة الدمج العكسي أي دمج أطفال مبصرين في الروضة مع الأطفال المكفوفين وضعاف البصر وإقامة المرافق الخدمية المتكاملة المختصة بالمكفوفين مثل مركز فحص بصري ومكتبة ومركز علاج فيزيائي وصالة رياضية خاصة وصالة كمبيوتر وانترنت ومشغل لتعليم الحرف اليدوي. وتسعى جمعية رعاية المكفوفين إلى جعل مشروع الدمج العكسي إنتاجيا يؤمن ريعا إضافيا وتوسيع المناطق المستهدفة لتشمل الريف البعيد بالمحافظة والعمل على رفع مستوى أداء العاملين في الجمعية من خلال التحاقهم بدورات التأهيل والتدريب وورشات العمل بما يتناسب مع مستوى الأداء المطلوب للمشاريع المتنامية وتوفير كافة المستلزمات والوسائل التعليمية الإيضاحية التي تدعم وتسهل العملية التعليمية وتوسيع شبكة العمل مع المنظمات الأخرى التي تعنى بالمكفوفين وضعاف البصر في سورية وخارجها والتواصل المستمر مع كل الأطراف ذات الاهتمام المشترك. بدوره لفت فادي الناصر طبيب في قسم الفحص البصري بالجمعية إلى أنه تم فحص حوالي 150 من ضعاف البصر خلال العامين الماضيين وتزويد 70 بالمئة منهم بمساعدات وإجراء عمليات جراحية للبعض مؤكدا أهمية استخدام معينات الرؤية المتدنية التي لا تعيد النظر المفقود بل تسهم في توظيف ما تبقى من نظر على أكمل وجه حيث أن التعرف على مرضى الضعف البصري وتحويلهم للجهات المختصة يساعد في تغيير نمط حياة هؤلاء الأشخاص ويسهل عملية دمجهم في المجتمع. يشار إلى أنه وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن عدد ضعاف البصر هو ثلاثة أضعاف المكفوفين وخلال مشروع الضعف البصري بحمص وجد أن نسبة 20 إلى 30 بالمئة من الطلاب في مدارس المكفوفين هم ضعاف بصر فقط.[/B]