0 تعليق
926 المشاهدات

الفحوص الطبية تكفل مشاركة رياضية ناجحة لذوي الإعاقة اقرأ المزيد : المقال كامل – الفحوص الطبية تكفل مشاركة رياضية ناجحة لذوي الإعاقة



[B]ممارسة الرياضة أمر مهم جدا لذوي الإعاقة، بل إنها جزء مكمل لعلاجهم في الكثير من الحالات، لا سيما فيما يتعلق بالإعاقات الحركية، حيث تعمل التمارين الرياضية المختلفة على تقوية العضلات والمفاصل وتليينهما، وكذلك تفعل بالنسبة للأعصاب في الجسم، والتي تعاني من كسل أو شلل، إلى ذلك فإنها تعمل على استقرار الحالة الصحية للمريض، إن لم تقدر على علاجها وتحسين حالتها، بحيث تمنع تدهورها.. لكن هذا لا يعني التصريح لجميع حالات الإعاقة بممارسة أنواع الرياضات المختلفة دون قيد أو شرط، فثمة محددات وشروط يجب أن يخضع لها المعاقون قبل قيامهم بذلك، لكي لا تكون الرياضة سببا في تردي أحوالهم الصحية.

يعتبر الفحص الطبي بالنسبة للمعاق أمرا أساسيا وروتينيا في حياته، ومن خلاله تتحدد معالم تصرفاته وهواياته الذهنية والجسدية، غير أن هذا الفحص يصبح ضرورة حتمية في حال ممارسة المعاق للرياضات المختلفة، حتى لا يؤثر ذلك على صحته في المستقبل، بحسب ما يؤكد مختصون في هذه المسألة. وفي الوقت الذي تعمل فيه مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، من خلال مراكزها المختلفة، على تعميق وتفعيل مشاركة ذوي الإعاقة في المجال الرياضي، إلا أنها تؤكد في الوقت ذاته على أهمية خضوعهم للفحص الطبي الذي يضمن قدرتهم على ممارسة أنواع من الرياضة، تتناسب وحالة كلّ منهم، ويكفل سلامتهم في آن معا.

إنجازات رياضية

يؤكد القائمون على نادي أبوظبي لذوي الاحتياجات الخاصة، التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، أن النتائج التي حققها أبناؤه من ذوي الإعاقة، في مجال الرياضة، هي أمر تفتخر به، حيث يوجد الكثير من اللاعبين الذين سطروا اسم الإمارات إقليميا وعالميا من خلال مشاركاتهم في أنشطة ومسابقات وبطولات مختلفة، موضحين أن هذه النتائج لا تعني بالضرورة تساهل النادي في شروطه تجاه قبولهم أو سماحه لهم بالمشاركة، ذلك أن سلامة المعاق وحياته تظل هي المطلب والأولوية الأهم بالنسبة للمؤسسة والنادي على حد سواء.

ويلفت إسماعيل الحوسني، المنسق الإعلامي للنادي، إلى أن ممارسة الرياضة بالنسبة للمعاق أو السوي يجب أن تخضع لمطالب وشروط للتأكد من عدم وجود أمراض مزمنة تحدّ من ذلك، أو تؤثر سلبيا على صحته، فهنالك أمراض من الممكن أن تودي بحياة المعاق إذا ما قام بها دون الاستناد إلى فحص طبي. ومن أجل ذلك، يضيف الحوسني، يخضع المعاق، الذي ينوي الانضمام إلى النادي، لفحص طبي خاص كشرط لقبوله في النادي، وهذا الفحص يقام تحت إشراف مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية والنادي بشكل خاص، بهدف حماية اللاعب والتأكد من سلامته أثناء مزاولته الرياضات باختلاف أنواعها، مضيفا إن الفحص الطبي يتم عن طريق أكاديمية الإمارات للطب الرياضي، بعد ذلك يتم عقد جلسات طبية للمنتسبين للتأكد من سلامتهم واستعدادهم الصحي لممارسة الرياضات الخاصة بهم باختلاف أنواعها.

ويشير الحوسني، وهو مدرب سباحة، إلى أهمية ممارسة الرياضة بالنسبة للمعاق بالقول إن الرياضة مهمة بشكل عام في حياة المعاق، لأنه في هذا المجال يستطيع أن يقدم شيئا ويبدع فيه، فهي تقوي العلاقات بينه وبين الآخرين، وتعمل على تنشيط الذهن بشكل أكبر، كما أنها ترفع من معنويات المعاق لا سيما إذا ما حقق نتائج جيدة وحصد الجوائز والميداليات، أما بالنسبة لفوائد السباحة بشكل خاص فهي، بحسب الحوسني، رياضة علاجية للمعاق، قبل أن تكون تنافسية، وهي مهمة جدا كونها تقوي العضلات وتلينها فضلا عن تليين المفاصل، كما أنها تعطي المعاق الشعور بالراحة والحرية؛ لأنه في الماء يكون بلا قيود كما في الواقع، حيث تنقله من جو عدم المقدرة إلى عالم المقدرة.

لياقة صحية

من جهته، يفيد عبدالحكيم حيرش، مدرب ألعاب قوى في النادي، أن الاهتمام برياضة المعاق هو الأساس في إخراج المعاق من الوسط المغلق تمهيدا لدمجه في المجتمع الخارجي، والفضل في ذلك يعود لمؤسسة زايد العليا ونادي أبوظبي، اللذين وضعا سلامة المعاق بالدرجة الأولى، مؤكدا أهمية ممارسة الرياضة بالنسبة للمعاق، ولكن شريطة أن تتناسب هذه الرياضة مع إعاقته ولياقته الصحية، فالمعاق يجب أن تكون لديه لياقة صحية وطبية لممارسة الرياضة في النادي، وهنا تبرز أهمية دور الطبيب في تحديد إذا ما كان المعاق لائقا طبيا أم لا، وذلك من أجل مواصلة تدريبه الرياضي في النادي، وهو من الأهداف التي التي تضعها المؤسسة على قائمة أولوياتها.

ويذكر حيرش أن إجراءات الالتحاق بالنادي للمعاقين، تتطلب إخضاع اللاعب المشارك أو اللاعب الجديد إلى جلسات العلاج الطبيعي، التي تجعله مؤهلا أو مهيئا لممارسة الرياضة، وهي تستغرق حوالي شهرين على الأكثر، مشيرا إلى أن جميع اللاعبين الذين زاولوا الرياضة في النادي أبدوا تحسنا كبيرا في مستوياتهم، حيث حصل النادي على نتائج ممتازة بفضل مشاركة الطلاب في بطولات عالمية تختص برياضات المعاقين، وهنالك أسماء لمعت في هذا المجال من بينها: الطالب أحمد خميس، من الإعاقة الحركية، والذي حصل على بطولات عالمية في رفع القوى، وحمد الحمّادي، الذي يعاني من إعاقة ذهنية، وشارك في بطولات العالم للناشئين، وكذلك أسماء المرزوقي التي تعاني من إعاقة حركية وحصلت على بطولات عالمية للناشئين، وريم مصعبي، التي شاركت في بطولة المرأة الخليجية وحصلت على ميدالية، وحمدة الحوسني، وهي تعاني من إعاقة ذهنية، وحصلت ميداليات في بطولات إقليمية بمجال ألعاب القوى، وتأهلت للمشاركة في بطولة العالم، وهنالك سعد المنصوري، الذي يعاني من إعاقة حركية، وحصل على ميدالية في بطولة العالم للناشئين بمجال ألعاب القوى، والطفل زياد الحارثي، ولديه إعاقة حركية، ومع ذلك فقد حصل على ميداليات محلية في مجال ألعاب القوى، بالإضافة إلى راشد المنصوري، الذي يعاني من إعاقة ذهنية وحصل على ميداليات في مجال السباحة.

ومن خلال تجربته في التدريب، يشير حيرش إلى أن المعاق لديه تحد كبير، حتى يثبت نفسه ووجوده في المجتمع أسوة بالأسوياء، وهم لديهم عزيمة على المواصلة في التدريب رغم الصعوبات التي تواجههم، يتمثل في المواظبة على التدريب والتفاني فيه.

وعي الأسرة

إلى ذلك، يؤكد أولياء أمور لاعبين من ذوي الإعاقة على أهمية الفحص الطبي بالنسبة للمعاقين على وجه التحديد، والذي من شأنه أن يحدد أهليتهم لممارسة الرياضات ويحد من تدهور حالتهم الصحية في حالة عدم لياقتهم لذلك. ويقول عبدالرحيم العلي، والد السبّاح خالد العلي، الذي يستعد للمشاركة في بطولة العالم للألعاب الرياضية لذوي الإعاقة الذهنية، وتعقد نهاية هذا الشهر في اليونان، إن الدولة لم تقصر في حق المعاقين من كافة النواحي، ولا سيما الرياضية، والأهم من ذلك أنها تتواصل مع أولياء الأمور في هذا المجال وتقدم لهم الوعي اللازم لصالح أبنائهم، مضيفا أن اللاعبين في النادي يخضعون لفحص طبي يقرر مدى أهليتهم لممارسة الرياضات المختلفة، الأمر الذي يضمن سلامتهم، ويوفر على أولياء أمورهم الوقت والجهد.

ويقول العلي إن على كل ولي أمر أن يتابع ابنه المعاق من الناحية الرياضية، فهؤلاء المعاقين لديهم مهارات ومواهب يعجز بعض الأسوياء عن أدائها، كما أن مشاركتهم في المجال الرياضي ترفع من معنوياتهم ومعنويات أهلهم على حدّ سواء. داعيا أولياء الأمور إلى متابعة أبنائهم وتشجيعهم على ممارسة الرياضة، والتواصل مع الجهات القائمة على رعاية ذوي الإعاقة.

من جهتها، تقول أم سعيد هاشل، وهو لاعب في فريق رفع القوى للإعاقة الذهنية، ويستعد للمشاركة أيضا في بطولة العالم التي تقام في اليونان قريبا، إن الفحص الطبي للمعاق أمر أساسي يضمن سلامته من الأضرار التي يمكن أن تنجم عن ذلك، وعلى أولياء الأمور أن يتأكدوا قبل أن يدفعوا أبناءهم من المعاقين لممارسة الرياضة، بأنهم لائقون صحيا لذلك، فيمكن أن تكون لدى المعاق مشاكل صحية تمنع ذلك، ولذلك يجب إخضاع لمعاق لفحص طبي، لا سيما أن ذلك متوفر ومتاح من قبل أجهزة الدولة التي منحت للمعاق حقوقه كاملة.

رياضات يوفرها النادي

تقول نبيلة الصالحي، سكرتير فني في النادي، إن النادي، الذي تأسس في العام 2006، ويديره فالح الفيصل، يضم 149 لاعبا ولاعبة من مختلف الإعاقات الذهنية والحركية، مضيفة أن الرياضات التي يوفرها النادي للمعاقين تشمل ألعاب القوى بالنسبة للمعاقين حركيا وذهنيا، والسباحة للمعاقين ذهنيا، وكرة السلة، والقدم، واليد، للمعاقين ذهنيا من الذكور، ولعبة البوتشي لذوي الإعاقة الذهنية من الذكور أيضا، والفروسية، وكرة الريشة للجنسين من ذوي الإعاقة الذهنية، ورفع القوى والتجديف وتنس الطاولة للذكور من كافة الإعاقات، والبوشيا للجنسين من ذوي الإعاقة الحركية. فضلا عن الملاكمة لذوي الإعاقة السمعية من الذكور، والبولينج، للجنسين من ذوي الإعاقة الذهنية والصم والبكم.

[/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0