[B]ربما يكون اكتشاف الآباء أن طفلهم طفل توحدي هو أسوأ خبر في حياتهم . ومع ذلك فان هذا ليس نهاية العالم , ولانهاية الأسرة . والحق أن وجود طفل توحدي بالأسرة يعتبر أمرا ضاغطا ويمكن أن يفيد الأسرة في معظم الأوقات , ومع ذلك فهناك عدة طرق للمواجهة . وستجد الأ سرة سبيلها وستسلك طريقها في التحدي , ولكن على الآباء أن يعلموا منذ البداية أن ذلك ممكن وليس ضربا من ضروب الخيال , أو لونا من ألوان المحال . قد عاشت آلاف العائلات وبينها أطفال توحديون , وسلكوا نفس الموارد , واثبتوا للجميع ان الحياة ليست مستحيلة .
وليس من شك في أن كثيرا من الآباء يغلقون وينزعجون وينشغلون بخصوص وجود طفل توحدي في العائلة , وآثار ذلك عليها . وربما يتساءل الآباء : هل سيكون سلوك طفلنا شاذا جدا بحيث يدمر حياتنا اليومية ؟ وهل ستنتهي حياتنا الأسرية الى الأبد ؟ الى غير ذلك من الأسئلة التي تشغل اهتمام آباء الأطفال التوحديين .
شعور الآباء بالرضا عن أنفسهم كآباء :
لايختلف اثنان على أن آباء الطفل التوحدي يشعرون بصدمة كبيرة وعنيفة وقد تزعزع ثقتهم بأنفسهم وتقديرهم لذاتهم . ترى ما الذي يسبب الشك الذاتي المفاجئ ؟
أولا : الغموض الذي يحيط بالتوحدية .
ثانيا : مع التوحدية تظهر كتائب المختصصين الذين ينبرون لاسداء النصح بخصوص الرعاية اليومية , والتعليم , الاندماج , والعلاج الطبي للطفل .
ثالثا : يفتقر الآباء الى المعلومات عن التوحدية , ولذا تضطرب توقعاتهم .
الحياة الأسرية :
تتشابة أسر الأطفال التوحديين مع أسر الأطفال الطبيعيين الذين يعانون من اضطرابات أو اعاقات أكثر مما تختلف وتتنافر . فالطفل التوحدي قد يغير حياة الأسرة ولكنه لا يغير الآباء . فالآباء لا زالوا عم الآباء الذين كانوا قبل أن يتم تشخيص الطفل على أنه توحدي .
ويمر جمبع الآباء ببعض مشاعر الذنب , وعدم الكفاءة , والاحباط , والتوتر . كما أن كل الأخوة يعانون من الغيرة والغضب والحرج في كثير من أوقات في حياتهم . وبين حين يختلف الأجداد مع أبنائهم بخصوص أفضل طريقة لتربية الأطفال .
وغالبا ما تتكثف المشاعر والصراعات والمشكلات المطالب التي يقتضيها كون المرء أبا أو أخا أو جدا أو عما أو خالا لطف توحدي . ولكنها لا تزال استجابات طبيعية يشعر بها جميع الناس .
وهذا لا يعني أن وجود الطفل التوحدي لايغير الأسرة – ففي بعض الأسر يصبح التغير جذريا . ولا شك أن جميع أفراد الأسرة يتأثرون , وأن كل فرد يتأثر بطريقة قد تختلف عن الطريقة التي يتأثر بها الآخرون .
ما هي اهم العلامات والظواهر التي توضح للوالدين ان طفلهم توحدي؟
هناك علامات كثيرة للتوحد ولكن بعضها قد تكون أعراض لأمراض أخرى ، والوالدين هم الأكثر قدرة لاكتشاف حالة طفلهم ، ومن هنا حاولنا إيجاز بعض العلامات التي تساعد الوالدين على الكشف المبكر عن التوحد ، أما التشخيص فهو ما يقرره الطبيب المعالج ، الطبيب النفسي ، والمتخصصين في هذا المجال ، ومن أهم العلامات :
– صعوبة الاختلاط مع الأطفال الآخرين
– تجاهل الآخرين كأنه أصم
– رفض ومقاومة التعليم والتدريب
– عدم طلب المساعدة من الآخرين عند احتياجها
– غير ودود متحفظ وفاتر
– يطيل النظر إلى لعبته ، وعلاقة غير طبيعية مع لعبته
– عدم الخوف من الأشياء الخطرة كالنار والسيارات
– الرتابة ورفض التغيير
– الضحك من غير سبب
– الصراخ الدائم من غير سبب
– الحركة المستمرة من غير هدف
– عدم التركيز بالنظر
هل تعلم.؟
أن التوحد لا يعني.. أن الشخص التوحدي لا يرغب في الاستمتاع . إن تعليم الطفل التوحدي والعمل معه يجب أن يتم من خلال نشاطات ممتعة , ومن خلال اهتماماته وغن بدت هذه الاهتمامات دون معنى لنا . فإذا كان الطفل يستمتع ويهتم كثيرا بالحيوانات مثلا فيمكن في مثل هذه الحالة تعليمه المهارات اللغوية والإدراكية والاجتماعية والتعليمية من خلال صور الحيوانات أو كتابة كلمات عن الحيوانات .[/B]