[COLOR=#000000][B]عندمـا يكون لديك طفلاً صغيراً جداً، فإن اليوم الذي يستطيع فيه الكلام حقيقة سيبدو بعيداً جدا وإذا قيـل لك بأن هذا الطفل به متلازمة داون، فغالباً .ان أكثر ما سيشغل ذهنك هـو كيف سيتطور كلام الطفل خلال سنتين تقريباً ومن الطبيعي في المراحل الأولى ان تهتـم أكثر بالتطور الحركي للطفل، بجلوسه ولحاقه بالأشياء ووقوفه على رجليه. وعندما يبلغ الطفل حوالي سنتين سوف تلاحظ بأنه تخلف عن الأطفال الآخرين فيما يستطيع أن يقوله وعندما يصبح أكبر ربما تلاحظ أن تطور اللغة عنده بدأ يتخلف أكثر وأكثر عن المهارات الأخرى. ففي الحقيقة فإن كثيرين من الأطفال في عمر خمس سنوات ممن لديهم متلازمة داون لا يستطيعون التحدث إلا قليلاً. وهذا بالتأكيد حرمان كبير وأمر محبط جداً للطفل ولكل الذين يعرفونه. لهذا، ماذا يمكن أن نفعل حيال هذا الأمر؟ هل يمكننا المساعدة في تطوير لغة الطفل بنفس الطريقة التي نستطيع بها تطوير حركته؟ نعتقد أن الإجابة نعم، كما نعتقد أيضاً أن من الأفضل أن تبدأ المساعدة بوقت طويل قبل أن يكون طفلك مستعداً للكلام
مقدمة عن الكلام واللغة
أولاً وقبل كل شئ من المهم أن نفهم قليلاً عن كيفية تطور الكلام واللغة لدى الطفل العادي. فالأطفال عادة يبدأون التحدث في ما بين السنة الأولى والثانية من ميلادهم. فالكلمات بسيطة ومفردة والتي قد لا تكون صحيحة جداً، ولكنها واضحة بما فيه الكفاية ليفهمهـا أي أحد، وتحل بالتدريج محل اللعثمة والإشارة. ومحاولات الحديث المبكرة هذه، في الحقيقة هي نقطة النهـاية لفترة طويلة تسبق تطور اللغة التي تظل مستمرة منذ الميلاد. وحتى قبل ميلاده يستطيع طفلـك أن يسمع، وما أن يولد حتى يبدأ ينظر ويستمع إلى أي شئ يجرى حوله. ويصبح ذلك مهماً خاصة عند ارتباط الطفل حقيقة بالنشاط مثلاً، في وقت الحمـام ووقت إطعـامه أو عندما يتحدث إليه شخصاً ما أو يغنى له مباشرة. ولكي يبدأ الطفل في الكلام يحتاج أن يتعلم على الأقل أربع مهارات مختلفة خلال الأشهر الأولى التي ينظر فيها ويستمع ويحاول أن يأتي بأصوات.
أولاً :
يجـب أن يفهم الطفل أن الأصوات عندما تكون بطريقة معينة تعنى دائماً نفس الشيء، مثلاً هيا تعني أنـه سوف يحمل، ونجلس تعني العكس. وحول الحديقة تعني أنه ستجرى مداعبته. والكلمات المفردة ليست مهمة في الحقيقة ولكن المهم هو نمط الأصوات.
ثانياً:
أن يتعلم الطفل أن معظم النشاطات اليومية لها أصوات محددة أي الكلمة المتصلة بها، وأن كل النشاطات مختلفة. ووقت الحمام تعني أن الوقت حان للاستحمام وليس لوقت النوم أو وقت العشاء.
ثالثاً:
على الطفل أن يكتشف أن تعابيره وكلماته وهى تلقى الاستجابة من الكبار وان هذه التعابير كلما كانت جيدة ستلقى رد فعل أكثر في الاستجابة لمطالبه. وهذا يعني أن عليه أن يستمع بانتباه لأنواع الأصوات إذا حاول تكرارها وذلك لكي تحدث الأشياء.
وأخيراً، على الطفل أن يجعل لسانه يتحرك بصورة صحيحة وبسرعة كافية لإحداث الأصوات حتى نستطيع فهمه. ويجب أن يحدث كثير من الأشياء قبل ظهور تلك الكلمات الأولى.
كيف تؤثر متلازمة داون في كل هذا؟
لا تؤثر كثيراً في الشهور الأولى. من المحتمل أن ينظر طفلك ويسمع عندما تأتي الحركات والكلمات مع بعضها البعض، وربما يستطيع أن يفهم بدايات اللغة. وسوف يدرك كلمات هيا وحـول الحديقة مثل أي طفل آخر. فبعض الأطفال محظوظين جداً ويواصلون تطوير التحدث بدون مساعدة إضافية لهم. ولكن بكل أسف، يجد الكثيرون صعوبة ويتوقفون ربما لدى كلمات بسيطة وقليلة جداً، أو ربما من دون كلمات نهائياً إننا لا ندرك كل الأسباب لهذه المشكلة، ولكننا نعرف لماذا تحدث بعض الصعوبات.
أولاً
ربمـا تكون إصابات الأذن في السنوات الأولى تسبب ضعفاً خفيفاً في السمع. والفقدان الخفيف في السمع لا يعتبر أمراً خطيراً، فهو عادة ما ينتهي في الطفولة، إلا انه يحدث في زمن حرج جداً وهو في مرحلة تطور طفلك. لهذا من المهم أن يرى أخصائي الأنف والأذن والحنجرة طفلك وما يتعلـق بأذنه.
ثانياً
حتى لو لم يكن لدى طفلك أي مشاكل سمعية، ربما لا يسمع بشكل دقيق أصواتـاً مثل ش تش، تر در، والتي تبدو شبيهة لبعضها البعض. وهذه مشكلة أساسية تتعلق بالطريقة التي يتعامل فيها الدماغ مع إشارات الصوت القادمة عن طريق الأذنين. وتسمى هـذه العمليـة التمييز السمعي. وأغلب الأطفال الذين لديهم متلازمة داون يكون تمييزهم السمعي ضعيف.
ويعني هذا أن الأطفال الصغار الذين لديهم متلازمة داون ربما يسمعون بالتقريب فقـط لما تشبهه أصوات الكلمات حقيقة، لهـذا ليس مستغرباً أن يصعب على الطفل أن يقول الكلمات إذا لـم يسمعها بدقة في المرة الأولى. وسوف نعطى بعض الأمثلة على هذا في ما بعد. وأخيراً، فإن الليونة التي تلاحظها في أطراف طفلك أو ساقه قد تؤثر أيضا على العضلات التي تستخدم للكلام. وعليه فليس الطفل الذي لديه متلازمة داون فقط قد لا يستطيع أن يسمع بدقة، ولكن من المحتمل أيضاً أن تكون للطفل صعوبات في تنسيق العضلات التي تستخدم في تكوين الكلمات بصورة صحيحة.
قد يبدو كل هذا مثبط للهمة، ولكن وبعد أن عرفنا بعض الأسباب عن لماذا لدى الأطفال الذين لديهم متلازمة داون مشاكل تتعلق بالكلام واللغة، يمكننا الآن أن نبدأ بفعل شيئاً حول هذه المسألة
هل يمكن أن نقول أي الأطفال سيطور لغته بسهولة؟
الإجابة بكل أسف لا. وفي بعض الأحيـان فإن الطفل الذي يبدأ بصورة .صحيحة يمكنه أن يتوقف عندما يريد أن يستخدم أكثر من كلمات مفردة
كيف نتأكد من أن طفلاً ما يتعلم الكلام؟
لا نستطيع، إلا أن هناك أشياء كثيرة يمكن أن نفعلها لنساعده أثناء نموه
هنا بعض الأشياء الأساسية لفعلها أو عدم فعلها للمساعدة
1. تحدث إلى طفلك عن نفسه، وعن العالم حوله، واستمتع بمصاحبته وهو بالتأكيد سيستمتع بمصاحبتك. وعندما تفعل هذا تذكر أن تعطيه وقتاً كبيراً لكي يتكلم رداً على كلامك. وكثيراً من الأطفال الذين لديهم متلازمة داون يتأخرون كثيراً قبل أن يستطيعوا الاستجابة، وإذا تقدمت إلى الخطوة الأخرى قبل أن تعطيهم الوقت الكافي ودورهم في .المحادثة قد يصابون بالاضطراب الشديد
2. شجع الطفل، ليس على الاستماع للصوت فقط، ولكن اجعله هو نفسه .يأتي بأصوات – والعب معه بالمناغاة فهو أمر يسليه
3. شجعـه على تطوير العضلات المطلوبة للتحدث، وذلك بتشجيعه على .المص والمضغ مثل أي طفل آخر
4. ساعده لكي يفهم ما يحدث حوله وذلك بجعل الأشياء واضحة قدر الإمكان بالنسبة له. وتأكد بأنه ينظر إليك ويكون منتبها بصورة صحيحة عندما تحاول مساعدته على الفهم. وساعده على أن يرىويسمع ما يحدث
كيف يمكنني مساعدة طفلي أن يتعلم كيف يمص ويمضغ؟
للأطفال المولودين حديثاً أسلوب في الرضاعة يساعدهم على أخذ الكمية الصحيحة فقط من الحليب داخـل الفم، تمكنهم أن يبتلعوه دون أن يتركوا مجالاً لدخول كمية من الهواء، وكذلك دون أن يختنقـوا، بينما يتيحون لأنفسهم وقتاً للتنفس. وبعض الأطفال ممن لديهم متلازمة داون يعانون صعوبـة في التنسيق ما بين الرضاعة والتنفس والبلع، وقد يأخذ الطعام وقتاً طويلاً ويحتاج إلى قدر كبير من الصبر في الأسابيع الأولى من الولادة. والأسلوب الذي ينهجه الطفل لتناول الطعام في الأسابيع الأولى، هـو حركة مص داخلية وخارجية باللسان مع الشفتين مما يؤدي إلى إغلاق جيد يوقف تدفق كمية كبيرة وزائدة من الحليب. وهذا الأسلوب من الرضاعة جيد بالنسبة للشهور الأولى، إلا أن الطفـل بعد فترة قليلة يحتاج أن يـأخذ كمية أكبر من السوائل، وربما بعض الطعـام الجامـد نسبياً حيث يتغير أسلوب الحركة إلى حركة ضغط نحو الأعلى والأسفل. كما يبدأ اللسـان أيضاً بالقيام بحركات من تلقاء نفسه. إنه يدفع الطعام بنشاط إلى مؤخرة الفم دون الاعتماد على حركات المص المستخدمة للرضاعة. وبهذا فاللسان يكتشف أطراف الفم، كما يقوم أيضاً باكتشاف الطعام الذي تم امتصامه ومضغه وأصبح جاهزاً للبلع. وبكلمات أخرى يبدأ اللسان في العمل بصورة جادة
وكلما تدربت عضلات اللسان بصورة أكثر كلما كان ذلك افضل. وإذا كانت هذه العضلات ضعيفة تكون هذه الحركات أكثر تعقيداً وصعبة للغاية ويحدث التوجه لاستعادة أساليب الحركات البسيطة الأولى. ونتيجة ذلك أنه عندما تحدث محاولة التغلب على مشكلة الطعام شبه الجامد، وبدلاً أن يقوم الطفل بابتلاعه فإن حركة الدخول والخروج للسان تدفع الطعام مباشرة إلى خارج الفم مرة أخرى. وهذا يؤدي إلى إحباط كل من الأم والطفل، كما يؤدي إلى التوتر والقلق حول طريقة إطعام الطفل بسهولة
وضع أساليب صحية يأخذ وقتاً ويحتاج إلى صبر، غير إننا هنا نضع قليلاً من المعلومات المفيدة
1. لا تستعمل طعاماً كثير السيولة، لأن هذا صعب جداً التحكم فيه ومن .الأفضل استعمال العجينة القوية.
2. ضع الطعام داخل جانب من الفم وليس في وسط الفم – فهذا يحفز .حركة اللسان.
3. حاول أن تجعل طفلك أكثر إدراكاً لفمه وذلك بعمل مسح خفيف له .بإصبعك أو بتنظيفه برفق بالفرشاة.
4. لا تقلق إذا خرج الطعـام مرة أخرى من الفم، فليس هذا بالضرورة رفضاً للطعام، بل من المحتمل أن اللسان لم يستطع أن يقوم بحركات التنسيق الضرورية لكي يضع الطعام في مؤخرة اللسان وان يبتلعه .وفى هذه الحالة كرر المحاولة، وحاول عدم التراجع.
5. أفسح مزيداً من الوقت قدر الإمكان، ولا تحاول أن تأتي بقدر كبير جداً من الطعام مرة واحدة – ابدأ بكمية قليلة وزد بالتدريج.
6. الأواني الكبيرة غالباً ما تشجع على الشرب بطريقة غير صحيحة والكوب العادي هو الأفضل إذا استطعت أن تقبل اتساخ الملابس والمكان. وما يزال الأفضل هو الكوب المزود بفتحة خاصة للمص أو لوضع أنبوباً ورقياً يمتص بها الشراب، أو أنبوباً عادياً .وتوجد الآن أنـواعاً خاصة من الكاسات في السوق تستخدم لمثل هذه الحالات وللعلم هناك أطفال قليلون جداً ممن لديهم متلازمة داون .يتعلمون استعمال أنبوب الورق سريعاً بعد السنة الأولى من عمرهم.
7. إذا كنت قلقاً تماماً فإن الاختصاصي بمعالجة التحدث واللغة أو .أخصائي الأغذية سوف يعطيانك دائماً بعض النصائح.
هل هناك شئ آخر يمكن أن نفعله للمساعدة؟
أحـد الأشياء التي تعلمناها في السنوات القليلة الماضية أن كثيراً من الأطفال يحبون أن يتكلموا. إنهم يفهمون جيداً ما يقوله لهم والداهم. وهم يعرفون ما يريدون أن يقولوه هم أنفسهم، إلا انهم فقط لا يستطيعون أن يأتوا بالأصوات بالسرعة الكافية، أو أن يكرروها بالدقة الكافية. فإذا استطعنا احتواء هذه المشكلة فإن كل الوضع يمكن أن يكون سهلاً، ولا يصيبهم الإحباط.
واحد من الوسائل لعمل ذلك هو العمل من خلال الأشياء التي يستطيعطفلك عملها وذلك لمساعدة الأطفال الآخرين لفهم ما يريد أن يقول طفلك.
أن الإيماءات الطبيعية تساعدنا جميعا عند المواقف الصعبة. فالتلويح لشخص ما عبر حجرة يثير الانتباه، والإشارة إلى أشياء يعطى تعريفاً لما نتكلم عنه. والعبوس عند معارضتنا، والابتسام عندما نكون مسرورين، كلها وسائل طبيعية وعادية للاتصال بين شخص وآخر، وتعتبر معان إضافية للكلمات. انظر إلى هذا إنها هناك ليس هذا صحيحاً . هذه كلها تشرح بصـورة طبيعية بإيماءة بسيطة أو بعبوس الخ. والأطفال الذين لديهم متلازمة داون يفهمون هذه الإيماءات أسرع بكثير جداً وبسهولة مما يؤدون الكلمات التيتصاحبها. ويمكنهم استخدام المهارة التي تساعدهم على تطوير كلامهم ولغتهم.
هل تعنى الإشارة؟
نعم ولا ! ! ما نعنيه هو أن تتأكد من أن طفلك يتعلم بقدر أكبر عن طريق النظر والسمع ، حيث يربط ما يراه بما يقوله أو ما يقال له، وان يفعل نفس الشيء لنا. إننا نعني استعمال الإيماءة العادية الطبيعية، ولكن أيضاً استعمالبعض الإشارات البسيطة لشرح الأشياء حول الطفل بعناية أكثر.
إذا كان هذا يعني ما تقول عن الإشارة، فالإجابة بنعم لما نفعله. إلا أن ما لانعنيه هو معاملة الطفل كأنما هو أصم وان نقوم بالإشارة له لأي شئ.
إذا استطاع الطفل أن يكون له عالمه الخاص، وليس عالمنا، فاشرح له بمزيد من الوضوح ليستطيع أن يتعلم عما يجري وعما تقصده وسوف يحبالارتباط به.
كيف تعمل الإشارة؟
إننا ندلي بإشارات منذ فترة الطفولة المبكرة – إيماءات باليد – وسوف يستخدم الطفل كلمات أساسية قليلة. وكلما قلنا كلمة للطفل علينا أن نجعل لها إشارة في نفس الوقت حتى يستطيع أن يرى الكلمة وان يسمعها كذلك. وبهذه الطريقة عندما يكون الطفل الذي لديه متلازمة داون عمره سنتين ولا يتكلم فإنه قادراً على التعبير بالإشارة بعدد الكلمات التي ينطق بها الطفل العادي في مثل هذا العمر. وهذا مهم جداً بالنسبة لكل الأسرة، لأن الاحباطات التي تحدث لطفل ما عندما لا يستطيع الاتصال، قد تؤثر عليه لمدة طويلة. غير أنه عن طريق الإشارة لن يحتاج للصراخ والصياح لتعبير عما يريد. أنه سوف يستطيع أن يخبرك عندما يريد أن يشرب أو يريـد بسكوتا، أو أن يذهب للنوم، وسوف يستطيع أن يثير انتباهك إلى السيارة خارج الشباك، أو للكلب الذي ينبح. وفي الحقيقة سوف تستطيع إجراء محادثة مع هذا الطفل لأنك تستخدم إشارات وحديث، وهو يستعمل إشارات وأصوات.
إن القدرة على استخدام الإشارات ظلت ضرورية جداً بالنسبة لبعض الأطفال وذلك بتوضيح أي مقاطع لكلمات لا يسمعونها بدقة. فمثلاً، أم لطفله في عامها الثاني كانت تتكلم معها بدون إشارات عن البط ، فأتت البنت الصغيرة بإشارة قط وهذه مسألة مهمة جداً بالنسبة لشخصين. فالأم لم تتأكد فقط من أن الطفلة لابد أنها خلطت تماماً ما كانت تحاول الأم أن تخبرها به، واستطاعت تصحيحه، بل إنها أيضاً تعلمت بأن الطفلة لديها صعوبة خاصة في التمييز بين بعض الأصوات ، واستطاعت مساعدتها بهذا. وبدون إشارات فان هذا الخلـط ما كان يمكن أن يكون ظاهراً حتى تبلغ الطفلة الصغيرة الرابعة أو أكثر من عمرها، لأن في ذلك الوقت كل أنواع الفهم الخاطئ يمكن أن تحدث. لقد رأينا كلمات مختلفة وعبارات مختلطـة لدى أطفال مختلفين. مثلاً، بابا وباب، يد وجد.
كيف يمكن باستعمال الإشارات/الإيماءات المساعدة في تطوير الكلام؟
قليلون جداً من الأطفال لا يستطيعون أن يتعلموا التحدث مهما قدمنا لهم المساعدة، وبالنسبة لهؤلاء الأطفال فإن الإشارة قد تكون الوسيلة الوحيدة التي يستطيعون بها أن يتكلموا معنا. ولكـن معظم الأطفال يتكلمون والإشارة لا توقفهم عن التكلم بالطريقة العادية طالما ظللت تكلمهم دائماً بنفس الطريقة .وتشجعهم على الكلام – بنفس الطريقة التي تستخدمها مع أي طفل آخر.
أن الإشـارات تستخدم فقط كجسر للتطور حتى تستطيع مواهب الطفل في الاتصالات أن تواصـل التطور والنضوج في الوقت الذي يجد فيه الطفل أن من المستحيل أن يقول الكلمات الحقيقيـة على الرغم من أن لديه الكثير الذي يريد أن يقوله. وفيما يتطور كلام الطفل، فسريعاً ما يتعلم أن الكلام يمكنه أن يفعل الكثير بالنسبة له أكثر من الإشارات، وحالما يجعل من نفسه مفهوماً، فانه سيتخلص من طريقـة الإشارات. وهذه في الحقيقة يمكن أن تساعد الطفل على تطوير كلامه، لأنك قد لا تفهم محاولات الطفل الأولى بالكلمات – ونغمة عضلات الطفل الضعيفة تعني أن لديه صعوبة حقيقية في نطق الكلمات. ولكن إذا كان الطفل يستخدم الإيماءة والإشـارة عند كلامه فإنك ستعرف ما يحاول قوله، وسوف تستطيع مساعدته في أن يقول الكلمات بوضوح أكثر.
متى يتخلص الطفل من الإشارات؟
عندما يكون كلام الطفل كافياً جداً لأن يجعل من نفسه مفهوماً. والأطفال العاديين يختلفون كثيراً في السن التي يستطيعون فيها ان يجعلوا من أنفسهم مفهومين – وهذا يتراوح من 18 شهراً حتى أربع سنوات أو أكثر. لقد وجدنا بعض الأطفال يتخلصون من الإشارات بمرور الوقت أو قبل سن الخامسة، إلا ان معظم الأطفال يحتاجون استخدام الإشارات من وقت لآخر لبعض السنوات.
هل التلويح بذراعينا في الهواء إلى بعضنا البعض يمكن أن يعطي وضوحاً أكثر لطفلي؟
لن تكون ملوحاً بذراعيك في الهواء. وحتى الإشارات فإنها ليست جزءاً من الإيماءة الطبيعية، وغالباً ما تكون قريبة جداً إلى الجسم وغير ملفتة لأنظار الآخرين. وفي الحقيقة فإن بعض الناس قد ينظرون إليك عن قرب أكثر إذا كنت تؤشر إلى طفلك عندما تشرح شيئاً ما، إلا ان الأمهات يخبرننا بأن معظم الناس ينظروا إليك بالإعجاب وليس كانتقاد . وربما يبدءون حتى في استعمال الإشارات هم أنفسهم لكي يتحدثوا إلى الأطفال انهم عادة يندهشون .وتثار عواطفهم عندما يرد الطفل بإشارات.
[IMG]http://www.alamal.com.kw/contents/myuppic/04e10829e3c5bc.gif[/IMG]
هل تحتاج ان تكون خبيراً؟
لا. ففي الأيام الأولى تحتاج فقط معرفة إشارات الأشياء المهمة لطفلك كما جاء شرحه في الكتيـب انظر وقل. فالطفل يحتاج أن يتعلم كلمات بسيطة وقليلة عن رفعه أو وضعه، عن وقت النوم، ووقت الحمام، والطعام والشراب، وعن أفراد الأسرة. فهذه أشيـاء مهمة بالنسبة له، والإشارات المتعلقة بها سهلة وطبيعية. ويمكنكما مع بعضكما البعض ان تكونا مجموعة صغيرة من الإشارات التي يستطيع كلاكما فهمها. وأنت فقط ستضيف بالتدريج أشياء جديدة عندما تثير اهتمام طفلك – قطط، أشجار، بط وهاتف الخ.
أخيراً فإن الطفل يظل محتاجاً إلى كلمات تساعده على أن يكون الجمل الخاصة به وكلماته الخاصة مثل فلنذهب وهذا لي.
[IMG]http://www.alamal.com.kw/contents/myuppic/04e1082386d1ed.gif[/IMG]
إذا كانت هناك فرصة لأن يتعلم الطفل الكلام ، فلماذا القلق باستخدام الإشارات؟
كمـا قلنا من قبل، فإن بعض الأطفال المحظوظين قد يتعلمون الكلام بدون صعوبة كبيرة، إلا ان هناك أكثر منهم من الذين يصارعون حتى يحققوا كلاماً جيداً في عمر من المفترض ان يمضوا فيه إلى أشياء أخرى. وليس الكلام فقط هو المهم في حد ذاته، ولكن أيضاً فقدان وسيلة الاتصال لسنوات طويلة تسبب إحباطا شديدا، وقد تكون مدمرة للطفل والأسرة
ماذا عن بقية الأسرة والناس الآخرين ؟
هل سيؤثر ذلك على الطفل إذا لم يستطيعوا الإشارة إليه؟
عادة ما تكون أم الطفل هي التي تؤشر له أكثر لأنها تهتم بأن تكون معه أكثر من أي شخص آخر وهما الاثنان ينشئان تدريجياً الإشارات بينهما،ويكون لطيفاً جداً عندما يلتحق أفراد الأسرة الآخرون بهما أيضا.
وفـي الحقيقة فإن طفلك بالتأكيد لن يأخذ الكثير من أشخاص لا يؤشرون له مثلما يأخذ من الذين يؤشـرون له، غير أن الأطفال يتعلمون سريعاً جداً أن بعض الناس يستخدمون الإشارات والبعض لا يستخدمهـا. لهذا فالأكثر أهمية هو ان تعلم طفلك ان يلاحظ التعبيرات الصادرة من أي شخص الكثير من المدارس الخاصة تستخدم الإشارة لمساعدة ممن ليه صعوبة فيالكلام، وللزيادة يمكنك الرجوع إلى ماكاتون
ماذا إذا ذهب الطفل إلى اللعب في مجموعة ؟
هل يعتقد الأطفال الآخرون بأنه غريب؟
لا. ففيما يتعلق بالأطفال الآخرين، فان الإشارات التي يستخدمها طفلك هي إيماءات طبيعية. فعادة ما يستعملونها هم أنفسهم حتى يجعلوا اللغة مفهومة ومن جانبه فان طفلـك سيدرك بسرعة بأن الأطفال الآخرين ليسوابالمؤشرين، وسوف يقبل هذا.
هل يجد الكل أنه من السهل أن يؤشروا إلى أطفالهم؟
لا. فبعض الأمهات يشعرن بعدم الراحة في استعمال الإشارات في وقت مبكر. خاصة لأن هذا يتعارض مع كثير من الأجناس، فنحن الإنجليز لا نستخدم أيدينا كثيراً عندما نتكلم. وقليل من الوالدين لا يشعران أبداً بالراحة بالنسبة للإشـارة. لهذا ومن المهم جداً ان تشعر بالراحة والاسترخاء مع طفلك، وإذا كان التأشير يجعلك تشعر بالتوتر أو عدم الراحة فتخل عنه فكثيراً من الوالدين يشعران بالغرابة والشذوذ عند استخدام الإشارة ويختفي هذا الشعور عندما يبدأ أطفالهما رد إشاراتهم، ثم تصبح الإشارة شيئاً ممتعاً للجميع.[/B][/COLOR]