[B]مزج مبارك الهودي الخالدي (40 سنة) بين عمله كسائق سيارة أجرة، وتطوعه لإيصال ذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام «مجاناً»، كمبادرة منه في مد يد العون لهذه الفئة.
وشرع الخالدي في عمله «الخدمي» قبل تسعة أشهر، حين استبدل سيارته الصغيرة بأخرى أكبر حجماً، إلا أن الفكرة كانت مترسخة لديه قبل سنوات، وتعود إلى حادثة وقعت لأخيه، حوّلته إلى «معوق حركي». ويجمع مبارك بين قيادة سيارته والأعمال الحرة، ما جعله يملك الوقت الكافي للقيام بمهام أخرى، ومن بينها التكفل بإيصال سبعة أطفال يسكنون دار إيواء، إضافة إلى شاب وزوجته، قبل أن يرتفع العدد بعد شرائه السيارة الأكبر حجماً إلى 30 شخصاً من مختلف الفئات العمرية والجنسيات.
وقلبت الحادثة التي وقعت لأخيه قبل 20 عاماً حياة الخالدي، مبيناً أن أخاه «تعرض لحادثة حين كان في الـ22 من عمره، وأصيب بكسر في الظهر والحوض، وظل سنة كاملة في المستشفى، ولزم الأمر أن أتواجد معه، ما أدى بي إلى ترك الدراسة، إذ كنت أدرس في المرحلة الابتدائية مساءً، والمعهد المهني صباحاً، كي أكون مرافقاً له»، مضيفاً: «توجهنا إلى الخارج، لإكمال العلاج، وتحسنت حاله، إذ بدأ يشعر في جزئه السفلي وأطرافه العلوية».
ويبلغ شقيقه من العمر الآن 43 عاماً، و«بسبب رفض المجتمع تزويج بناتهم لمعوق حركياً، بحثنا له عن زوجة من شرق آسيا، ومنذ 17 سنة، وهي تعتني به خير عناية»، مضيفاً: «بعد أن لاحظ أصدقاؤه نجاح زواجه، عملنا على تزويج أربعة منهم، بعد موافقة أهاليهم، وبعضهم رزق بأطفال». ولم يتجاوز أخوه الإصابة فقط، وإنما تمكّن من «إدخال تعديل على سيارة، ليتمكّن من قيادتها بنفسه»، عازياً نجاحه إلى «عشقه للميكانيكا، فضلاً عن أنه يزاولها كمهنة وحرفة». وامتد شغفه إلى إدخاله تعديلات على سيارات أصدقائه تتناسب مع طبيعة إعاقاتهم الحركية. وأدت إعاقة أخيه ومجاهدته في التغلب عليها، إلى زرع فكرة مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم لدى الخالدي، موضحاً «أوصلهم إلى أي مكان يرغبون في التوجه إليه، من دون مقابل، لكنني أركز على إيصال الأيتام وأبناء شهداء الواجب»، مبيناً: «حين أرى معوقاً عند مجمع تجاري أو غيره، أعرض عليه التوصيل، بعد تعريفهم بمن أنا، كما أن سيارتي تحمل عبارة توحي بذات المعنى، ما يجعلهم يشعرون بالثقة».
وعمل الخالدي مشرفاً في مركز التأهيل الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة في الدمام منذ نحو خمس سنوات، إلا أنه ترك هذه المهنة ويقول: «طلبت من وزارة الشؤون الاجتماعية أن أعمل موظفاً حكومياً، لأن عملي معهم كان يتبع لشركة في القطاع الخاص، إلا أن الشركة المُتعاقد معها انتهى عقدها، وتسلمت العمل أخرى، فانسحبت من العمل لديهم».
ويطمح في المستقبل إلى «التقدم في مجال خدمة ذوي الاحتياجات، وشراء سيارة خاصة بهم من النوع الذي يساعد في رفع كرسي التنقل. وعلى رغم ارتفاع سعرها، إلا أنني واثق من الحصول عليها».
[/B]