[B]
إعاقته لم تقف حائلا أمام تحقيق حلمه وحلم كل شخص من ذوي الإعاقة السمعية حيث التحق بالجامعة و تخرج من كلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان بعد سنوات طويلة من الكفاح و المثابرة كأول شخص أصم يلتحق بالدراسة بالجامعات في مصر. تامر أنيس مهندس ديكور ناجح ورئيس الجمعية الأهلية للصم التي يحاول من خلالها تقديم الدعم للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية و أسرهم ليجتازوا الإعاقة و يحققوا النجاح في المجالات المختلفة. تقابلنا مع المهندس تامر أنيس وتحدثنا إليه من خلال مترجم الإشارة والكتابة للتعرف على تجربته الرائدة والناجحة.
فقال " أصر والدي ووالدتي على أن أتعلم القراءة والكتابة مثل أقراني ورفضوا فكرة إلتحاقي بمدراس الصم في البداية لما شاهدوه من إهمال بها ,فكان والدي يشتري لي الجرائد ويحاول تعليمي القراءة والكتابة, ثم تم إلحاقي, بمدرسة للصم و حصلت على الإعدادية, ولأن الصم لم يكن متاحا لهم في ذلك الوقت استكمال تعليمهم في أي مدرسة في مصر بعد الإعدادية تقدمت للعمل بإحدي شركات المقاولات الكبرى ,و قامت الشركة بإلحاقي بمدرسة ثانوية صناعية, وكنت متفوقا فيها مما جعلني أكثر تمسكا باستكمال تعليمي الجامعي.
ولكوني أصم واجهت الكثير من التحديات للالتحاق بالجامعة فحينما قدمت طلبا للإلتحاق بكلية الفنون التطبيقية قوبل طلبي بالرفض لأنه لم يحدث أن قبل طالب أصم بالكليات من قبل… فتقدمت بشكويى إلى وزير التعليم العالي وأخذت الشكوى مجراها حتى حصلت على استثناء من الوزير بدخول الكلية وكانت السابقة الأولى لأصم مصري في الالتحاق بهذه الكلية " .
وعن سنوات الدراسة تحدث " سنوات الدراسة داخل الجامعة لم تمر بسهولة فبعد التحاقي بقسم التصميم الداخلي والأثاث كنت أضطر لبذل مجهود مضاعف لفهم المحاضرات, لأنه كان ينقصني دائما لغة التواصل مع أساتذتي فكنت أبذل مجهودا كبيرا في قراءة الشفاه, كما كنت أعتمد على نقل المحاضرات من زملائي. ولكن بالرغم من المعاناة إلا أنني تفوقت على زملائي وحصدت المركز الثاني على الدفعة بتقدير جيد جدا عام 1990 وأصبحت بذلك أول عربي أصم يحصل على بكالوريوس الفنون التطبيقية وبتفوق " .
يضيف " رغم تفوقي إلا أنني لم أتمكن من العمل معيدا بالكلية لكوني من ذوي الإعاقة السمعية, وأمام هذه العقبة بدأت البحث عن عمل حتى استطعت العمل بإحديى الشركات كمصمم للديكور وتدرجت في المناصب داخلها حتى أصبحت الآن رئيسا لقسم الديكور الداخلي فيها ".
يتابع القول " حاولت ولا أزال البحث عن حلول لمشكلات ذوي الإعاقة السمعية وعلى رأسها مشكلة المشكلات بالنسبة لهم وهي التعليم وتفشي الأمية بينهم , حيث أن أكثر من 57% منهم أميون قراءة وكتابة, هذا كله فضلا عن انتشار البطالة بين غالبيتهم ".
وعن الجمعية التعي ساهم بتأسيسها يقول " كل هذه المشكلات التي يعانيها الأشخاص الصم في مصر دفعتني ومعي مجموعة من ذوي الإعاقة ومحبي التطوع إلي إنشاء جمعية تتبني مشكلاتهم وأطلقنا عليها اسم الجمعية المصرية لرعاية حقوق الصم, ومن خلال الجمعية قمنا بإعداد دورات منتظمة لمحو أمية آلاف الصم وضعاف السمع بالإضافة إلي تحسين مستوي المتعلمين منهم, فضلا عن عقد دورات لتعليم لغة الإشارة ليس فقط للصم ولكن لأسرهم والمتعاملين معهم, كما قامت الجمعية بإصدار أول قاموس بلغة الإشارة في مصر " .
[/B]