0 تعليق
1474 المشاهدات

مقدمة فى اضطراب الطيف التوحدى لدى الأطفال .. دليل للأباء والأخصائيين



[B]مقدمة فى اضطراب الطيف التوحدى لدى الأطفال ( دليل للأباء والأخصائيين ) إعداد : جمال عبد الناصرالجندى خبيرالتربية الخاصة وتعديل سلوك الأطفال التوحديين مجلة احتياجات خاصة مقدمة فى التوحد: الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين طه الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد ،،، قال تعالى : (وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) ( البقرة : 155-157 ) صدق الله العظيم . لقد نالت الإعاقة العقلية Mental Retardation باهتمام عالمي متزايد في الفترة الأخيرة من هذا القرن، حيث ألقت الإعاقة بظلالها على اهتمام الباحثين والدارسين في مجال الصحة النفسية والتربية الخاصة. ويرجع هذا الاهتمام المتزايد إلى توافر قناعات من القائمين على تعلم الأطفال الأسوياء وغير الأسوياء بحق الفئات الخاصة في الحياة والرعاية اللازمة, وتوفير قدر من الاحترام الإنساني لهم،ومما ساهم هذا في ، تزايد عدد المؤسسات الخاصة بتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة على الصعيد الدولي والعربي واهتمام منظمات الصحة العالمية ومنظمة اليونسكو ومنظمات حقوق الإنسان. ومع كثرة هذا الاهتمام العالمي بفئة المعاقين عقليا إلا أننا لم نسمع عن دواء أو اختراع طبي يشفي هؤلاء المعاقين من إعاقتهم, فكل الإسهامات التي قُدمت إنما هي إسهامات ( وإن صح القول إرهاصات من جانب رجال التربية والصحة النفسية)، وهي عبارة عن دراسات تساهم في الحد من تزايد المشكلات السلوكية وطرق التغلب عليها لكي يصبح هذا المعاق مقبول في مجتمعه ،تعمل على دمجه فيما بعد في المجتمع, ولكي يكون قادرا على توظيفه وفق قدراته العقلية التي تؤهله فيما بعد للعمل بنفسه. أما في حديثنا عن فئة التوحد أو ممن يعانون من اضطراب التوحد Autism الذي ألقى بظلاله في الآونة الأخيرة علينا وانتشر بصورة مخيفة في جميع أنحاء العالم حيث أشار الدليل الإحصائي للأمراض النفسية في الطبقة الثالثة DSM-ııı أنه قد يصاحب التوحد نسبية كبيرة من التخلف العقلي, وقد أشارت نتائج دراسية طبِّقت على عينة من ( 450 ) حالة توحد في ثلاث ولايات أمريكية أن نسبة 40% من أفراد العينة يعانون من إعاقة عقلية بدرجة أقل من ( 50-55 ) معامل الذكاء, أي ما بين إعاقة عقلية متوسطة أو شديدة, وأن 30% منهم ذكاء عادي ( 90% فأكثر, ووصل قلة منهم إلى 120 معامل ذكاء ), وتؤكد هذه النتائج على ازدياد احتمالات الإصابة بالتوحد لدى المعاقين عقليا, واذكر عندما كنت مبتدأ في العمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة أي قبل ما يقارب الـ 25 سنة كنت أقابل بعض الحالات التي كان من الصعب تشخيصها بالتوحد, حيث لم تكن هناك معايير دقيقة تشخص لنا التوحد بصفة خاصة، وكنا نقف حائرين أمام تشخيص هذه الحالات، حيث كان يلاحظ من أحاديث الآباء أن أطفالهم كانوا بالأمس القريب يتحدثون ويلعبون ويمرحون ولديهم استقلالية تامة في جميع نواحي شؤون حياتهم واليوم انعكس الوضع تماما، فيا ترى ماذا حدث، فذهبنا وتطرقنا لجميع الأطباء ولكن مع الأسف وقف الأطباء أيضا موقف العاجز في تشخيص هذا المرض، كما كانت جميع الأدوية التي قمنا بشرائها لا تجدي نفعا في شفاء تلك الحالات، بل كان الأمر يزداد سوءا، مما دفعنا في النهاية إلى الخضوع والاستسلام لقضاء الله وقدره . التوحد مرض لعين يدمر حياة أطفالنا, بل أنه أشرس الأمراض التي عرفتها البشرية في القرن العشرين ، فلو أصيب أطفالنا بأي داء لعرفنا الدواء وشفوا تماما، ما عدا هذا المرض الغامض والذي حير العلماء وأطلق عليه المرض المجهول والذي يطفئ بسمات أطفالنا ويقتلهم في المهد . في السنة الثانية أو الثلاثة من أعمارهم, إنها حسرة مليئة بالألم في القلب عند كل الأسر التي أصيب أطفالها بالتوحد، ولنا أن نتساءل, ما هو هذا المرض اللعين؟ وما أسبابه؟ وهل هناك معايير لتشخيصه مبكرا؟ وما هي الطرق التي تساعدنا في التغلب على هذه المحنة التي قد تطول بنا سنين طويلة؟ لا نعرف لها سبب أو إيجاد دواء يخفف من وطأة ما نعانيه. فإذا نظرت إليهم تجدهم أسوياء وإذا حدقت بهم تجد سلوكياتهم النمطية ترفرف عليهم وتجد ألسنتهم قد صمت وسكتت عن التعبير وتجد عواطفهم قد بردت وهدأت لا تحس بآلام أو أشجان أو أحزان. ولنا أن نتسأل : هل للتوحد علاج حاليا في الوقت الحاضر ؟ هذا التسأل وجهته إلى العديد من المراكز العالمية بأمريكا وألمانيا وفرنسا وأكدوا جميعا على مقولة واحدة ألا وهى لا يوجد علاج للتوحد في الوقت الحاضر ولكن يوجد أمل في العلاج ، فمناك أمل في تحسين حالة هؤلاء الأطفال المصابون بالتوحد في حالة واحدة إذا اكتشفا الأعراض مبكرا ، ولذا دائما كنت أقول في رسائلي لهم أن رسولنا الكريم الذي أمنا برسالته أن الله خلق لكل داء دواء ، فإذا عرفت السبب فسوف تجد المسبب لهذا العلاج ، فنحن نؤمن بالله وقدرته أننا سوف نكتشف أسباب التوحد في يوم من الأيام ولن يكون ببعيد عنا ، طالما كان الأمل موجود في علاج التوحد . إن التوحد من أكثر الإعاقات صعوبة وشدة من حيث تأثيرها على سلوك الطفل الذي يعاني منها وليس لديه هدف, فقد ضاعت الأهداف, وتلاشت الطموحات في مجتمع لا يعترف له بحقوق ولا واجبات، وهذا راجع إلى ضغوط الحياة المختلفة التي يعيشها الآباء والأمهات، كأنهم يعشون في متاهة كبيرة ليعرفون من أي الأبواب يدخلوا وكيف يخرجون منها ، فالحياة أصبحت فيها الكثير من المتاهات التي لا نعرف لها سبب فأي الأبواب يسلك هؤلاء الآباء, هل يسلكوا الطريق الصحيح والسريع لكي يحدوا من طامة هذه الكارثة ، التي وقعت عليهم ليس على الأب فقط بل الأسرة كلها, وليست الأسرة فقط بل تشمل المجتمع بأسره لفقدانه هذا الطفل الذي أطلق عليهم التوحدي, فليس هناك برنامج محدد للتعليم أو الدمج في المجتمع أو التدريب أو الإعداد المهني أو تحقيق أي درجة من درجات الاستقلال ولو بدرجة ضئيلة سوءا كان في المجال الاجتماعي أو الاقتصادي أو كيفية حماية نفسه وذاته ويكون في مأمن على نفسه. فرض التوحد نفسه على المجتمع وأصبح له استقلالية تامة في مفهومه ومعايير تشخيصه, ونحن قد مارسنا العمل مع مثل هذه الحالات, فإذا تعاملت مع الإعاقة السمعية فأفضل صور التعامل تكون باستخدام لغة الإشارة, وإذا تعاملت مع الإعاقة العقلية سواء الشديدة أو القابلة للتعلم فأنت واضع في ذهنك برنامج محدد للتعامل مع هذه الفئات. أما الإعاقة العقلية والتوحد وهما كما أشار عادل عبد الله ( 2001,43 ) أنها تأتي في مقدمة الفئات الخاصة التي تحتاج إلى المزيد من الرعاية والتدريب والتعليم والتدخل المبكر وتأهيل وإعداد من يتعاملون مع هذه الإعاقة, لكي يستطيعوا تنمية قدراتهم ومهاراتهم وتقويم سلوكهم من أجل التمهيد لعودتهم مرة أخرى للتفاعل مع أقرانهم الأسوياء والانصهار في بوتقة المجتمع, وإذا كانت فئة المعاقين عقليا قد نالت قسطا معقولا من البحث والدراسة, فإن فئة التو حديين لم تنل حظها في هذا الإطار على المستوى الدولي ومستوى الوطن العربي, حتى أننا نادرا ما نجد هناك مركزا متخصصا لتلك الفئة من الأطفال وغالبا ما يتم إلحاقهم مع أقرانهم المعاقين عقليا بمدارس التربية الفكرية. وقد لمست بنفسي أثناء عملي كمشرف فني للإعاقة العقلية, أن معظم الأطفال الملتحقين بمدارس التربية الفكرية قد تم تصنيفهم على أنهم إعاقة توحد, ولم ينالوا أي اهتمام أو تعليم أو تدريب ظلوا في أماكنهم يلهون بأي شيء في أيديهم وممارسين لسلوكياتهم النمطية دون تدخل من المعلم, كأنهم وضعوا في هذا المكان كإيواء لهم لمدة معينة من الوقت أو المبيت الداخلي فقط. . وإذا كان الأطفال التو حديين الذين يعانون من التوحد يواجهون صعوبات وعقبات في التفاعل الاجتماعي والتواصل اللغوي مع الآخرين وتباين في القصور المهاري وفي السلوك التوافقي, فإن ما قدم في هذا المجال لا يعدو إلا دراسات وبرامج إرشادية لنيل درجة علمية لأصحابها, أما الفائدة المرجوة فلا تعود على هؤلاء الأطفال. فلم نسمع عن بحث أو برنامج طبق بنجاح على هؤلاء الأطفال. ولذا ارتأيت مدى احتياج الأسر والأخوة المعلمين إلى تقديم برامج علاجية سلوكية يكون من شأنها أن تعمل على تحسين الانتباه والتواصل الاجتماعي واللغوي. وكان همي الأول هو ما يقابله المعلمون والأسر على حد سواء من عقبات ومشاكل تعيق نجاح ومساعدة هؤلاء الأطفال على التوافق والاندماج في المجتمع. فالأولى بنا أن نهتم بهذه الشريحة التي تزداد بخطى متسرعة في الآونة الأخيرة. وكما أشارت جامي تالان ( 29, 1999 ) أن أفضل طريقة للتعامل مع فئة التو حديين هي تقديم العون عن طريق تحديد قدراتهم ووضع خطة إستراتيجية طويلة الأمد للعمل على تحسين حالتهم وتقديم الدعم لأسرهم. ولهذا تم أعداد هذا الكتاب المكون من ثلاثة أجزاء هم: الجزء الأول يتضمن عدة فصول, وهي كالتالي: الفصل الأول نبذة تاريخية ومفهومه ومصطلحا ته وتعريفات التوحد ، الفصل الثاني أسبابه ونظرياته ،الفصل الثالث أنواع التوحد الفصل الرابع: التشخيص الفارق مع الإعاقات الأخرى الفصل الخامس:الخصائص الفصل السادس:المقاييس والمعايير الخاصة بالتوحد الفصل السابع علاج التوحد ( الطبي والنفسي والحمية الغذائية ). الجزء الثاني: الجزء الثاني للأسر والأمهات والأخوات برنامج تنمية الانتباه- التواصل البصري. 1) برنامج رعاية الذات. برنامج المهارات الحياتية، والبرنامج الحمية الغذائية 2) برنامج الدمج الاجتماعي مع الأسرة والمدرسة. ) مواقف وعِبر مع أسر أطفال توحدين كانت أيديهم البيضاء لها الفضل في علاج التوحد " دراسات حالات من الواقع ".وأقدم هذا الكتاب إلى كل أم أبكتني عندما كنت أتحاور معها خلال المقابلات الفردية في جلسات الإرشاد الأسرى ، كم كانت الحسرة في قلوبهن جميعا ، حسرة تملأ قلبهن لوعة وحسرة على ما حدث لأطفالهن ، والله بكيت أثناء تقدمي محاضرة عن التوحد ( برنامج لوفاس) عندما شاهدت الطفل ينمو ويصير شابا كبيرا ومازالت الأعراض تلازمه أنها حسرة في القلوب الدامية على ما أطفالهن . 3) والجزء الثالث من الكتاب يتناول أفضل طرق التعلم مع الأطفال المضطربين بالتوحد وطرق تعليهم وهذه الطرق عالمية ، تم تطبيقها في دول العالم وتعتبر من أفضل الطرق المستخدمة حاليا في تعديل سلوك الأطفال المضطربين سلوكيا وتعليما ولغويا . ومن هذه الطرق برنامج التكامل السلوكي التطبيقي لوفاس وكذلك برنامج بكس للتواصل اللغوي وبرنامج تتيش وبرنامج التدريب بالفن باعتبار أن الطفل التوحدى يميل إلى التعامل بالألوان وتعتبر مثيرات له ، وكانت تجربتي الشخصية مع الأطفال التوحدى تأتى بنتائج جيدة في التعامل بالفن . ولعل القارئ يجد فيه المنفعة سواء كان باحثا أو كان من المعلمين الذين يتعاملون مع هذه الفئة الغالية على القلب ، وكذلك أولياء الأمور يجدون في هذا الكتاب الأمل المنشود في تعليم أطفالهم والعمل على الخروج بهم من الانطواء الذاتي على أنفسهم ويكون متنفسا لهم في دمجهم في المجتمع مرة ثانية . كما أقدمه لأعز وأحب الناس إلى قلبي وهم فلذات أكبادنا الذين حرموا من نعمة الذكاء واللعب والمرح في أحرج مراحل حياتهم وهى مرحلة البسمة والفرحة والبهجة، إليهم أهديهم هذا الكتاب الثاني لي داعيا رب العرش أن يخفف عنهم ويلهم لذويهم الصبر على هذا البلاء الذي أصاب فلذات أكبادهم وأقول لهم كلمة واحدة الصبر عند البلاء وعند رب العرش تهتز له السموات السبع ويقول النبي الكريم في حديثه عجبت لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته ضراء شكر وإن أصابته صراء شكر ) صدق رسول صلى الله عليه وسلم . كما أتقدم بالشكر والتقدير للمؤسسة زائد العليا على طبع هذا الكتاب على نفقتها وتوزيعه على الجهات التي تهتم برعاية وتعليم ذوى الاحتياجات الخاصة وأخص بالذكر فئة التوحد ، وهذا إن دل فأنه يدل على كرم عطاء دولة زايد الخير والكرم والعطاء بلا حدود فى ظل القيادة الرشيدة حاكم دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد حفظه الله . المؤلف جمال عبد الناصر سليمان الجندي مجلة احتياجات خاصة[/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0