[B]
أصبح المفهوم الحديث لرسالة الشرطة يشتمل على كل ما من حفظ الأمن العام بمدلوله الواسع .والذي يندرج تحته كل ما يتصل بأمن وحماية النظم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وزاد التركيز على الدور الاجتماعي بأجهزة الشرطة دون إغفال وظائفها التقليدية الإدارية منها والقضائية بل أصبح مضمون عملياتها المختلفة يتسم بالطابع الإنساني والاجتماعي بحيث يمكن الجزم بان الدور الاجتماعي للشرطة يمكن أن يستوعب جميع وظائف الشرطة .
إذ أبدت مديرية الأمن العام من خلال خطتها الإستراتيجية الهادفة لرفع مستوى العاملين في الإدارات المرورية زيادة الثقافة الشاملة ليتمتع رجل الشرطة بالمعرفة والدراية والخبرات الكافية بكيفية التعامل مع المواطنين بمختلف فئاتهم .
فقد قامت إدارة السير المركزية منذ مدة بعقد عدد من الدورات التي تركز على ذوي الاحتياجات الخاصة بمضمونها الشامل وكيفية التعامل مع هذه الشريحة التي تعتبر من الفئات المهمة في المجتمع لتكون حقوق هذه الفئة مصانة .
فكان عقد هذه الدورات التي قدمتها الدكتورة هيا قوبعين والتي ركزت على كيفية التعامل مع شريحة الصم والبكم وكان لها أثر ايجابي وفعال ، فأصبح رجل السير يدرك تماما كيفية التعامل مع هذه الفئة بتبادل ما يريده الأصم من الشرطي من خلال لغة الإشارة .
وقد عزمت إدارة السير المركزية على توطيد العلاقة الكلية لرجل السير وشريحة الصم والبكم ليعكس ذلك الصورة الحضارية الكاملة المتكاملة بابهج الصور التعاونية الموضحة بين الشرطي وفئات المجتمع المختلفة .
أما في إدارة السير المركزية فقد أضحى هناك في داخل الإدارة مرتب متميز في كيفية التعامل مع هذه الشريحة ، فهناك من يعرف لغة الإشارة التي تمكنه من تلبية احتياجات الأصم ومساعدته في تقديم معاملاته دون خوف او تردد .
وفي الميدان ننظر من بعيد لنرى أهمية معرفة رجل السير بلغة الإشارة فأصبح لديه الثقة الكبيرة من خلال تعامله مع المواطنين في الشارع وبخاصة فئة الصم والبكم .
ان حاجز الخوف لدى الأصم من رجل السير لعدم تفهمه ما يريد قد انكسر وتلاشي بمجرد أن الشرطي بات يعلم لغة الإشارة واستخدام يديه في توضيح الأمور للأصم الذي عانى مطولا في الشارع فقد أصبح رجل السير دليلا لتذليل المصاعب التي تواجهها شريحة الصم والبكم في الطريق.
ومن خلال التدريب العملي والنظري لمرتب ادارة السير في كيفية التعامل مع هذه الشريحة الاجتماعية فقد تعرف على الكثير من المعلومات الأساسية والتفصيلية التي توضح ماهية لغة الإشارة للصم والبكم التي كانت على الهامش في زمن التحديات والمواجهات . وقد أدرك المرتب ان هذه الشريحة ينحدر منها أفراد يتميزون بالعطاء والذكاء والقدرة على التعبير والحس المرهف ولهم الأولوية في التعامل الجيد والمطلق من قبل شرطي المرور.
ولتكتمل جمالية الصورة ها هي مديرية الأمن العام ماضية في نهجها المتميز بالالتزام في وعودها بتقديم أفضل الخدمات للمواطنين بكافة شرائحهم وبعد النجاح الكبير لدورة لغة الإشارة للصم والبكم التي عقدت في إدارة السير وأثرها الايجابي على رفع مهارات العاملين بهذه الإدارة وصقل قدراتهم لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة وضمن خطة وإستراتيجية المديرية التدريبية تعتبر هذه الدورة من الدورات الأساسية ولكافة مرتبات مديرية الأمن العام سعيا منها دائما لتجسد رؤى جلالة الملك بان تكون حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة مصانة وان يكونوا محط الاحترام والتقدير.[/B]