[B]إن أظلم الظلم أن تظلم وأنت تظن أن ذلك عدلا، وان اظلم من ذلك ألا تمنع نفسك من الظلم وأنت قادر عليه، وان اظلم من ذلك أن تبرر ظلمك وان تدعو له. كلمات قالها حكيم مجهول يرد بها فكر جاهل.
زواج المكفوفين:
مرارة شديدة، وواقع مؤلم وحق ضائع بين جهل الجاهلين وقلة المناصرين وحياء أصحابه في الإصرار عليه.
وليس منا من اشترط على الله لنفسه أن يخلقه كما يشاء، فالله يخلق ما يشاء ويختار، ما كان لهم الخيرة ، وليس منا أمام الله إلا وهو عبد له، جميعنا سواء، سواسية كأسنان المشط .
وإذا كان الإنسان قد حرمه الله من نعمة البصر…
فهل حرم عليه أن ينعم بأطفال مبصرين؟
يرونه ما حوله….
ويحمونه من شر مالا تراه عينه….
ويصل بهم ربه إذا انقطع به عمله….
الم يشرع الله له من الاحتياجات ما شرعها لغيره ؟
فجعل له قلبا يحب ونفسا تشتهي.
فمن ذا الذي ألّه نفسه من دون الله إلاها علي الأرض؟
فأباح وحرم وأعطى ومنع.
وهل يستباح للكفيف الزنى وللكفيفة البغاء حتى يهدأ فيهما إلحاح الرغبة وصرخات الاحتياج؟
وهل اشترط الإسلام في كفاءة المرأة أن تتزوج أن تكون مبصرة أو الرجل أن يكون بصيرا ؟
وماذا لوكان ولدك كفيف أو ابنتك كفيفة ؟
أكنت تهنا عيشا وأنت ترى زهرة قلبك تصرعها العنوثة وتزهدها النفوس ؟
إن مجتمعا يشعر فيه الكفيف باليأس أن يجد شريكا له يكمل دينه و يؤنس وحدته ويصل نوعه ويعينه على تحقيق ذاته ، إلا أن يكون بطيء الفهم أو دميم الوجه أو سيء الطباع ، لهو مجتمع فارغ المعنى لاقيم فيه ولا حياة له .
إن الله تعالى قدره وجل ثناؤه لم يخلق الكفيف ليصب عليه غضبه أو ينزل به سخطه، وما كان تبارك اسمه وجلت صفاته ليفعل ذلك بأوليائه وصفوته من خلقه
إنما الكفيف مودة بيننا وصلة ربنا ورجل من أهل الجنة نراه ونسمعه .
ولكن: ما الذي يدفع الناس إلى هذا الصدود إزاء الكفيف عندما يتقدم خاطبا كريمتهم ؟ أو يرغب ولدهم في الزواج من كفيفة ؟
o إذا كان الدين لا يمنع ذلك.
o إذا لم يكن في الكفيف ما يخل بشرط الكفاءة.
o إذا كان هناك قبول من الجانبين.
حقا ما الذي يدعو إلى الرفض إذا توفر ذلك ؟
اتوقع ان يتلخص ذلك في عاملين أساسيين :-
o قلة المعرفة
o نقص التأهيل
(1 ) قلة المعرفة:
يظن البعض، خطئا، انه إذا تزوج من شخص كفيف فإنه قد ينجب أبناء مكفوفين ، والرد على هذا الظن الخاطئ يأتي من علم الوراثة
الذي يؤكد أن الزواج من كفيفة أو التزوج من كفيف لا يحمل أي احتمال وراثي لانتقال هذا المرض إلى الأبناء فيما بعد إلا في حالة أن يكون كلاهما كفيف أو ضعيف بصر حيث تعتبر أمراض العيون من الأمراض الوراثية المتنحية.
ويفسر علماء الوراثة هذه الحقيقة من خلال الحقائق التالية :
يتكون الجسم البشري من عدد هائل من الخلايا تصل إلى بلايين الخلايا، منهاالخلايا العصبية الخلايا العضلية والخلايا الجنسية…الخ، وتتكون كل خلية من عدد من الصابغات الوراثية تسمى كروموسومات وهي التي تحمل الخصائص الوراثية لكل واحد فينا من أبائه وأجداده، وتحتوي كل خلية على 46 كروموسوم عبارة عن 23 زوج كل زوج عبارة عن كروموسومين متشابهين إلى حد التطابق، يحصل كل فرد على واحد من الأب وواحد من الأم ، وهذا يعنى أننا نأخذ من الأم 23 كروموسوم ومن الأب 23 كروموسوم ، لكل زوج من هذه الكروموسومات رقم يختلف عن رقم الزوج الذي يليه
كيف ينتقل المرض الوراثي من جيل إلى آخر؟
يتم ذلك بطريقتين :-
الطريقة الأولى – الوراثة المتنحية
قلنا أن كل خلية تتكون من 23 زوج من الكر وموسومات، فإذا كانت الإصابة أوالتلف في نسخة واحدة فقط من أي زوج من الأزواج ال23 كانت هذه الوراثة متنحية، حيث تقوم النسخة الثانية السليمة بنفس المهام التي كانت تقوم بها النسخة التالفة دون ادني تأثير على كفاءة الخلية على الإطلاق ويعد الشخص حاملا للموروث وليس مصابا
خصائص الأمراض الوراثية التي تنتقل بالوراثة المتنحية :
o الأشخاص الحاملين والمصابين يمكن أن يكونوا ذكور أو إناث
o الأشخاص المصابون عادة ما يكون آباؤهم غير مصابين.
o إذا كان إحدى الزوجين فقط حاملاً للمرض فإن أولادهم لا يصابون بالمرض
o إذا تزوج شخص حامل للمرض من أقاربه فإن احتمال إصابة أحد أولاده بالمرض تكون كبيرة.
o عندما يكون كلا الزوجين حامل للمرض، فأن احتمال إنجابهم لطفل مصاب يكون 25% في كل مرة تحمل فيها الزوجة.
الطريقة الثاني – الوراثة السائدة
هناك بعض الكروموسومات تكون وظيفتها حساسة جدا بحيث انه إذا تلفت نسخة واحدة فان الإنسان يصاب بمرض وراثي حتى وان كانت النسخة الثانية سليمة وتكون احتمل انتقال المرض من الآباء إلى بعض الأبناء بنسبة 50%
خصائص الأمراض الوراثية التي تنتقل بالوراثة السائدة
o الأشخاص المصابون يكونوا ذكور أو إناث
o الأشخاص المصابون يمكن أن يكون أحد أو كلا أبويهم مصاب
o قد تتفاوت شدة الإصابة بين الأفراد المصابين .
o احتمال انتقال المرض إلى الأبناء أو البنات هو 1 إلى 2 أو 50% مع كل حمل.
o لا يوجد في حالة الوراثة السائدة شخص حامل للمرض بل كل شخص يحمل مورث تالف يكن مصاباً حتى وأن لم تظهر عليه علامات المرض.
ولعل استعراضنا للمعلومات السابقة قد أوضح الكثير من عناصر اللبس لدى بعضنا فيما يتعلق بعلاقة الأمراض الوراثية بفقد أو ضعف البصر. وأن الزواج من المكفوفين لا يعني إنجاب أطفال مكفوفين .
(2) نقص التأهيل
إذا كان التأهيل بمعناه الشامل يتضمن استثمار طاقات الفرد وقدراته إلى الحد الأقصى بما يضمن له تحقيق أهدافه وتلبية احتياجاته في ضوء الموارد والإمكانات المتاحة ، فهل يوجد في مراكز ومؤسسات المكفوفين وضعاف البصر مثل هذه البرامج العلمية التي تسعى إلى تحقيق هذا التأهيل الشامل للكفيف وضعيف البصر بطرق إجرائية صحيحة .؟
إن العديد من مؤسساتنا تفتقد إلى البرامج المنظمة لتنفيذ مثل هذا التأهيل ، وبصفة خاصة التأهيل الزواجي للفتيات الكفيفات وضعيفات البصر ، وقد نتج عن هذا القصور من قبل مراكز ومؤسسات المكفوفين وضعيفات البصر عددا من النتائج التي تحتاج منا إلى مناقشتها ووضع الحلول العملية لمعالجتها والقضاء عليها .
1- اتصاف العديد من المكفوفين وضعاف البصر ، وخاصة الفتيات ،بالسلبية وقلة المبادأة .
2-تنامي الشعور بالدونية ونقص الثقة بالنفس.
3-ارتفاع مستوى الإحباط والنظرة المتشائمة للمستقبل.
4-نقص الدافعية للإنجاز وخاصة الأعمال الإبداعية.
5- نشأة اتجاهات مضادة من المكفوفين أنفسهم تجاه إدماجهم اجتماعيا أو أكاديميا وتفضيلهم لمؤسسات العزلة.
6-قلة الفرص المتاحة أمام الشباب الكفيف أو ضعيف البصر للزواج من الفتاه المناسبة.
7-سوء الاختيار الزواجي وما يترتب على ذلك من مشكلات أسرية فيما بعد .
8-صعوبة الحياة المستقلة للزوجة الكفيفة لعدم تأهيلها على ذلك مسبقا.
9-ارتفاع نسبة العنوسة بين الكفيفات مقارنة بنظرائهن من المبصرات.
10-مواجهة العديد من المشكلات في تربية الأبناء.
[/B]