[B]
حصل أحد عشر متدربا على لغة الإشارة ــ التي نظمتها الجمعية العمانية للمعوقين بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية وبرعاية رسمية من شركة قلهات للغاز الطبيعي المسال ــ على درجة الامتياز بعد أن اجتازوا بنجاح وضمن 43 متدربا آخرين مقررات الدورة التدريبية المطولة في لغة الإشارة لإعداد مترجمين ومدربين عمانيين، وقد مثل هؤلاء المتدربون عدة جهات كمراكز الوفاء الاجتماعي التطوعي ووزارة التربية والتعليم وشرطة عمان السلطانية ووزارة الزراعة والثروة السمكية والجمعيات الأهلية العاملة في مجال الإعاقة.
وسيغادر هؤلاء المتدربون إلى دولة قطر الشقيقة لاستكمال التدريب على إعدادهم كمترجمين عاملين بدورهم في مجال تدريب لغة الاشارة. وفي هذا الاستطلاع أجرت «$» عدة لقاءات معهم لنعرف أهدافهم وطموحاتهم.
حافز لا يُنسى
زليخة بنت عيسى البلوشية كان لها دافع وراء انضمامها للدورة تقول: كوني أعمل في جمعية رعاية الأطفال المعوقين بالمصنعة ومشاهدتي للأطفال الصم يوميا أردت أن أفهم ما يقولون، وقد اشتركت سابقا في 6 دورات منفصلة لكنها لم تكن ترضيني بالقدر الذي أريد رغم أنني تعلمت منها الكثير بالطبع من خلال دراستنا لقاموس الإشارة العماني، أما هذه الدورة فقد كانت مختلفة ومفيدة جدا لأنها نادرة الانعقاد في السلطنة وهي تعتبر الدورة الثانية بعد الأولى التي كانت عام 2004 وتخرج منها 6 خبراء مترجمين للغة الإشارة، ولم يقصر هؤلاء الخبراء في تعليمنا كل ما يعرفون عن أسرار هذه اللغة وكيفية تداولها.
وتحكي لنا البلوشية أحد المواقف مع أحد الأطفال الصم إذ تقول: هذا الموقف أثر على نفسيتي وجعلني أرغب بشدة في تعلم لغة الإشارة وهو أنه في إحدى المرات كنت مع أختي في السوق عندما رأينا طفلا أصم يحاول إخبار أمه ب ما يريد لكنها لم تفهم ما يقول، وكنا ننظر إليهم من بعيد وقد طلبت مني أختي التقدم وترجمة أفكاره لكنني ترددت لأنني ادرّس الأطفال ذوي الإعاقة العقلية ولم يكن عندي وقتها الخبرة الكافية لمعرفة ما يدور في رأس ذلك الطفل .. من يومها قررت خوض هذا المجال والاحتراف فيه وأتمنى أن أحقق بذلك شيئا يساعدني في تفهم احتياجات هذه الفئة من الأطفال.
عائشة بنت صالح الشحيمية خريجة جامعة نزوى تخصص صعوبات تعلم أبدت فخرها لإكمالها الدورة وفرحتها لتحقيقها درجة الإجادة تقول: لقد ساعدتنا الدورة كثيرا في فهم أساسيات وأخلاقيات مترجم لغة الإشارة وكيفية التعامل مع الصم وفهم نفسيتهم، كما تعرفنا على أساليب توصيل المعلومة بكل يسر حتى في حالة وجود كلمة صعبة فهناك دائما طريقة لتوصيل الرسالة بالإشارات بدون إنقاص المعنى.
وتضيف: وبتوفيق من الله سنسافر إلى قطر لأخذ الدورة التكميلية التأهيلية في مجال ترجمة لغة الإشارة ونعود لنكون مترجمين معتمدين في السلطنة، وسأواصل العمل في هذا المجال حيث سأتقدم بعدها لوزارة التربية والتعليم للعمل في مجال الإعاقة السمعية كون تخصصي صعوبات تعلم في الأساس، لأن من يشتغلون في هذا المجال أعدادهم قليلة وسيكون لي الشرف أن اخدم هذه الشريحة من المجتمع وأوصل أقوالهم ورسائلهم لنظرائهم الأصحاء.
أمنية وطموح
من جانبه يقول بدر بن سليمان المسكري مدرس فئة الصم بمركز رعاية وتأهيل المعوقين بالخوض: قربي من هذه الفئة وحبي للتواصل معهم جعلني أرغب في تكملة المشوار واحتراف هذه اللغة التي تعتبر لغة منفردة عن بقية اللغات، وقد بدأت أول مرحلة من خلال تعلمي للغة الإشارة في دورات خارج السلطنة عن طريق المركز، كما شاركت في أول دورة طرحتها الجمعية عام 2004م لتعلم هذه اللغة، وتعتبر هذه الدورة الآن الدورة الثانية لي والحمد لله استطعت الحصول على تقدير ممتاز والترشح لإكمال التدريب في قطر.
وعن استفادته مما قدمته الدورة يقول المسكري: استفدنا بشكل كبير جدا جدا ولأنني أحب هذا المجال وأحب التواصل مع الصم فقد تعلمت الكثير خصوصا من التطبيقات العملية، وأعتقد أن هذه الدورة ومثيلاتها تتيح الفرصة للأشخاص العاديين لتعلم لغة الإشارة حتى يسهلوا الأمر على فئة الصم التعامل في كل مكان يذهبون إليه وبالتالي يفهمون ما يريدون منهم بدون أية عوائق. وأريد أن أشير إلى أن الدورات المقامة في تعلم لغة الإشارة قليلة جدا ولابد لكل جهة حكومية وغير حكومية أن يكون لديها مترجم محترف لهذه اللغة تحسبا لأي طارئ يضطرهم للتعامل مع الصم، وأتمنى أن تكون الفرصة أكبر وأن يفتح المجالات لنشر هذه اللغة.
أما عن طموحه فيقول: بالتأكيد أنوي المواصلة وأيضا اطمح إلى أن أشترك مع زملائي في إعداد قواميس تخصصية للصم خصوصا في الألفاظ الاجتماعية والدينية، وأخيرا أوجه شكري للخبراء الموجودين في الجمعية والقائمين على الدورات وإلى الأساتذة وكل الجهات الداعمة خصوصا شركة قلهات للغاز الطبيعي المسال وإلى وزارة التنمية الاجتماعية لإتاحتها الفرصة لنا تعلم هذه اللغة.
وتقول سناء بنت محمد الأخزمية خريجة تربية خاصة صعوبات تعلم من جامعة نزوى: التحقت مسبقا بدورات في تعلم لغة الإشارة المستويين الأول والثاني بعد ذلك تم ترشيحنا أنا وزميلتي للانضمام لهذه الدورة التي تنظمها الجمعية العمانية للمعوقين ووافقت فورا، والحمد لله أحس بأن الدورة أضافت إليّ الكثير لان كل من المدرسين الخمسة يضيف إلى معلوماتنا شيئا جديدا لم نكن نعرفه، بمعنى تستطيعون القول أنها كانت دورة لإثراء المعلومات. وعن شعورها لترشيحها ضمن الأحد عشر مجيدا للسفر إلى قطر تقول: أشعر بالفرحة بالطبع وهذه فرصة لا تعوض وإن شاء الله سوف أكون جديرة بالثقة وسأعمل من أجل الصم ومن اجل مساعدتهم وتعليمهم.
قوانين معينة
كذلك أكدت خديجة بنت أحمد المشيخية معلمة لغة إشارة بمركز الوفاء التطوعي بولاية طاقة على رغبتها في تعلم المزيد من أسرار هذه اللغة خصوصا بعد اجتيازها الدورة الأولى والثانية، وتضيف: خرجنا من هذه الدورة الأخيرة بتعلم الكثير من الإشارات المختلفة غير المدرجة في القواميس مثل إشارة التواصل، وقد ساعدنا الموجودين من الخبراء والأساتذة على فهم الصعوبات واجتيازها بكل سهولة، وإذا أتيحت لي فرصة أخرى في نفس المجال للاستزادة من العم فلن أتوانى بالطبع.
من جهة أخرى يقول محمود ابن محمد العبري مشرف قسم داخلي بمركز رعاية وتأهيل المعوقين بالخوض: مضت 12 سنة وأنا أعمل مع الصم وأتعامل معهم بالمفردات البسيطة التي أعرفها ولكن لم تكن لدي تلك الخبرة الكافية للتواصل معهم حيث إن الاحتراف في لغة الإشارة يقوم على قوانين وأنظمة معينة لابد الوقوف عليها. والحمد لله استطعت في هذه الدورة المكثفة اجتيازها بكل نجاح حيث تعرفت خلالها على معلومات جديدة لم تكن لدي أي خلفية سابقة عنها، إذ تعرفت إلى أن وقفة المترجم أيضا تساهم في عملية إيصال المعلومة من عدمه.
وعن رؤيته للجهود المبذولة لتعلم لغة الإشارة في السلطنة يقول العبري: هناك جهات معينة تقوم بعمل مذل هذه الدورات مثل المركز ولكن الجمعية سباقة دائما في هذا المجال وأيضا وزارة التنمية الاجتماعية لها جهد ملموس في ذلك، وقد قمنا ضمن الأنشطة المختلفة للمركز بنشر ثقافة لغة الإشارة في محاضرات تعريفية في أكثر من ولاية داخل السلطنة من أجل تعريف الناس بهذه اللغة وأهميتها كيفية استخدامها مع الصم. واستطرد: أود فقط أن أشكر كادر الجمعية والأساتذة المحاضرين جميعهم بدون استثناء وأخص بالشكر الأستاذة وحدة ، وأقول للذين لم يحالفهم الحظ في الترشح للدورة المقبلة في قطر أن لا تيأسوا وأن استمروا في العطاء وأنا اعرف بأنكم قادرون على ذلك.
أحلام بنت علي الهنائية عضوة في جمعية المرأة العمانية بالقرم أشادت بالدور الكبير الذي تقوم به الجمعية من أجل تخريج مترجمين محترفين في لغة الإشارة، وتقول: كنت أنتظر هذه الدورة من زمان وفرحت كثيرا عندما قاموا أساتذة الجمعية بترشيحي للانضمام فيها، خصوصا أن لي أختا أيضا ضمن فئة الأطفال الصم ومن المهم أن أعرف كيفية التعامل معها وقد استفدت من معطيات الدورة وأفدت أختي كثيرا حيث تطرقنا إلى إشارات جديدة ومعلومات جديدة على مستوى الوطن العربي وعلى جميع مراحل وفئات الصم. وعن طموحها تقول: أطمح أن أكون قدر المسؤولية وأن أصل إلى المستوى الذي وصل إليه المترجمون المعتمدون .
[/B]