[B]
كثيرا ما نسمع عن استغلال المعاق من الجمعيات الأهلية أو المؤسسات وكلنا تقريبا كمعاقين تعرضنا لهذا النوع من الاستغلال ، وربما مع الوقت للأسف تعودنا عليه وتختلف أنواع الاستغلال ودرجاته من مكان إلى آخر ، ففي السابق وعندما كانت الحكومة المصرية ممثلة بوزارة الشؤون الاجتماعية كانت تمول بعض الجمعيات فكان هناك العديد من صور الاستغلال سواء في مجال شراء الأجهزة التعويضية وتوزيعها على مستحقيها أو في تصنيعها على نفقة الدولة ، فالجهاز الذي يكلف 300 جنيه يصبح بقدرة قادر ب700 جنيه طالما سيصنع على نفقة الدولة .
و هناك الكثير من صور الاستغلال والمتاجرة بأحلام المعاق ، ولكن الصورة الجديدة من صور استغلال المعاق والتي خضت تجربتها بنفسي هي الشركات ذات المسؤولية الاجتماعية أو بعضها كي لا أعمم وأظلم أحدا ، ولكني أتكلم من واقع عشته بنفسي على مدى ستة أشهر ، شركه ظهرت فجأة من العدم تدعي تشغيل المعاقين وإيمانها بقدراتهم وما يستطيعوا أن يحققوه في مجال العمل ، تمثلت في شخص عمل بالخارج وأراد أن يستثمر أمواله ويعمل عمل خير مدعيا أنه يؤمن بقدرات المعاق من واقع تجربة زميله في العمل الذي فقد بصره وما زال يملك طاقة للعمل .
وبمجرد انتشار فكرة الشركة بدأنا نزف الخبر لكل معاق عاطل عن العمل وتوقعنا أننا نعيش في كوكب آخر انتشر به الخير أخيرا ، وكنت أول من أمسك الأبواق وأزف الخبر لكل المعاقين ، بل وكنت أول المتقدمين للعمل بها ومعايشة التجربة على أرض الواقع رغم أني والحمد لله لدي عملي الخاص والذي يكفيني شر السؤال.
وكان ضمن شروط العمل التدرب لمدة شهرين بدون مقابل ، ثم العمل 3 شهور بنصف أجر تقريبا ، ثم بعد ذلك تحديد مرتب مناسب حسب المستوى .
وفعلا بدأنا العمل حوالي 20 معاق ما بين إعاقات حركية ومكفوفين ، وكان العمل في مجال خدمة العملاء ويتطلب مؤهل عالي وخبرة في الحاسب الآلي وإجادة اللغة الإنجليزية .
وتقدم العديد من الناس وكل شخص فينا أتى بآخرين لكي تعم الفائدة ، ولكن مع الأسف لم ينتهي التدريب خلال شهرين كما قيل ، بل استمر ستة أشهر كل فرد فينا ينفق من جيبه على الذهاب والإياب ، وأصحاب الشركة الأفاضل يستفيدون بمغفلين يعملون لمدة ستة أشهر مجانا ويضعونهم في قفص كحديقة الحيوان ليأتي الزوار للفرجة عليهم " وآسف لهذا التعبير " وعلى هؤلاء الرعاع الذين جمعهم صاحب الشركة وعمل منهم بني آدميين ، خصوصا وأنه تعود عند كل خطأ من العاملين بالشركة أن يردد على مسامعهم بالحرف الواحد مقولة حفظناها جميعا وهي (هنا مش جمعية يا حبيبي انسوا نظام الجمعيات) ، وكأن سيادته جمعنا من إشارات المرور ونحن نبيع المناديل الورقية وليس من خلال كومبيوتر وانترنت لا يستخدمه إلا ذوات الخبرة والمثقفين وخاصة أننا جميعا حاصلين على شهادات عليا ربما لم يحصل عليها سيادته فكلنا ليسانس أو بكالوريوس والبعض ماجستير ، وبالتالي لم نكن ننتظر هبة أو منحة من جمعية كل شهر كما يعتقد هو أو يحاول أن يتخيل ذلك، وأتعجب جدا من شخص ينطبق عليه قول الله في المنافقون ( الذين يقولون مالا يفعلون ) .
فبينما ينشر على صفحات المجلات والجرائد وفي برامج التلفزيون وللزوار الذين يأتون للفرجة علينا في أقفاصنا أنه يؤمن بقدرات المعاق ، يتعامل معنا على أننا مجموعة متسولين اعتادوا على أسلوب الجمعيات الخيرية ، وبينما يتفق على تدريب شهرين يمضي في التدريب ستة أشهر لأنه مجاني لا يكلفه شيء ، بل على العكس يكلفنا نحن كل شيء ، وبينما مقولته الشهيرة أننا شعب نأكل كثيرا ونتكلم كثيرا فهو أكثر شخص يحب الكلام والحديث عن نفسه وكان الله لم يخلق غيره على الأرض ولكنه يحق له أن يفعل أي شيء لأنه فعلا كان أذكى مننا جميعا واستغل أكثر من عشرين معاق أسوء استغلال بتطويعهم لمصلحته لمدة ستة أشهر كدعاية مجانية للشركة وللظهور الإعلامي ونحن منساقين خلفه ونقول سمعا وطاعة وبعد مضي الفترة التي يحقق فيها غرضه بدأ بطرد المعاقين الذين يؤمن بقدرتهم ويبدأ من جديد في مرحلة نصب جديدة ولكن هذه المرة أسوياء ، فقد حقق مآربه من المعاقين ولولا أن الكلام ربما يمس أناس هم بالنسبة لي أكثر من إخوان لكنت تكلمت عن سلوكه الشخصي وتحرشه بكل الموجودين بالعمل ولكن يكفي أن أكشفه على حقيقته .
واعتذر لكل شخص كنت سببا في عمله بالشركة أو حتى أعطيته الأمل للعمل بها واحذروه واحذروا كل من تسول له نفسه استغلال المعاق وإنني سأكون له بالمرصاد ولن أتوانى عن كشف فضائحه ، وعلى الباغي تدور الدوائر [/B]