[B]
حصل صلاح عودة، مترجم لغة الإشارة بتلفزيون الشارقة ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ونادي الثقة للمعاقين، مؤخراً على أعلى شهادة للغة الإشارة لذوي الإعاقة السمعية، من الاتحاد العربي للهيئات الراعية للصم، وقد كان لنا معه اللقاء التالي للتعرف على قصته مع هذا الإنجاز الأول بدولة الإمارات العربية المتحدة، في مجال التعامل بهذه اللغة الاستثنائية التي أورثها كلغة طبيعية ثانية لأبنائه الأصحاء.
حركات مفهومة
حول مفهوم “لغة الإشارة”، وكيفية ترجمتها إلى حركات مفهومة، يقول عودة إنها “عبارة عن رموز حركية بصرية تستعمل بترتيب معين، وتعتمد بشكل أساسي على استخدام اليدين في التعبير عن الأفكار، فلكل مصطلح إشارة لها معنى يدل على المفهوم”، ويوضح “على سبيل المثال لو أخذنا مصطلح شاي فإن المفهوم يدل على أكياس الشاي التي توضع بالكوب”. ويضيف أن لغة الإشارة تستخدم على نطاق واسع وعلى مستوى عالمي لتسهيل التفاعل مع ذوي الإعاقات السمعية وفاقدي القدرة على التواصل اللفظي تلبية لمتطلبات الحياة الاجتماعية للفئات المختلفة من ذوي الإعاقات، بهدف التواصل الفعال معهم وإدماجهم في المجتمع.
وعن كيفية دخوله إلى عالم ترجمة لغة الإشارة، يقول “كان مجال دراستي في الحقل الرياضي وفي العام 1992 تطوعت للعمل مع “نادي الأمير علي بن الحسين” للصم في العاصمة الأردنية عمان، كمدرب ومشرف رياضي ودخلت دورات للغة الإشارة لتعلم اللغة، وبعد ثلاثة أشهر أتقنت لغة الإشارة نظراً لوجود حوالي 400 أصم داخل النادي، حيث تابعت دراستي عن طريق الالتحاق بالدورات الإشارية بالنادي والاندماج مع الصم وممارسة لغة الإشارة معهم”. ويضيف “تربطني علاقات اجتماعية وصداقة بمن أقوم بتعليمهم لغة الإشارة، وبعد دخول عالمهم تزوجت إحدى أخواتي من شخص أصم فتوطدت علاقتي بعالمهم”.
ويشير عودة إلى أن أهمية شهادة “خبير لغة الإشارة” تكمن باعتبارها أعلى شهادة تمنح للخبير. ويضيف “هذا الإنجاز يحملني مسؤولية كبيرة تجاه الصم، وتطوير لغتهم ومساعدتهم في كثير من أمور حياتهم الاجتماعية والتعليمية وسأحاول نشر هذه اللغة إلى أفراد المجتمع والمؤسسات الخاصة والحكومية”.
لغة موحدة
عما إذا كانت لغة إشارة عالمية موحدة، يقول عودة “يمكن للأصم فهم الأصم الآخر في أية دولة بالعالم خلال ساعة واحدة، لكن لا توجد لغة عالمية موحدة، رغم أن تعليم لغة الإشارة يعتبر من السهل الممتنع، وأهم عنصر فيها هو الممارسة العملية، أما لغة الإشارة المعتمدة رسمياً في دولة الإمارات، فهي الإشارة الإماراتية والإشارة العربية الموحدة أو الإشارة العامية لغير المتعلمين.” ويوضح “علمت أولادي وزوجتي لغة الإشارة وأبجدية الأصابع، وهم يمارسون الرياضة مع رفاقهم من الصم”.
وحول تقييم الاهتمام بلغة الإشارة في دولة الإمارات، يقول “على مستوى الجهات الرسمية والأهلية تعتبر الإمارات من أول الدول المهتمة بلغة الإشارة، وأصبحت الجهات الرسمية والأهلية تقدم خدمة متميزة للجمهور وفئات المجتمع المعاقين وغير المعاقين، كما تطالب الدولة بإقامة دورة بلغة الإشارة، ومن هذه الجهات شرطة دبي ومحاكم دبي ومحاكم الفجيرة وبلدية عجمان والمدارس الحكومية والخاصة في إمارة الشارقة”.
وعن التحديات التي تواجه العاملين في ترجمة لغة الإشارة، يقول “هناك بعض المصطلحات التي لا يوجد لها إشارة، ودخول أشخاص ليس لهم دخل بعالم الترجمة يشكل مشكلة أيضا، وللارتقاء بلغة الإشارة ونشر الوعي بأهميتها في المجتمع، يجب اعتمادها في الجامعات والمدارس والدوائر الحكومية والخاصة واعتمادها بمختلف وسائل الإعلام”. ويضيف “الدور المطلوب من الوزارات أو المؤسسات الاجتماعية في سبيل خدمة قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة وبالتحديد على صعيد لغة الإشارة، هو تأهيل أشخاص يتقنون لغة الإشارة لتسهيل أمور الصم ومساعدتهم بكل الأمور، حيث تكمن أهمية الدورات التدريبية والمحاضرات في لغة الإشارة بالنسبة للناس العاديين الذين يحتم عليهم عملهم التعامل بهذه اللغة، إذ إنها لا تقل شأنا عن اللغات الأخرى العربية والإنجليزية، فهناك ضرورة لتكثيف الدورات لغير الصم للتعامل مع الصم، بحيث يتم تعليم الأشخاص طريقة الاتصال الشامل والكلي، الذي يعني استعمال كافة الوسائل الممكنة والمتاحة، ودمج كافة أنظمة الاتصال والتخاطب السمعية واليدوية والشفوية والإيماءات والإشارات وحركات اليدين والأصابع والشفاه والقراءة والكتابة لتسهيل الاتصال وتيسيره”.
فن التعامل
ينصح عودة عند مخاطبة الشخص الأصم بلغة الإشارة بوجوب مراعاة جملة من الأمور الهامة من بينها ما يلي:
◆ مواجهة الشخص وجهاً لوجه والتأكد من أن يدك أمامه، وتذكر دائماً أنه ينظر إلى شفتيك، ولذلك يجب استعمال كل من اليد والكلام في نفس الوقت، حيث يعتقد البعض أن الشخص الأصم له القدرة على قراءة الشفاه بشكل أفضل في حالة فتح الفم بشكل واسع أو التحدث ببطء، وهذه ليست حقيقة، فالحديث يجب أن يكون بطريقة طبيعية مع محاولة استخدام تعبير الوجه واليدين والشفاه.
◆ لا تجذب من يديه، ولا تقطع كلامه مع أي شخص آخر بالتلويح أمام وجهه، ولكن أنقر على كتفه لجذب انتباهه. ◆ تكلم بطريقة عادية ويُفضل أن تكون مرحاً.
◆ ضع يديك بموضع لا يغطي فمك، فمن الأفضل وضعها أعلى الصدر بحيث يستطيع من تحدثه النظر إلى اليدين والشفاه في نفس الوقت.
◆ ضع في اعتبارك اختلاف مستويات الذكاء؛ فمن الصم الذكي ومنهم غير الذكي، فحاول معرفة قدرات الشخص الذي تتحدث إليه.
◆ مراعاة عدم استخدام جملة طويلة التعبير.
◆ لا تخجل من التحدث مع الشخص بالأماكن العامة بلغة الإشارة، فلابد من أن تكون فخوراً بذلك لأنه سوف يقدر لك هذا العمل ويخلق بينكما مودة.
◆ تذكر أن لكل كلمة إشارة فحاول أن تضعها في موضعها الصحيح وعند استخدام لغة الإشارة مع شخص ولم يفهمك حاول إعادتها مرة بعد مرة، وحاول الوصول إليه باستخدام إشارات مختلفة وحاول أن تتهجى الكلمة وكتابتها أو رسمها إن استطعت.
◆ لا تعتذر عند عدم مقدرتك التخاطب مع الصم وحاول أن تكون مرحا، فإن الصم يعرفون أن أي شخص يرغب في تعلم لغة الإشارة سيتعلمها.
◆ حاول التدريب في أي وقت بالقراءة عن طريق قائمة بالكلمات الجديدة والكلمات التي لا تعرفها من خلال بعض الأسماء وبعض الأفعال.
جوائز وشهادات
◆ حصل صلاح عودة على جائزة الموظف المتميز بإمارة الشارقة 2008- 2009.
◆ حصل على جائزة معلم التربية الخاصة على مستوى الدول العربية جائزة الأميرة هيا بنت الحسين 2009- 2010.
◆ حصل على شهادة خبير لغة إشارة من الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم وهي أعلى شهادة يصدرها الاتحاد والخبير الأول على مستوى الإمارات.
◆ تم تكريمه كخبير من قبل مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، ومن قبل مدير إذاعة وتلفزيون الشارقة خالد المدفع ومن رئيس مجلس إدارة نادي الثقة للمعاقين لحصوله شهادة الخبير.[/B]