[B]
كشف إبراهيم حسن المرزوقي مدير المشاريع في مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، أن المؤسسة ستفتتح مع بداية العام الدراسي في سبتمبر المقبل ورشاً للتأهيل المهني لذوي الإعاقة في ثلاثة مراكز تابعة لها في المنطقة الغربية، بهدف تشغيل وتأهيل ذوي الإعاقة، بعد أن كان يقتصر وجودها في مدينتي أبوظبي والعين.
وأكد المرزوقي أن المؤسسة بدأت في مرحلة دراسة الجدوى الاقتصادية لبناء مصنعين لذوي الإعاقات في أبوظبي والمنطقة الغربية، على أن يتم بدء عملية الإنشاءات مطلع العام المقبل.
وأضاف أنه من المخطط أن يتم إنشاء المصنع ضمن بيئة محمية صالحة ليعمل فيها المعاقون وتنطبق عليها المواصفات العالمية.
وستتمثل مهمة المصنع، الذي سيتم إنشاؤه بالشراكة مع الشركة العامة القابضة لمصنع أبوظبي وشركة الحفر الوطنية في المنطقة الغربية، في تصنيع الآلات ووضع خطوط إنتاج تتناسب وإعاقات الأفراد لديها، مقابل تقاضي العاملين في المصنع من ذوي الإعاقات راتباً شهرياً. وذكر المرزوقي أن المؤسسة ومن خلال ورش العمل والتأهيل المهني التابعة لها والبالغ عددها 18 مركزاً في مدينتي أبوظبي والعين، ستدرب ذوي الإعاقات ليكونوا مؤهلين في العمل بالمصنع مع نهاية عام 2012، علماً بأن المراكز الموجودة تخدم لغاية تاريخه 171 طالباً و84 طالبة في أبوظبي، و115 طالباً وطالبة في العين.
وأوضح مدير المشاريع في زايد العليا أن الورش تستقبل الطلبة من ذوي الإعاقات المختلفة من عمر 15 عاماً فما فوق، إضافة إلى وجود ورشة خاصة للإعاقات المتعددة.
وأفاد بأن المؤسسة بدأت في مشروع ورش التدريب والتأهيل المهني عام 2007 عبر ورشة تصنيع شموع الإضاءة وشموع الزينة، التي بدأت أخيراً في توريد منتجاتها إلى ثلاثة فنادق عالمية في الإمارة، نظراً لرقي منتجات هذه الورشة من حيث التصاميم الفنية والجودة.
وإلى جانب ورشة الشمع المخصصة للطالبات المعاقات، هناك ورش الخياطة وصناعة وتصميم المجوهرات والتحف والهدايا والأنتيك، وورشة التغليف، فيما ستتم إضافة ورشة المطبخ لتجهيز وجبات الطلاب والطالبات الموجودين في الورش، والتي ستكون مسؤولة بداية عن توفير 80 وجبة، وذلك بعد تدريب المدربين من قبل شيف في أحد الفنادق العالمية.
وفيما يخص الورش التي يعمل بها الطلاب، فتتمثل في ورش الإلكترونيات، الإلكتروميكانيك، النجارة، الحدادة، وصناعات النسيج، فيما سيتم افتتاح ورشة جديدة قريباً متخصصة بتصميم الروبوت الآلي وبرمجته، لتساعد جميعها في إنشاء جيل من الحرفيين المهرة من المواطنين ذوي الإعاقة كوسيلة مثلى لدمجهم بفاعلية في المجتمع، وليكونوا عنصراً منتجاً يساعد في النمو الاقتصادي ولا يكونوا عبئاً على المجتمع.
وأكد المرزوقي أن الطلبة قبل انخراطهم في ورش العمل يتم تأهيلهم ضمن ثلاثة مستويات، والتي من خلالها يتم رفع مهارات ذوي الإعاقة، وتعليمه التعامل مع أجواء الورش والمهارات التي يحتاجها للعمل فيها، ويسبق ذلك تجهيز مكان العمل في الورشة لتتناسب وإعاقات الطلاب والطالبات.
وأشار المرزوقي إلى أن مهمة التدريب بدأت عن طريق خبراء من الوكالة الألمانية GIZ المتخصصة في هذه المجالات، إلا أن جميع المهام حالياً من تدريب وإدارة وغيرها، يتولاها مواطنون تم تدريبهم عن طريق هؤلاء الخبراء، لتصبح هذه المنتجات إماراتية بالكامل.
وأضاف أن المؤسسة طورت أخيراً مركز زايد للتأهيل الزراعي، الذي يضم ما يزيد على 60 مواطناً معاقاً يعملون في إنتاج محاصيل زراعية عضوية 100%، ليصبح المركز واحداً من أهم مراكز إنتاج المحاصيل العضوية، إضافة إلى وجود مزرعة للدواجن ومصنع لإنتاج الأجبان من حليب الماعز.
وأكّد المرزوقي أن سوق العمل قادرة على استيعاب هذه الأعداد التي يتم تأهيلها والتي تشهد تزايداً كبيراً في الفترة الأخيرة، بعد تفهم الأسر للدور الذي يمكن أن يلعبه أبناؤهم من ذوي الإعاقة في المجتمع، بعد تحويلهم إلى قوة منتجة. وأفاد المرزوقي بأن طلاب الورش خلال عام 2007 هم من قاموا بحياكة أطول علم لدولة الإمارات وهو الموجود على السارية عند منطقة كاسر الأمواج، بمباركة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وكان هدية من ذوي الإعاقة لقيادة وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة في اليوم الوطني الـ36.
كما قام طلاب الورش في عام 2008 بصناعة الشعلة الخاصة في الأولمبياد الخاص بذوي الإعاقات. وصنعوا عام 2010 الدروع الخاصة بجائزة نوبل للخدمات الإنسانية وعددها 35 درعاً، معتمدين في صناعتها على إعادة تدوير علب المشروبات الغازية.[/B]