[B]
احتفلت مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة ممثلة في مركز أبوظبي لرعاية والتأهيل التابع لها بمقر نادي أبوظبي الرياضي بتخريج طلاب شعبة التعليم الأكاديمي من أبناء المركز لمختلف الفئات العمرية للعام الدراسي 2010 /2011. وبدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم، وعزف للسلام الوطني، عقبه عزف قدمته فرقة «الأوركسترا» للطلبة الصم، لمقطوعة «النهر الخالد»، حيث ظهر التناغم الواضح بين أصوات الآلات. كما قدمت طالبات مدرسة النور فقرة راقصة، تلاها عرض مسرحية لعدد من الأطفال الصم، أذهلوا الحضور بتمثيلهم المتقن، أعقبها عرض صور لرحلة الطلاب الصم العالمية إلى الولايات المتحدة، رصدت من خلالها أنشطة ومواقف متنوعة، قبل أن يتم توزيع شهادات التقدير والهدايا التذكارية على الخريجين والخريجات.
تضافر جهود
وجهت مريم القبيسي، رئيس قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة بالمؤسسة، التهنئة للطلاب وأولياء أمورهم، لافتة إلى أن نجاح هؤلاء الأبناء ما كان ليتم لولا تضافر الجهود لكافة العاملين بمؤسسة زايد العليا من كوادر إدارية وتربوية مؤهلة ولا سيما من العاملين لمركز أبوظبي وتعاون الأسر وأولياء الأمور، حيث أدى كل فرد دوره وواجبه على أكمل وجه لنقطف ثماراً كانت بالأمس بذوراً صغيرة ضعيفة.
وعبّر الطالب سلطان السيابي عن حبه وتقديره للقائمين على مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية ومركز أبوظبي للرعاية والتأهيل، مشيداً بدور المؤسسة الرائد وتقديمها الدعم لذوي الإعاقة، لتساهم في إعدادهم وتأخذ بيدهم ليصلوا إلى بر الأمان ويتمكنوا من الانخراط في المجتمع والاندماج في كل ما يحيط به. أما الطالب عبد الله يونس، الذي قدم ترجمة لكلمة زميله بلغة الإشارة، فعبّر عن سعادته بالتخرّج، مشيرا إلى أنه ينوي متابعة دراسته في أميركا، أسوة بأصدقائه الذين انتسبوا إلى إحدى المدارس الخاصة بالصم هناك لإنهاء المرحلة الثانوية. وأضاف أنه يتطلع إلى دراسة الحاسوب والعمل في جهاز الشرطة.
بدورها، وجهت والدة الطالب عبد الله يونس، نيابة عن أولياء الأمور والأسر، التحية والتقدير لكافة العاملين بمركز أبوظبي وكوادره الإدارية والتربوية على حسن الرعاية والعناية واجتهادهم وعملهم المخلص لوصول هؤلاء الأبناء إلى هذا المستوى العلمي وإعدادهم للاندماج في مدارس التعليم العام مع أقرانهم الأسوياء ومن ثم الاندماج في المجتمع ككل.
من جهته، قال أحمد سالم، مدرس تربية رياضية ومترجم لغة إشارة في المركز، إن الطلاب الصم يتميزون عن غيرهم، بأنهم أذكياء وحساسون جدا، كما أنهم متجانسون مع بعضهم البعض ومتعاونون لدرجة كبيرة، موضحا أن التعامل معهم ليس صعبا، حيث يمكنهم قراءة الشفاه والتخاطب بلغة الإشارة، التي هي جواز سفر يمكن صاحبه من الولوج إلى عالم الصم والتخاطب والتفاهم معهم.
ولفت سالم إلى أنه في البداية لم يتمكن من التواصل مع الطلاب بسبب عدم فهمه للغتهم، إلا أنه بعد أخذ عدد من الدورات في لغة الإشارة تمكن من التفاهم معهم، وقد صار أغلبهم أصدقاؤه، لأنهم يدركون حبه لهم، وصدقهم في التعامل معه.
من جهة أخرى، أعلنت مريم الزعابي، رئيس شعبة الإعاقة السمعية في مركز أبوظبي للرعاية والتأهيل، أن خمسة طلاب سيلتحقون بالدراسة في شعبة الإعاقة السمعية خلال العام الحالي، مشيرة الى أن المركز يقدم خدماته لـ 70 طالبا وطالبة من ذوي الإعاقات السمعية والحركية من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف التاسع، بواقع 11 طالبا يعانون الإعاقة الحركية، و59 طالباً يعانون الإعاقة السمعية.
أوركسترا الصمّ
تحت شعار «صمّ لا نسمع.. لكن نبدع نطرب من يسمع» قدّم أطفال فرقة أوركسترا الصمّ معزوفة موسيقية أذهلت الحضور، عنها قال مؤسس وقائد الفرقة منصور الشحّات إن «الفرقة تضم 33 طالبا وطالبة من الصم يعزفون على آلات مختلفة منها وترية، وبيانو، ومفاتيح وجيتار وغيرها من الآلات الموسيقية. مضيفا أن الهدف من تأسيس الفرقة الموسيقية هو إعطاء الأطفال الصم كافة الحقوق وإشباع رغباتهم وميولهم كالأسوياء لأنهم يدرسون نفس المناهج التعليمية، فلم لا يمارسون نفس الأنشطة اللامنهجية؟»
وأضاف أن الأبحاث والدراسات أثبتت أن الصمّ لديهم قدر من التفكير والخيال بسبب فقدانهم حاسة السمع، لافتا إلى أنه بعد تطبيق برنامج تعليم الموسيقى على الطلاب الصم في المركز، دون انتقاء، أثبتوا قدرات ومهارات عالية في العزف الموسيقي، أما التناغم الحاصل في العزف فهو ناجم عن التدريب المكثف لهم والذي يتم عبر التخاطب معهم بلغة الإشارة ولغة الجسد والتواصل الكلّي، الأمر الذي أهلهم للمشاركة في مسابقات وحفلات محلية وعالمية، كان آخرها المهرجان العالمي للطفل المبتسم الذي أقيم في مدينة اسطنبول بتركيا، حيث كانت الفرقة العربية الوحيدة المشاركة في المهرجان.
وأعلن الشحّات أن الفرقة حاليا بصدد المشاركة في جولة عالمية لإحياء سبع حفلات موسيقية في سبع دول مختلفة، من بينها بيروت وإيطاليا وبيلاروسيا وغيرها من الدول، حيث تبدأ هذه الحفلات في السادس والعشرين من الشهر الجاري، وذلك بهدف التعريف بالإعاقة حول العالم.
[/B]