[B] كشفت الدكتورة حياة نظر — المدير العام لمعهد النور للمكفوفين — أنّ المعهد قام مؤخراً بتشكيل لجنة لدراسة البرامج وتطويرها بما يتلائم مع احتياجات ذوي الإعاقة البصرية، وأشارت إلى أنه قد تم وضع استراتيجيات في هذا الإطار لدراسة احتياجات كل من برنامج "الدمج" و"التدخل المبكر" و"رياض الاطفال" و"التأهيل المهني"، وامكانية تطويرها، موضحة أن هناك دراسة شاملة للدمج المبكر بهدف الوقوف على إيجابياته واحتياجاته وتحديد سبل تطويره بالتعاون مع مدارس الدمج..
جاء ذلك خلال حفل اقامه معهد النور للمكفوفين صباح أمس، لتكريم المكفوفين المتفوقين في الشهادة الثانوية العامة، والبالغ عددهم (8) طلاب تحدوا الصعاب وأثبتوا جدارتهم بحصولهم على نسب عالية تؤهلهم لإكمال تعليمهم الجامعي بأرقى الجامعات، وشهد الحفل عدد من المهتمين في المجال، إلى جانب حضور أولياء أمور الطلبة المتفوقين المحتفى بهم..
صنع مستقبل قطر
هذا وعبر الدكتور سيف الحجري — المشرف العام على معهد النور للمكفوفين — عن سعادته البالغة بتفوق ابنائه من ذوي الإعاقة البصرية ممن تم دمجهم بمدارس الدولة قائلا "لقاؤنا اليوم تكريم لابنائنا الذين بذلوا جهدا طوال سنوات تعليمهم، مما استطاعوا معه أن يتفوقوا، وهذا إن دل فإنما يدل على امكانيات هذه الفئة وقدراتهم التي قد يغفل عنها البعض"، مشيداً بدور أولياء الأمور في دعم ابنائهم وتوفير كافة اوجه الدعم لهم لمواصلة مشوارهم التعليمي، ومؤكداً أن المعهد باستمرار يعمل على تطوير برنامج الدمج لخدمة اكبر عدد من ذوي الإعاقة البصرية..
وأضاف د. الحجري "المشوار والطريق لا يزال أمامهم ويبدأ باستكمال التحصيل الجامعي، ونحن بالمعهد ندعوهم لمزيد من العطاء والعمل، ولاسيما أن هذه المرحلة زودتهم بالمعارف والمهارات التي تؤهلهم لخوض الحياة الجامعية ومن بعدها العمل والتميز"، معتبرا أن نجاحهم يؤكد أن لديهم مكانا جنبا إلى جنب مع أقرانهم المبصرين لصنع مستقبل قطر واستكمال المسيرة والانضمام إلى المكفوفين المتميزين في الدولة..
ورأى المشرف العام على معهد النور، أن المكفوفين وبتفوقهم أثبتوا أنه لا مكان للمستحيل عند العزم والإرادة وبذل الجهد والدعم المقدم من الأساتذة وفريق العمل والكادر المؤهل، لافتاً إلى أنّ المجتمع يحتاج إلى الكثير من التوعية حول هذه الفئة وما يمتلكونه من قدرات وامكانيات في كافة المجالات، وموضحا أنّ فريقا من الطلاب سوف يسافر غدا لاكتساب مهارات السفر والتعرف على بلاد جديدة وذلك تكريما من المعهد لهم لتفوقهم في الشهادة الثانوية العامة..
كما عبرت الدكتورة حياة نظر في كلمة لها خلال الحفل عن سعادتها أيضاً بتخريج دفعة جديدة من ابناء معهد النور من الشهادة الثانوية العامة، مؤكدة أن تفوقهم سوف يفتح لهم آفاقا جديدة لمواصلة مشوارهم التعليمي واستكمال حياتهم بنجاح وخدمة قطر..
نجاح تجربة الدمج
قال السيد محمد سعد الكواري — وكيل شؤون الدمج في معهد النور للمكفوفين — ان النتائج كانت متقاربة بين البنين والبنات، وتفوقهم كان شرفا عظيما ووساما على صدور كل العاملين في معهد النور، لا سيما القائمون على برنامج الدمج، موضحاً أن ما حققه الطلاب ذوو الإعاقة من نتائج عجز الطلاب المبصرون العاديون عن تحقيقه..
وأشار الكواري إلى أنّ برنامج الدمج بدأ في عام 2000 وتحديدا بعد سنتين من افتتاح معهد النور للمكفوفين، وكان بسيطا جداً، وبعد النقلة النوعية للتعليم في الدولة تم اعتماد سبل عديدة لدعم برنامج الدمج وطلبة ذوي الإعاقة، حيث أصبح الطالب الكفيف يأخذ كل المواد العلمية أسوة بزملائه الآخرين، منوها بأن هناك نية لتطبيق الدمج في المرحلة الابتدائية، إلا أنه قبل كل شيء لابد من تأهيل أولياء الأمور ومديري المدارس واحتياجات الكادر الوظيفي تقنيا ومهاريا..
وأوضح أنّ تجربة "الدمج" قد نجحت بدليل تفوق الطلاب ذوي الإعاقة البصرية في الشهادة الثانوية، لافتاً إلى أنّ جميع الاختبارات كانت مناصفة بين الطالب العادي والمعوق ولم تتم إضافة أو حذف أي سؤال، مما يؤكد أن الطالب المكفوف طالما أمنت له احتياجاته من كادر وأجهزة وامكانية توصيل المعلومة سينجح بل يتفوق، مؤكدا ان الدولة وفرت كل امكانيات الدعم لنجاح تجربة الدمج بدليل خوض المكفوفين جميع الاختبارات وهذا الأمر غير وارد بالدول التي تطبق فيها تجربة الدمج، حيث انه في الدول المجاورة الطالب يعفى من اختبار العلوم والرياضيات والفنية..
آمال وتطلعات
من جانب آخر أبدى عدد من الطلاب المتفوقين سعادتهم باجتيازهم المرحلة الثانوية بتفوق، حيث قالت الطالبة بشاير محمد المنصوري "بالرغم من الصعوبات التي واجهتنا فاننا اجتهدنا واستطعنا ان نتفوق بجدارة"، موضحة أن تجربة الدمج بالدولة جنت ثمارها، وانها سوف تدرس بجامعة قطر تخصص إعلام ومن ثم تلتحق بسوق العمل لخدمة وطنها..
واعتبر الطالب عبد الله سيف عبدالله قرشي من مدرسة خليفة الثانوية — أدبي — الحاصل على نسبة 91% أن تخرجه كان بمثابة حلم تحقق وأنه ينوي استكمال مسيرته التعليمية بدراسة الشريعة في جامعة قطر، متوجها بالشكر الجزيل لمعهد النور والدولة التي تذلل كافة الصعوبات التي كانت تواجههم اثناء مسيرتهم التعليمية..
أما الطالب عبد الله حمد سالم بو شريدة المري من مدرسة خليفة الثانوية — أدبي — تقدير 91%، فأشار إلى أنه سيواصل تعليمه الجامعي في السعودية، موضحا انه قد واجهته العديد من الصعوبات إلا أن معهد النور ساهم كثيراً في تذليل العراقيل..
الطالب سعيد بازهاير أوضح أنه سوف يلتحق بسوق العمل، ولا يريد اكمال تعليمه الجامعي، مؤكدا ان طموحه العمل في وزارة الأوقاف..
وقال الطالب المعتصم بالله عباس محمد — عمر بن الخطاب العلمية (علمي) نسبة 94 % — وهو يعد من ضعاف البصر، انه يسعى لدراسة هندسة الكهرباء في جامعة قطر آملا أن يساعده بصره على ذلك ولاسيما أن الأدوات المستخدمة في هذا المجال صغيرة ودقيقة..
الطالب وليد مراد البلوشي — الحاصل على المركز الرابع على قطر بنسبة 89% منازل — أوضح أنه يأمل دراسة القانون ورأى أن الكفيف في قطر تماما مثل باقي ذوي الإعاقة لا يعيش بعزلة وأن جهودا بذلت لدمجهم وأن الكفيف يحمل جزءا من المسؤولية إذ عليه أن يدمج نفسه في المجتمع وأن المجتمع متقبل للكفيف.
[/B]