[B]
أكد الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس أمناء مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، أن مقدار نجاح المجتمعات في الريادة العلمية يقاس بما تنجزه مؤسسات البحث العلمي من بحث وما تتوصل إليه من نتائج مثمرة يمكن تطويعها لخدمة أهداف التنمية والتطوير والمساهمة في تقدم الشعوب، وقال "نحن ـ والحمد لله ـ في مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة حققنا العديد من المنجزات الوطنية المهمة في تخصص المركز (أبحاث الإعاقة)، وما زلنا نطمح إلى الكثير".
وأضاف الأمير سلطان خلال حفل توقيعه 11 اتفاقية لتنفيذ برنامج المسح الوطني للصحة النفسية في المملكة واتفاقيات الشراكة الاستراتيجية، وذلك في قصر الطويق للاحتفالات في الرياض البارحة، أن المركز تمكن من إيجاد مكانة متميزة ورائدة على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، لافتا إلى ضرورة بذل قصارى الجهد لإحداث تغيير حقيقي من شأنه أن يفضي إلى اكتشاف مسببات الإعاقة، والتدخل المبكر للحد منها والتخفيف من وطأتها ما أمكن بمشيئة الله تعالى.
وقال الأمير سلطان في كلمته خلال الحفل الذي حضره الدكتور يوسف العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية وعدد من مؤسسي وشركاء المركز، إن تحقيق تلك الريادة هو ما قام به المركز من بناء جسور التعاون مع الجهات البحثية المحلية والإقليمية والدولية المتميزة ذات الصلة، وكذلك مع العلماء والخبراء المختصين في مجال الإعاقة، لترجمة نتائج البحوث من معرفة وتحويلها إلى واقع ملموس لإثراء حياة المعوقين، وتمكينهم من الاستفادة القصوى من قدراتهم الذاتية الكامنة، وأدى التزام المركز مع المؤسسات العلمية المرموقة إلى تطوير جهد تعاوني عالمي للاكتشاف المبكر للإعاقة، والحد منها بمشيئة الله، وتوظيف المعرفة لتحسين حياة المعوقين، تأصيلاً لشعار المركز "علمُ ينفع الناس".
وزاد الأمير سلطان "يمكن القول – بكل فخر واعتزاز- أن مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة أصبح اليوم مركزاً ريادياً متميزاً، وهو يعد المركز الوحيد المتخصص في مجالات الإعاقة على مستوى العالم العربي والإسلامي، وقد حقق – ولله الحمد – نتيجةً لتلك الشراكات المتميزة والعمل الجماعي المشترك العديد من الإنجازات الوطنية، منها على سبيل المثال: نظام رعاية المعوقين في المملكة، البحث الوطني لدراسة الإعاقة لدى الأطفال في المملكة، البرنامج الوطني للاكتشاف والتدخل المبكر لأمراض التمثيل الغذائي والغدد الوراثية لدى الأطفال حديثي الولادة، برنامج "الوصول الشامل"، تنفيذ ثلاثة مؤتمرات علمية عالمية مشتركة بين المركز والعديد من الوزارات.
وعن فحوى توقيع الاتفاقيات قال رئيس أمناء مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة "اليوم نشهد توقيع اتفاقيات تعاون مع وزارة الصحة، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وجامعة الملك سعود، وذلك من أجل تطبيق أحد أهم البرامج الوطنية الحالية التي ستؤتي ثمارها في القريب العاجل بمشيئة الله، وهو برنامج "المسح الوطني للصحة النفسية في المملكة تحت شعار الصحة وضغوط الحياة"، والذي يُعتبر أول دراسة للقيام بعملية مسح شامل في المملكة للأمراض النفسية، وتحديد مسبباتها، ومدى انتشارها في المجتمع، وتسليط الضوء على آثارها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، ثم بلورة برنامج متكامل لمدى انتشارها في المجتمع، ومعالجتها، وتكمن أهمية الدراسة في أنها ستزود العاملين في الصحة النفسية ومتخذي القرار برؤية واقعية تساعد على توفير التخطيط الصحي للخدمات اللازمة للوقاية، والعلاج، والتأهيل في المملكة.
ومضى بالقول: "وحيث إن الاضطرابات النفسية من أكبر المشكلات الصحية في المجتمع على المستوى العالمي، إذ تشير التقديرات العالمية إلى أن 450 مليون شخص في العالم يعانون اضطرابات نفسية".
وزاد: "إن تنفيذ البرنامج يأتي امتداداً للمسح العالمي للصحة النفسية، حيث إنه تم إجراؤه في 26 دولة والمملكة الآن الدولة رقم 30 في إجراء ذلك المسح للوقوف على تحديد نسب انتشار الاضطرابات النفسية، وعوامل الخطوة المتعلقة بها، ونتائج علاجها، ويستفيد من تطبيق البرنامج مختلف شرائح المجتمع، حيث إنه لا يرتبط بعمر معين ولكن يشمل جميع الأعمار، والأمراض النفسية كثيرة، والبرنامج يحددها بالتفصيل ونسب كل اضطراب من الاضطرابات النفسية".
من ناحيته، تبرع عبد الرحمن بن علي التركي رئيس مجلس إدارة أبراج كابيتال وعضو مؤسس لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، بمليوني دولار لدعم برنامج "المسح الوطني للصحة النفسية في المملكة".
وقال التركي إن تبرع شركة أبراج كابيتال لهذا المشروع الوطني يجسد ثقافة المسؤولية الاجتماعية والمبادرات الإنسانية التي تحرص الشركة على القيام بها، دعما للمؤسسات والمراكز التي تعنى بالشؤون الصحية والتأهيلية.
وأضاف أن شركة أبراج كابيتال تحذو وتقتدي من خلال هذا الدعم بولاة أمرنا – يحفظهم الله – في هذا البلد المعطاء، يتقدمهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد، الرئيس الأعلى لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، سلطان الخير والإنسانية، والأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني وزير الداخلية.
وزاد: "كما إننا نقتدي برجل الخير وصاحب المبادرات الإنسانية والاجتماعية، مؤسس مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة الأمير سلمان بن عبد العزيز، فهو المؤسس والداعم الأول لهذا المركز العلمي البحثي المتخصص".
وبيّن التركي أن برنامج "المسح الوطني للصحة النفسية" يعتبر من البرامج المهمة التي يقوم المركز بتنفيذها مع العديد من الوزارات والجهات الحكومية، وبالتعاون مع عدد من المنظمات والمراكز العالمية مثل منظمة الصحة العالمية وجامعة هارفارد وجامعة ميتشجن.
من جهته، قال الدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة في كلمة ألقاها نيابة عنه الدكتور محمد الخشيم وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير، إن مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة ـ ذلك الصرح العلمي الشامخ ـ منذ إنشائه عام 1412هـ أخذ على عاتقه مهمة جسيمة تتمثل في تسخير البحث العلمي لسد فراغ كبير في هذا المجال واتخذ مبدأ التفاعل والتكامل مع المؤسسات والقطاعات المختلفة منهجاً له في دعم جهود الدولة المباركة في سبيل مكافحة الإعاقة والاكتشاف المبكر لها، والحد منها ومن آثارها على الفرد والمجتمع وليكون الذراع العلمية والبحثية المساندة لمؤسسات الدولة والجمعيات الخيرية المهتمة بالإعاقة، ولذلك فلقد تسابقت مؤسسات الدولة في احتضان هذا الإنجاز الوطني الرائد، والأول من نوعه في بلادنا وعلى مستوى المنطقة، بل مماثل لما هو على مستوى العالم من مراكز بحثية علمية متخصصة تقوم على المنهج العلمي، والتخطيط الاستراتيجي.
وأضاف الوزير "من أهم أهداف مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة مواجهة الإعاقة وآثارها الاجتماعية والإنسانية بطريقة علمية ممنهجة تهدف للحد من الإعاقة وإيجاد وسائل العلاج وتيسير حياة المعوقين والمساهمة في دمجهم بالمجتمع ليكونوا مواطنين نافعين لأسرهم وبلادهم".
وبيّن الربيعة "لقد اتخذ المركز شعاراً له عبارة "علم ينفع الناس" كدلالة على ما يهدف إليه من أعمال تصب أساساً ومباشرة في منفعة الإنسان.. وحقق مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة منذ إنشائه وبالتعاون بين مؤسسات الدولة المختلفة العديد من الإنجازات الوطنية المهمة، مثل نظام رعاية المعوقين بالمملكة، والبحث الوطني لدراسة الإعاقة لدى الأطفال بالمملكة العربية السعودية، وبرنامج الكشف المبكر لأمراض التمثيل الغذائي لدى حديثي الولادة بالمملكة، والذي قد أسهم ـ بمشيئة الله ـ في إنقاذ عشرات بل مئات الأطفال من الإعاقة والوفاة بإذن الله تعالى، وتسعد وزارة الصحة وجميع قطاعاتها الطبية في أن تكون إحدى الجهات الرئيسية المشاركة في تنفيذ ذلك البرنامج الوطني المهم، حتى إن مجلس التعاون لدول الخليج العربي قرر تعميم تجربة المركز في جميع دول الخليج لأهمية النتائج المحققة من تطبيقه".
وهنا أضاف الربيعة "لقد شاركت وزارة الصحة مع المركز والعديد من الجهات الأخرى في تنفيذ "المؤتمر الدولي الثالث للإعاقة والتأهيل" ونتج عن إحدى توصيات المؤتمر "تثمين المشاركين جهود مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة في تبني شراكات استراتيجية تهدف إلى إيجاد برامج لتطوير الأبحاث والدراسات في مجال الإعاقة، والارتقاء بمستوى حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، ومنها برنامج "المسح الوطني للصحة النفسية".
وقال في هذا الصدد: "للتجارب البحثية الوطنية السابقة بين المركز والوزارة والتي تنبع من الشراكة الاستراتيجية بينهما، وما حققته تلك الشراكة الاستراتيجية من برامج ومشاريع بحثية وطنية متميزة في نتائجها، وأخذاً في الاعتبار الإمكانات والقدرات البشرية والتشخيصية المتوافرة بوزارة الصحة، فلقد تم الاتفاق على تنفيذ البحث بالشراكة بين المركز والجهات ذات الصلة لتحقيق أفضل النتائج".
في حين وقع الأمير سلطان بن سلمان اتفاقية تعاون المسح الوطني للصحة النفسية مع كل من الدكتور محمد الخشيم وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير وذلك بالإنابة عن الدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة، والدكتور محمد بن إبراهيم السويل رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، والدكتور قاسم بن عثمان القصبي المشرف العام التنفيذي على مستشفى الملك فيصل التخصصي، والدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود.
كما جرى خلال اللقاء توقيع اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية بين المركز والعديد من الوزارات والجهات الأكاديمية والبحثية، حيث وقع الأمير سلطان اتفاقية تعاون مع كل من الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية، والدكتور محمد الخشيم وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير، وذلك بالإنابة عن الدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة، والدكتور محمد بن إبراهيم السويل رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، والدكتور قاسم القصبي المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، والدكتور ماجد بن عبد الله القصبي مدير عام مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، والدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود، وعبد الرحمن بن علي التركي رئيس مجلس إدارة أبراج كابيتل وعضو مؤسس لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، بينما سيتم توقيع اتفاقية أخرى مع وزارة التعليم العالي سيتم تحديد موعدها لاحقا.
[/B]