[B]
تواصل مؤسسة لجان العمل الصحي عملها الدؤوب في تقديم الخدمات الصحية للشعب الفلسطيني، لا سيما لفئة المهمشين والأشخاص ذوي الإعاقة، إذ أنها وبالمشاركة مع غيرها من المؤسسات الصحية الأخرى تبنت مشروع التأهيل المبني على المجتمع والذي من خلاله تم تقديم خدمات متنوعة للأشخاص ذوي الإعاقة وذويهم من خلال مرشدات التأهيل ووحدة التأهيل.
ولكن كان هناك حلقة مفقودة في هذه الخدمة استطاعت لجان العمل الصحي إيجادها وهي العيادة المتنقلة التي تقوم على الوصول إلى الأشخاص ذوي الإعاقة في مناطق سكناهم، لاسيما وأنه ليس من السهل عليهم وعلى ذويهم الوصول إلى المراكز الطبية لإجراء الفحص الطبي والعلاج في حال إصابتهم بإعياء لما يعانوه من إعاقة تَحد من حركتهم ولأنه في غالب الأحيان ما ترتبط الإعاقة بوضع مادي سيء ما يزيد الأمور تعقيداً عليهم.
العيادة المتنقلة تتكون من طبيب وممرضة يقومون بشكل يومي بزيارة الأشخاص ذوي الإعاقة في منازلهم وإنشاء ملفات لهم وإجراء فحص طبي شامل لهم وتقديم خدمات أخرى كتوفير الأدوية وعمل فحوصات مخبرية وتحويلات إلى الأخصائيين وأخرى إلى وحدة التأهيل لدمجهم فيه.
وكان منتصف آيار هو أول أيام عمل الطاقم في زيارته لهؤلاء الأشخاص وتقديم الخدمات الصحية والدعم النفسي والتثقيف لهم حيث لاقى ترحيباً ورضى من هؤلاء الأشخاص وذويهم على هذه الخدمة النوعية. وحتى الأول من أيلول تم زيارة 280 شخص من ذوي الإعاقة. وشملت الزيارات ثماني مناطق في جنوب الضفة الغربية.
ومن خلال المسح الأولي لهؤلاء الاشخاص تبين مدى تنوع الإعاقات وأسبابها فحوالي 70% منهم يعانون من تأخر عقلي وحركي وما تبقى تتنوع إعاقاتهم بين حركة وسمع ونطق وبصر وتشوهات خلقية أخرى.
أما أسباب هذه الإعاقات فكانت كما يلي: 130 ناتجة عن إستسقاء ( شلل ) دماغي و28 لم يتم تشخيصهم بعد لعدم وضوح أسباب التأخر العقلي والحركي رغم عمل الكثير من الفحوصات الطبية و11 حالة ضمور عضلات و6 حالات متلازمة داون وهناك تنوع فيما تبقى من حالات ما بين مشاكل إبصار ونطق وسمع وتشوهات خلقية حركية وأخرى متنوعة.
لقد تم تحويل 74 شخصاً إلى عيادات مركز حلحول الصحي كعيادات العيون والعظام والنفسية والأنف والأذن والحنجرة للتشخيص والعلاج فيما حول 54 شخص أخر إلى وحدة التأهيل من أجل التقييم والدمج في برنامج التأهيل.
وقال الدكتور حاتم احميدان مسؤول العيادة المتنقلة إننا وبناءً على ما لاقيناه من الأشخاص ذوي الإعاقة وذويهم من رضى عن هذه الخدمة ولما لمسناه من إحتياجات لهذه الخدمة فإننا نتطلع إلى تطوير هذه الخدمة والعمل على تعميمها على جميع المناطق الفلسطينية لتشمل أكبر قدر ممكن من هؤلاء الأشخاص.[/B]