[B]
منذ أقل من شهرين، أشعل الطبيب الاختصاصي في جراحة الدماغ والأعصاب ناجي زوين الأمل في نفوس مرضى الشلل الدماغي، محولا انهزامهم أمام المرض اندفاعا ملتهبا بعدما نجح وخلال عملية جراحية تعتبر الأولى من نوعها في المنطقة، بوصل العرق الفقري في العنق بالوريد الأساسي الذي يصل القلب بالدماغ لمريضة في الثامنة والستين من العمر فقدت معظم وظائف جسمها ما جعل الدكتور زوين يعطي نسبة نجاح للجراحة لا تتخطى الـ1%.
هو دخل غرفة عمليات المستشفى اللبناني الكندي وخرج منها بعد سبع ساعات ونصف بانجاز طبي لبناني كبير بعد نجاحه باعادة النطق والبصر لمريضته التي عادت أيضا تمشي وتتحسن يوما بعد يوم.
في حديث لـ"النشرة"، يشرح الدكتور زوين مدى خطورة العملية التي أقدم عليها بوصل العرق الفقري بالوريد وهي المرة الأولى التي تحصل فيها هكذا جراحة في الشرق الاوسط ويقول: "العرق الفقري يتواجد في خرزات الرقبة وهو عرق خطر ودقيق جدا بخلاف عرق الوريد كونه يغزي الجذع الدماغي والتي تعد المنطقة الأخطر في جسم الانسان. فاذا انقطع الدم عنها نفقد المريض تلقائيا".
ويلفت دكتور زوين الى أنّه كان قد شخّص حالة مريضته وطالبها بعملية جراحية في العام 2007 فهي كانت تشعر بدوار دائم وحتى تغيب عن الوعي في بعض الأحيان وقد تبين بعدما أجرى لها ميلا أن 98% من العرق الفقري مسدود، لكنّ أهلها رفضوا اجراء الجراحة بحينها بسبب خطورتها وكونها تُجرى للمرة الاولى في لبنان. ويقول د. زوين:" غابت المريضة 4 سنوات فأصيبت بشلل نصفي لم تعد تقوى على الكلام ولم تعد تبصر ورست في سريرها غير متجاوبة مع الأدوية. فاتصلت بي ابنتها طلبا للجراحة علما أنّ نسبة نجاحها كانت معدومة بعد تدهور حالتها بهذا الشكل. وما زاد من خطورة العملية أن العرق الفقري الثاني كان ايضا مسدودا بنسبة 70% أي أنّه لم تكن تتم تغذية الدماغ بالدم كما يلزم ممّا زاد من خطورة العمل الجراحي واحتمال حصول مضاعفات للجراحة؛ ما يعرف بــ "Infarctus du tronc cerebrale – Brainstem infarction" ويؤدي الى فقدان المريض لحياته أثناء العملية الجراحية. نجحت العملية، وبعد اسبوع خرجت المريضة من المشفى وبعد 10 ايام عادت تتكلم وترى وتمشي وحالتها تتحسن مع مرور الأيام."
ويشرح د. زوين أن "نسبة الوفيات بجراحات الدماغ كانت مرتفعة جدا في العالم اذ كانت تتخطى في بعض الاحيان نسبة الـ17% الا أنّه مع تطورالمراكز الطبية في العالم وتطور تكنولوجيا البنج والأدوية ومفهوم الجلطات الدماغية واكتشاف أسبابها بات من الممكن اعتماد الخيار الجراحي الذي يبقى خيارا وحيدا في بعض الأحيان".
ويعرّف د. زوين الجلطة قائلا:"الجلطة هي نقطة دم تتجمد في الرأس أو قطعة من الدهن تسد الشريان أو كمية هواء في الشريان والجلطة قد تصيب أي منطقة في الجسم، ولكن وبحسب الاحصاءات فأكبر نسبة من الجلطات تصيب القلب تليها الجلطات الدماغية." ويشرح د. زوين أن "الطب أصبح متمكنا 100% من كل أنواع الجلطات بالقلب ولكن التعاطي مع الجلطات الدماغية يبقى اصعب وبكثير نظرا لتكوين الدماغ البيولوجي الأنتومي كونه مكوّن من مجموعة خلايا عصبية تصل لحدود الـ10 مليار."
ويقول د. زوين:" معظم المرضى يصلون متأخرين الى جراحي الدماغ ما يجعل نسبة نجاح جراحاتهم منخفضة جدا لأن المريض يستفيد من العلاج الجراحي بأبكر وقت ممكن من اصابته بالجلطة فالخلايا العصبية تموت بعد فترة من الشلل النصفي لذلك بعد تحسن المريض نتيجة أدوية السيلان يجب أن يصار لصور تشخيصية دقيقة لننتقل بعدها للمرحلة الجراحية كون 60% من المصابين بجلطات يحتاجون للعمل الجراحي."
ويعدد د. زوين أبرز المشاكل التي تقف عائقا بين المريض والعمل الجراحي:
1- خطورة العملية
2- الكلفة المرتفعة
3- المسؤوولية الكبيرة التي يتخذها الجراح على عاتقه
4- عدم توافر التقنيات اللازمة في المستشفيات الحكومية
أما العوارض التي تسبق الجلطات العابرة او الـAIT والتي تدوم من دقائق لـ24 ساعة فهي:
دوخة، غياب عن الوعي، اخضرار في اليد أو الرجل، شلل مؤقت، ثقل في اللسان، صعوبة في البلع، تقتقة، هلوسة، غباش أبيض أمام العينين…ويشدّد د. زوين على أن هذه المظاهر تشكل انذارا للمريض أنّه سيصاب بجلطة كبيرة في الدماغ وبالتالي عليه استشارة الطبيب فورا.
ويعدّد د. زوين كذلك أكثر المعرضين للجلطات وهم: مرضى السكري والضغط المدخنين والذين لديهم كولستيرول وزيادة في الوزن.
ويدعو د. زوين المرضى لاعتماد التشخيص المبكر لأنّه يؤمن العلاج الأفضل للمريض ويقول:" حافظوا على نظافة شرايينكم فوحدها الكفيلة بتأمين حياة طويلة وصحية."
للاتصال بالدكتور زوين: المستشفى اللبناني الكندي 01511489
[/B]