0 تعليق
550 المشاهدات

ليس خطيراً على الأغلب و غير المباشر قد يتسبب بشللٍ دماغيّ



[B]
"اليرقان" أو تبعاً للتسمية الشعبية "الصُّفرة" لدى الأطفال حديثي الولادة، هي واحدة من أكثر الأعراض التي تتطلب رعاية طبية، رغم أنه لا يكون مرتبطاً بأمراضٍ كامنة، ويوصف بـ"اليرقان الفسيولوجي" وعادة لا يكون خطيراً.

تظهر الصفرة أولا في الوجه والجزء العلوي من الجسم وتمتد إلى الأجزاء السفلية من الجسم، أما أهم علاماته الأولية هي اصفرار عيني الطفل، كما سيتغير لون البول إلى البني أو الأصفر الغامق.

ويتساءل الآباء والأمهات غالباً هل الصفرة ضارة بأطفالنا؟، الحقيقة الطبية تقول: "إن اليرقان لا يسبب أي مشاكل للرضع، وتختفي أعراضه عادة بعد فترة من الوقت دون الحاجة لعلاج، وهو مرضٌ لا يمكن منعه، ولكن التشخيص المبكر مهم جدا للعلاج وتقليل المضاعفات"..

وللمزيد من المعلومات حول "اليرقان" أسبابه وأعراضه وطرق العلاج، المدير العام لمجمع ناصر الطبي واستشاري طب الأطفال د.يوسف أبو الريش:

غالباً.. يرقان فسيولوجي
اليرقان الطبيعي أو الفسيولوجي هو اليرقان الذي يحدث عند الأطفال في الأيام الأولى (اليوم الثاني إلى الخامس) بعد الولادة، وهو – تبعا للدكتور أبو الريش- تجمع للمادة الصفراء الناتجة عن تكسر خلايا الدم الحمراء إلى عدة جزيئات، فيتم معالجة جزء منها، ما يتسبب بإنتاج المادة الصفراء أو "البيلروبين" التي تتم معالجتها بواسطة الكبد وطرحها لتخرج خارج الجسم.

وتتفاوت نسبة هذا النوع من طفل إلى آخر، إلا أن معظم حالاته لا تقتضي التدخل الطبي، ويعتقد أن السبب الرئيس لحدوثه هو عدم نضج وظائف الكبد بعد الولادة مباشرةً، بحيث لا يستطيع الكبد التخلص من كمية "البيليروبين" الزائد في الدم. فضلا عن بعض العوامل الموجودة في حليب الأم (ولا يعني ذلك إيقاف الرضاعة الطبيعية أبداً)..

وشدد د.أبو الريش على أنه في حالة الأطفال حديثي الولادة ، فإن اليرقان يحدث بسبب كون الكبد غير مكتمل الوظائف، أو غير ناضج بشكلٍ كامل، أو أن تكون نسبة تكسر كريات الدم للجنين وهو في داخل الرحم كبيرة ، لافتاً إلى أن النسبة الأكبر من هذه الحالات تمر بسلام.

اليرقان المرضي..
وأضاف :"أما اليرقان المرضي فيحدث عندما تكون زمرة دم الطفل غير مطابقة لزمرة دم الأم، فيفرز دم الأم مضادات تجعل نسبة تكسر كريات الدم الحمراء في دم الطفل أعلى من المعدل الطبيعي، أو لحدوث خلل في الإنزيمات التي تكسر هذه الكريات، أو انسداد في المجرى الذي ينقل ناتج الكبد إلى الجهاز الهضمي"، وهذا – تبعا لـ د.أبو الريش- يحتاج إلى علاجٍ خاص وفقاً للعامل المتسبب فيه، حيث تتطلب بعض الحالات التي يكون فيها انسداد في المجرى الناقل بين الكبد والجهاز الهضمي، أو أن تكون القنوات الصفراوية غير موجودة في الكبد، فيتم عمل وصلة بين الكبد والجهاز الهضمي.

المتابعة ضرورية…
ونصح أبو الريش الأهالي بالانتباه إلى أطفالهم لمعرفة إذا ما ظهر عليهم اليرقان، خاصة الذي يظهر جلياً في اليوم الأول، وأخذ الطفل للطبيب للكشف عليه، لتحديد نوعيته وأسبابه، ومعرفة ما إذا كان يحتاج فقط لتعريضه للإضاءة أو يُكتفى بإعطائه بعض الأدوية، أو تستدعي الحالة فقط طمأنة الأهل ومتابعة الحالة دون تدخل آخر، أو تحتاج الحالة لمتابعة طبية حثيثة؛ لكون نسبة اليرقان مرتفعة عن المعدل الطبيعي.

ولفت إلى أن اليرقان إما أن يكون مباشراً أو غير مباشر، مشيراً إلى أن اليرقان غير المباشر هو الأخطر، خاصة إذا حدث في الأيام العشر الأولى من عمر الطفل، وكان الحاجز الذي يمنع ترسيب "البروبلين" في الدماغ غير مكتمل ما يؤدي إلى تجمعه وترسبه داخل الدماغ، الأمر الذي قد يضر بوظائفه وقد يسبب الإصابة بالشلل الدماغي.

ولفت إلى أن الطبيب من خلال الفحص السريري يستطيع أن يعرف إذا كان الطفل مصابا باليرقان، لكن معرفة نسبة اليرقان والتقدير النهائي للحالة يحدث بعد إجراء الفحص المخبري، ومعرفة ما إذا كانت نسبة اليرقان زادت عن النسبة الطبيعية، مشيراً إلى أن ذلك يتحدد بالنظر إلى عمر الطفل ووزنه، وما إذا كان طفلاً مكتمل النمو أم مولوداً قبل موعده .

وأردف قائلاً :"فالطفل غير مكتمل النمو قد لا يتحمل النسبة، التي يتحملها الطفل الكامل الذي يتمتع بوزن جيد، من اليرقان"، موضحاً إمكانية الوقاية من النوع الذي يتعلق بالأمهات والأبناء من خلال فحص زمرة الدم للطفل الأول، وإذا ثبت أنها مختلفة عن زمرة دم الأم، تُعطى الأم المصل الذي ينتج مضادات ضد زمر الدم المختلفة؛ لتفادي حدوث المشكلة في الأطفال اللاحقين.

وأشار إلى أن بعض أنواع اليرقان تحدث بسبب بعض الالتهابات التي قد تصيب الأم خلال الحمل، أو بسبب مشاكل متعلقة بنقص وظائف الغدة الدرقية لدى الطفل، مضيفاً:"بعضها قد يحدث لسبب مرتبط برضاعة الأم التي قد تحول دون وصول "البروبلين" للكبد، حيث يتأثر هذا الناقل بحليب الأم فتصبح عملية توصيل "البروبلين" إلى داخل الكبد غير نشطة، وهذا الأمر يتم تجاوزه بعد فترة.

ونصح الأم في تلك الحالة بعدم وقف الرضاعة الطبيعية، ومراجعة الطبيب المختص حتى يحدد العلاج اللازم.[/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0