[B]ترى أعماله في النحت، فتتوقع فنانا كبير السن، ذا شعر أبيض، وتتيقن من إحساسك عندما تعلم أن حفل افتتاح معرضه سيحضره الدكتور عماد أبو غازي، وزير الثقافة، والمهندس محمد أبو سعدة، مدير صندوق التنمية الثقافية، ولكنك تفاجأ بشاب لا يتعدى الـ24 عاما، ينتظر في ركن بعيد، ولا ينظر لعينيك مباشرة، يبستم على استحياء عندما يسلم على الوزير. إنه حفل افتتاح معرض الفنان "عمر يحيى" في مركز طلعت حرب الثقافي، والذي تأتي أهميته في أنه المعرض الأول الذي يعبر فيه أحد الفنانين (من ذوي الاحتياجات الخاصة) عن رؤيتهم لأحداث ثورة 25 يناير، ومدى تأثيرها عليه من خلال أعماله النحتية.
بدأت الدكتورة أماني صبري، دكتوراة في التربية الفنية، ومتخصصة ذوي الاحتياجات الخاصة، بالحديث عن عمر يحيى "بالرغم من عملي كمعلمة للأطفال من ذوي الإعاقة لمدة 21 عاما، إلا أن (عمر) أكسبني شهرتي كمعلمة، فأنا فخورة بـ(عمر) كطالب، وكابن".
وأضافت، "(عمر يحيى) شاب من أبناء جمعية (الحق في الحياة)، وقد اكتشفت، منذ زمن طويل عندما كنت أدرّس له في الجمعية، موهبته في النحت في سن 8 سنوات، فقد تفجرت طاقاته داخل المتحف المصري خلال برنامج التربية المتحفية، بل تفوق على أغلب أقرانه بانتباهه للبعد الثالث في الرسم".
وأكملت: "فعرضت على والده فكرة إقامة معرض له، ورحب والده بالفكرة، فإن كان لدي 10% من نجاح المعرض، فإن لوالده 90% من النجاح، من توفيره للخامات، وعندما تم عرض الفكرة على الوزير رحب بشدة، وأصر على حضوره، بل وسانده المهندس محمد أبو سعدة في إقامة المعرض".
ويقول والد عمر، الأستاذ يحيى: "شعرت بالفخر ودمعت عيناي، عندما رأيت الوزير يفتتح معرض ابني، وأدين بالفضل كل الفضل، لله ثم للدكتورة أماني، فهي أول من اكتشف موهبته، وحاولت إنماءها"، وأضاف صديق للوالد، "إنما هي البداية فقط، فما أراه من مستوى، إنما هي مجموعة من البدايات، بدايات للأفكار، والمواهب المتفجرة والتي ستظهرها الأيام القادمة".
وأشاد الدكتور عماد أبو غازي بجودة الأعمال المعروضة، والتي قامت الدكتورة أماني صبري، بالحديث عنها للوزير وللمهندس أبو سعدة، وشهد الحفل حضورا كثيفا من الجمهور. واستعرض الحضور المعروضات، والتي صاغها عمر يحيى للتعبير عن مقاومة الثوار وفرحة النصر، من خلال تكوينات فردية وجماعية تعكس مدى تأثره بهذا الحدث الكبير، كما ضم المعرض الكثير من الأعمال الفنية، والتي أنتجها يحيى على مدى عام ونصف العام، ويمكن تصنيفها إلى أربع مراحل: مرحلة تأثره بالفن المصري القديم، ومرحلته الثانية التي تأثر بها تمركزت حول أسرته، والمرحلة الثالثة التي اهتم فيها بتفاصيل الجسد من خلال تجسيده لفن الجمباز في أوضاع عديدة، والمرحلة الرابعة هي المرحلة التي تعكس تأثره بالثورة.
عمر يحيي في سطور
– عضو في جمعية "الحق في الحياة" للمعاقين فكريا.
– شارك في العديد من المهرجانات وورش العمل مثل (إبداع بلا حدود 2009، ومعرض اليوم العربي للمعاق بالجامعة العربية 2010، وافتتاح المتحف المصري للطفل 2010، ومعارض الإبداع لفنون الأطفال ذوي التوحد 2009 ألى 2011، ومعرض رؤى ضوئية، وصالون الفن الخاص 2011).
– حاصل على جائزة صالون الفن الخاص 2011، وشهادة تقدير وميدالية من كلية التربية الفنية 2010، ومعرض الإبداع.
– لديه عملان بالمتحف المصري للطفل.
[/B]