[B] كتب وليد عبدالله الغانم: قبل 3 سنوات تقريبا، حيث كنت في نادي الصم والبكم في منطقة الفيحاء، لاحظت وجود عدة اشخاص يتخاطبون ويتكلمون بصورة طبيعية، فسألت احدهم عما اذا كان هؤلاء زوارا للنادي، فأخبرني بالنفي، وفاجأني بانهم اعضاء مقيدون في نادي الصم، فقلت انهم يتكلمون ويسمعون مثلنا.. قال: نعم، لكنهم يحملون تقارير طبية تبين اعاقتهم السمعية، وهم يستفيدون من عضويتهم بالنادي للحصول على امتيازات المعاقين في الدولة. تذكرت هذه الحادثة، وانا اقرأ تصريحا لمسؤول سابق في هيئة المعاقين يتحدث فيه عن «تلاعب خطر تمثل في قيام مدعي الاعاقة (الأصحاء المعاقين) بوضع ماء في آذانهم قبل دخولهم اللجنة الطبية السمعية، وانهم اتبعوا هذا النهج للاستفادة من المزايا التي كفلها لهم قانون المعاقين، وكذلك لدعم قوائمهم الانتخابية في جمعية الصم والبكم» (الراي 2011/1/5). 1500 مواطن هو اجمالي عدد المعاقين في الكويت وفق الاحصائيات الرسمية لعام 1996، تصاعد العدد بصورة مهولة حتى اصبح 33 ألفا في نهاية عام 2009 (القبس 2010/2/17)، وكل ذلك لاجل الحصول على بعض الميزات المادية المقدمة من الدولة للمعاقين واولياء امورهم، وللتهرب من الوظائف الحكومية والحصول على التقاعد المبكر وخلافه في سلسلة متواصلة من تحايل بعض المواطنين على انظمة الدولة بكل دناءة وصفاقة. وزير الشؤون صرح قبل سنة بانه شكل لجنة جديدة لاعتماد ملفات المعاقين، وقبل ايام اعلنت هذه اللجنة انها رصدت 500 ملف لمدعي الاعاقة من أصل 2850 ملفا تم تدقيقها حتى الآن (السياسة 2011/2/8)، وعلى هذا المعدل فان اللجنة قد تكتشف اكثر من سبعة آلاف من مدعي الاعاقة على الاقل، وسنرى كيف ستطبق وزارة الشؤون ومجلس المعاقين القانون على هذه النوعيات المحتالة والمزورة. الناس يشترون العافية، والمرضى يسافرون الى دول العالم ليبحثوا عن العلاجات بكل انواعها، وثمة فئة لا تحلل ولا تحرم ولا تمانع في غش الوطن تبحث لها عن شهادة اعاقة مزروة، ويتبلون على انفسهم وعلى ابنائهم بانواع المرض لاجل الحصول على منافع مادية آنية، ويقولون عن انفسهم انهم مواطنون يحبون البلد فما اكذبهم! نتمنى من هيئة المعاقين ان تواصل عملها وتدقق على كل ملفاتها وتنصف الناس، وتستبعد المدعين وتتخذ معهم الاجراءات القانونية المناسبة من اجل ان يستفيد اهل الحاجة الفعلية من قوانين الدولة ورعايتها، وينال المتحايلون جزاءهم المناسب.. والله الموفق. [/B]